قبل عامين قرر المصري أحمد جاب الله ترك وظيفته في مجال تكنولوجيا المعلومات والعودة من أمريكا لتأسيس شركة تعمل في تنظيم مراسم الجنازات في مصر.

وتحت شعار "سُكنة للعائلة.. سُكنة لأحبابكم" تقدم شركة سُكنة التي أسسها أحمد مع مجموعة من الشباب خدمات مراسم الجنازات ودفن الموتى، وذلك لأول مرة في مصر، إذ أن هذا النشاط طالما كان مقتصر على جهود أفراد أسرة وأصدقاء المتوفى.

وقال مؤسس الشركة في حوار عبر الهاتف من القاهرة مع زاوية عربي: "أسسنا سُكنة كي تمنح الأفراد مساحة لوداع الأحباء بدل من إتمام الإجراءات المرهقة".

نبذة سريعة عن الشركة

بدأت الشركة ممارسة عملها في مارس 2019، وقامت حتى الآن بتقديم خدماتها لأكثر من 340 جنازة ومراسم دفن، بحسب ما قاله أحمد مؤسس الشركة وممولها الوحيد، لزاوية عربي.

تقوم الشركة بتقديم الخدمات اللوجستية المتعلقة بمراسم الجنازات والدفن والتي من بينها إنهاء إجراءات تصريح الدفن والإجراءات الرسمية، والغسل وتجهيز الجثمان، وتحضير المقابر والمدافن، والنقل، وحجز قاعات العزاء والتأبين، ونشر النعي في الجرائد والوسائل الرقمية، وتوزيع هِبات الصدقة على روح المتوفي.

وتقدم الشركة خدماتها للمتوفين المسلمين والمسيحيين، كما أن لديها القدرة على التعامل مع حالات الوفاة نتيجة الإصابة بمرض كوفيد-19، بحسب موقعها الإلكتروني.

وقالت الشركة في بيان سابق إنها تعاقدت مع 10 مستشفيات خاصة في مصر من أجل توفير خدماتها في حالة وجود وفيات.

ويظهر الموقع الإلكتروني للشركة انها تقدم خدماتها بأسعار تبدأ من 4,500 جنيه (286 دولار) وتصل إلى 9,000 جنيه (573 دولار) وقد تزيد في حالة الانتقال من أو إلى مكان خارج القاهرة.

من هو مؤسس الشركة؟

تخرج أحمد من الجامعة الأمريكية بالقاهرة بعد ان درس علوم الكومبيوتر وسافر إلى أمريكا وعمل هناك في مجال تكنولوجيا المعلومات بشركات جوجل وأدوبي وفيسبوك، قبل أن يقرر العودة لمصر في نهاية 2018 لتأسيس شركته الجديدة.

من أين جاءت الفكرة؟

قال أحمد إن فكرة إنشاء الشركة جاءته منذ عام 2005 عندما حضر جنازة لوالد أحد أصدقائه وتعرضه لمواقف صعبة بسبب الإرهاق المرتبط بإنهاء إجراءات الدفن وتنظيم الجنازة.

قاطع أحمد كل ما يتعلق بالجنازات سنوات طويلة نتيجة هذا الموقف إلى أن اضطر إلى المشاركة في جنازة أحد معارفه في أمريكا، "وجدت الأمر مختلف تماما عن مصر، هدوء وسكينة في الجنازة".

بداية المشروع

في 2013 بدأ أحمد وفريقه إجراء دراسات ميدانية للجنازات في مصر عبر المشاركة فيها، بالإضافة إلى السفر إلى دول في جنوب شرق آسيا للتعرف على خبرتهم في هذا المجال، بحسب ما قاله أحمد.

وأضاف "نحن نسعى إلى تغيير مفهوم خدمات الجنازات في مصر، من خلال التعامل بشكل محترف وتقديم خدمات متكاملة تغطي جميع مراحل تكريم المتوفى".

وأشار إلى أن فريق شركته يتكون حاليا من 16 شخص بعضهم عمل في مجالات الهندسة وأحدهم كانت مضيفة طيران، كما أن الشركة توظف مغسلين ومتعهدي دفن بخبرة لا تقل عن 15عام.

"خلال دراستنا لهذا المجال وتعاملنا اليومي معه تعرفنا على عدد كبير من العاملين في هذه المهنة (الحانوتية) وبعضهم يعمل معنا بالفعل".

المستقبل

وقال أحمد إن الشركة تسعى الفترة الحالية للتوسع وتعيين مزيد من الموظفيين بدون تفاصيل.

ومن المفارقات في قصة هذه الشركة الجديدة أن أحمد ترك في بداية دراسته الجامعية كلية الطب وانتقل إلى تكنولوجيا المعلومات خشية التعرض يوميا للمرضى، كما أنه كما يقول "يحب الحياة والسعادة".

استقبال الناس للشركة

قال رئيس الشركة عن رد فعل العملاء وتقبلهم لهذه الخدمة: "اندهشنا من رد فعل الناس التي استخدمت سُكنة لأننا كنا متخوفين في البداية من رد فعلهم".

وأضاف: "فوجئنا بردود فعل إيجابية للغاية وحصلنا على رسائل شكر كثيرة على قيمة الخدمة التي قدمناها لهم".

أغرب المواقف التي تعرض لها

قال أحمد إن أغرب موقف تعرض له حتى الآن هو حالة وفاة لشخص اكتشفت عائلته أنه كانت لديه زوجة أخرى وكان اللقاء بين العائلتين لأول مرة يوم الوفاة.

وأضاف أن من المواقف التي تعرضت لها الشركة أيضا طلب زوجين كبار في السن تخطيط مراسم وفاتهما حيث أن أبنائهم يعملون خارج البلاد وأردوا ترتيب هذا الأمر مسبقا.

(إعداد عبدالقادر رمضان ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا