وقعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر بيان العلا أمس الثلاثاء للمصالحة مع قطر بعد مقاطعة استمرت حوالي ثلاث سنوات ونصف.

وفي قمة خليجية بمحافظة العلا السعودية شهدت عناق حار بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني اتفق أطراف الأزمة الخليجية ومعهم مصر على استعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وفتح الحدود الجوية والبحرية والبرية والتي كانت مغلقة منذ منتصف عام 2017.

وخلال مؤتمر صحفي بثه التلفزيون السعودي قال وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ردا على سؤال حول التوصل لاتفاق مع قطر وهل يعني هذا عودة للعلاقات بين الدول الـ 4 وقطر، قال " ما تم.. هو طي كامل لنقاط الخلاف، وعودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية وجميع ما يخدم إن شاء الله العلاقات بين الدول الأعضاء وايضا مصر، وسوف يكون لبنه قوية ومهمة لمستقبل المنطقة واستقرارها".

ولكن السؤال المهم هنا: ما هو التأثير الاقتصادي للمصالحة؟

تأتي المصالحة الخليجية في وقت بدأت فيه اقتصادات الخليج تعافي تدريجي من تداعيات أزمة كورونا وصدمة انخفاض أسعار البترول، وسط أمال واسعة أن يؤدي إنهاء الأزمة الخليجية إلى مزيد من التحسن الاقتصادي في المنطقة.

قال محمد أبوباشا نائب رئيس قطاع البحوث ببنك استثمار المجموعة المالية هيرميس المصرية، لزاوية عربي، إن التأثير المباشر للمصالحة الخليجية سيكون لصالح شركة الطيران القطرية بعد فتح الأجواء مرة أخرى أمام رحلاتها.

وكانت الخطوط الجوية القطرية، اضطرت إلى إعادة توجيه مسارات عشرات الرحلات الجوية عبر المجال الجوي الإيراني في أعقاب أزمة 2017 بعد حظر الطيران الذي فرضته دول المقاطعة وأدت إلى شبه حصار على دولة قطر وكانت تدفع قطر أموال طائلة من أجل هذا.

"فتح المجال الجوي سيخفف الضغط المالي على شركة الطيران القطرية،" بحسب ما قاله محمد أبوباشا.

وعن حركة التجارة مع قطر قال محمد أبوباشا إنها "قد تتحسن بعض الشي، خاصة أن قطر حولت كثير من سلسلة الإمدادات بعيدا عن السعودية والإمارات بشكل استراتيجي لن يتغير مع مجرد مصالحة من النوع الذي نحن بصدده".

وكانت قطر نجحت في النجاة من مقاطعة 2017 بفضل ثروتها التي يغذيها الغاز، ورتبت مسارات شحن جديدة لتعويض إغلاق حدودها مع السعودية، بحسب تقارير إعلامية دولية.

توقعات بزيادة السياحة في قطر

وقالت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني في تقرير لها أمس نشر في عدد من وسائل الإعلام  إن عودة العلاقات بين قطر وجيرانها من شأنه أن يساعد الاقتصاد القطري غير النفطي، وإن استئناف روابط السفر سيؤدي في نهاية المطاف إلى زيادة تدفقات السياحة وزيادة الاهتمام من المشترين في المنطقة مما قد يدعم سوق العقارات المتعثرة.

وقال ألكسندر بيرجيسي كبير المحللين لدى وكالة موديز في تقرير لوكالة رويترز أمس إن نهائيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 التي ستقام في قطر "لن تكون على الأرجح حدث ناجح بشكل مدو إذا لم يتمكن مشجعو كرة القدم في المنطقة، وخصوصا من المملكة العربية السعودية التي لديها أكبر عدد من السكان، من الحضور".

وكانت البورصة القطرية أكثر الرابحين بين بورصات الخليج في جلسة أمس حيث ارتفع مؤشرها الرئيسي بنسبة 1.35% وسط تفاؤل باستئناف حركة السفر والتجارة مع دول الجوار.

للمزيد: تسلسل زمني للمقاطعة الخليجية قبل قمة مجلس التعاون في السعودية

(إعداد عبدالقادر رمضان ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي من الأحد للخميس خلال أوقات العمل وتستخدم لغة عربية بسيطة.

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام