14 04 2017

اتجاه الوزارة لتأنيث القطاع يواجه محاذير أمنية واجتماعية يتوجس منها المستثمرون

كشف خبراء في قطاع الذهب والمجوهرات عن انخفاض كبير في نسبة التوطين في القطاع، في سوق يعد من أكثر الأسواق استهلاكاً للمعدن الأصفر حسب تصنيف مجلس الذهب العالمي وبقوة شرائية تتجاوز 75 مليار ريال سعودي، يأتي هذا في الوقت الذي تفكر فيه وزارة العمل بتأنيث قطاع الذهب والمجوهرات وذلك ضمن خططها الهادفة لسعودة وتأنيث القطاع.

بداية أوضح عبدالرحمن القحطاني صاحب محلات ذهب بشرق الرياض بقوله "رغم أنه منذ صدور القرار بإلزامية السعودة على القطاع في عام 2001، ولم يؤخذ رأينا كتجار فيه"، إلا أن جميعنا كملاك وتجار تعاملنا مع القرار بكل وطنية وحاولنا بكل ما أوتينا من سبل أن تصل نسبة التوطين فيه إلى 100 %، ويواصل "لكننا بطبيعة عملنا الطويلة لفترتين إضافة إلى وجود الكثير من المحلات والمعارض في أسواق شعبية ومفتوحة بالإضافة إلى ضعف رواتب بعض المحلات وخاصة التي يملكها أفراد وليس شركات جعل إقبال الشباب السعودي أو حتى استمراره في المجال ضعيفة، وأيضا لا ننسى إغراءات العمل الحكومي والقطاعات الأخرى مثل البنوك والشركات الكبرى، وطالب القحطاني بأهمية وجود شرط جزائي بمدة لا تقل عن 6 أشهر لإخلاء الطرف في عقد العمل، حتى لا يكون هناك تراخٍ وتساهل من الشاب في ترك العمل في قطاع الذهب والمجوهرات، خصوصاً أن القطاع يعد من أهم القطاعات في الاقتصاد السعودي.

من جانبه استبعد نائب رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في الغرفة التجارية الصناعية بالرياض عبدالرحمن الشقحاء اتجاه وزارة العمل لتأنيث قطاع الذهب والمجوهرات في المملكة، لاعتبارات أمنية مؤكداً أن أسواق الذهب في العالم لا توظف السيدات بمفردهن، لعدم قدرتهن على حماية المحال التي يعملن فيها، من أي هجوم أو سطو مسلح، مشيرا إلى إن محال الذهب في المجمعات التجارية داخل المملكة، "لا تتمتع بالحماية الكافية، نظراً لضعف الكوادر الأمنية العاملة في تلك المجمعات، إذ يقوم على حمايتها عناصر من شركات أمنية خاصة، غير مسلحين بما فيه الكفاية، فكيف يمكنهم حماية فتيات يعملن في محال للذهب والمجوهرات، تحتوي على مشغولات ذهبية بقيمة ملايين الريالات في المعرض الواحد، وربما أكثر".

وحذر الشقحاء في تصريح لـ"الرياض"، من أن تأنيث القطاع في الوقت الراهن دون دراسات طويلة ومتأنية، ودون النظر لحساسية القطاع وتميزه عن غيره من القطاعات التي جرى تأنيثها سابقاً من شأنه تكبد القطاع خسائر كبيرة وانسحاب الكثير من التجار في السوق.

وأفصح الشقحاء بالقول: إن عمل النساء في مصانع الذهب والمجوهرات له باع طويل وقد استطاعت النساء فيه إثبات جدارتهن وكفاءتهن العالية في الدقة والإبداع فيما يخص العمل كمهنيات وفنيات عبر مهنتي التصميم وتركيب الأحجار، فهو عمل يتناسب مع طبيعتهن، إضافة إلى أنه يوفر لهن الخصوصية عند قصر المكان على النساء فقط، كما أن حماية وأمن المصنع تتم من الخارج مع إمكان التحكم في دخول الغرباء إليه.

© صحيفة الرياض 2017