أتاحت التطورات والتحسينات في مجال التكنولوجيا للإنسان فرصة السفر والانتشار واستكشاف الأراضي والمناطق البعيدة.

وقد شهد تاريخ النقل ابتكارات تكنولوجية لا حدود لها؛ وكما هو الحال في العديد من الصناعات الأخرى، فإن الابتكار في صناعة النقل يتطور بوتيرة سريعة للغاية، في ظل سعي قادة الصناعة لابتكار حلول أكثر كفاءة وذكاءً وأمانًا وأقرب للمستهلك. ومن الأهمية بمكان بالنسبة للشركات العاملة في هذه الصناعة، ولاسيما الشركات الناشئة، أن تكون على دراية بأهمية وضرورة حماية منتجاتها وعملياتها المبتكرة، من خلال تأمين حقوق الملكية الفكرية، لكي تضمن بقائها في موقع القوة في هذه الصناعة، وتعزز الميزة التنافسية لها في هذه السوق المزدحمة بالفعل.

تستكشف هذه المقالة الابتكارات في مجال النقل، وتقدم أمثلة متنوعة على استراتيجيات حماية حقوق الملكية الفكرية بالنسبة للمبتكرين وقادة السوق الحاليين؛ وتناقش كيف تؤدي حماية الملكية الفكرية دورًا أساسيًا في توفير ميزة تنافسية للشركات والأعمال.

حدث أول تقدم تكنولوجي هام في مجال النقل مع الثورة الصناعية في "العصر الصناعي"، الذي بدأ عام 1760، وجلب الابتكارات الأساسية لتحل محل الأدوات اليدوية والآلات التي تعمل بالطاقة. وكانت معظم الابتكارات في ذاك الوقت تتعلق بالجانب الآلي والميكانيكي للأشياء؛ وقد ظهر توجه آخر من الابتكارات مع ثورة المعلومات في "عصر المعلومات"، والذي أدى إلى تطور وظهور عمليات إعادة التنظيم الهامة في اتجاه التكنولوجيا مع التحول من التصنيع إلى الحوسبة الرقمية.

عصر النقل الصناعي

في عام 1769 قام نيكولاس جوزيف كوغنوت، وهو مهندس عسكري فرنسي، بتصنيع دراجة ثلاثية العجلات تعمل بالبخار لنقل المدفعية– مما أدى إلى ظهور واحد من الاختراعات الأولية في صناعة النقل؛ وكانت العجلة الأمامية الفردية في الدراجة ثلاثية العجلات تؤدي وظائف القيادة والتوجيه على حد سواء، ويمكن أن تسير هذه الدراجة بسرعة 2.25 ميلًا في الساعة (وتحمل أربعة ركاب) لمدة 15 دقيقة.

وبعد مرور سنوات، سجَّل رجلان، وهما كارل فريدريش بنز وغوتليب دايملر، براءات اختراع خاصة بهما في نفس اليوم – 29 يناير 1886. وتضمنت السيارة ثلاثية العجلات التي اخترعها كارل فريدريش بنز محرك احتراق داخلي بشاسية وهيكل متكامل؛ فيما اخترع غوتليب دايملر بالاشتراك مع فيلهلم مايباخ عربة بمحرك– سيارة ذات أربع عجلات بمحرك يعمل بالبنزين. وفي وقت لاحق، حصل هنري فورد في عام 1942 على براءة اختراع سيارة مصنوعة بالكامل من البلاستيك تقريبًا ومثبتة على إطار أنبوبي ملحوم.


عصر النقل الحديث

بمرور الوقت، ظهرت اختراعات واكتشافات كثيرة كحلول لقيود النقل، مما أدى إلى تقليل وقت السفر وزيادة القدرة على نقل الأحمال الأكبر؛ وقد تطور الابتكار في مجال النقل منذ ذلك الحين على قدم وساق وصولًا لأحدث اهتمامات الباحثين واختراع السيارات ذاتية القيادة.

هذا وتختبر شركة جوجل تقنية السيارات ذاتية القيادة منذ عام 2012 في إطار مشروع "جوجل إكس"، وقد قطعت تلك السيارات أكثر من مليون ميل؛ وهناك العديد من شركات صناعة السيارات والتقنيات الأخرى التي تعمل بشكل فعال على تطوير تكنولوجيا وتقنيات المركبات ذاتية القيادة، مثل شركة أبل، وشركة بايدو، وشركة تويوتا، وشركة روبرت بورش، وشركة نيسان، وشركة جنرال موتورز وغيرها. وتتوقع التقارير الإخبارية أن ما يقرب من 21 مليون سيارة ذاتية القيادة سيتم قيادتها على الطرق على مستوى العالم بحلول عام 2035.

وفي إطار سعيها لتحقيق المنافسة العالمية التزمت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة بتنفيذ واستخدام السيارات ذاتية القيادة في السنوات المقبلة. وبالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، فإن الفوائد المحتملة للمركبات ذاتية القيادة كثيرة للغاية: ويتوقع برنامج مُسرعات دبي المستقبل حدوث انخفاض بنسبة 90 بالمائة في الوفيات الناجمة عن حوادث السير، وانخفاض بنسبة 80 بالمائة في انبعاثات السيارات، والحد من الازدحام المروري بنسبة 90 بالمائة. وقد تم منح شركة جوجل براءة اختراع "للسيارة ذاتية القيادة" تحت رقم اختراع US8078349B1 لضمان حق الملكية والتفرد والحصرية في هذا الابتكار.

كما أصبحت صناعة خدمات النقل على دراية وعلم بالابتكارات التي تتم في السيارات ذاتية القيادة، حيث تقوم شركات مثل شركة ليفت وأوبر حاليًا باختبار المركبات والسيارات ذاتية القيادة في جميع أنحاء العالم لتحل محل السائقين. وبدأت هذه الشركات بمفهوم مبتكر للاستفادة من الهواتف الذكية التي يعتمد عليها المستخدمون بصفة مستمرة في حياتهم اليومية؛ فمع وجود تطبيقات مثل أوبر، يمكن للمستخدمين في الوقت الحالي العثور على سيارة أجرة أكثر ملائمة وراحة. كما يمكن للمستخدمين تقدير أجرة النقل ودفعها لسيارة الأجرة من خلال بطاقة الائتمان المربوطة بالفعل بالتطبيق، ويمكنهم أيضًا ترك بقشيش والحصول على إيصال دفع، وكل ذلك بلمسة زر واحدة.

وفي إطار الجهود المبذولة لتنويع أصولها والاستمرار في منحنى الابتكار، توسعت شركة أوبر مؤخرًا في تقديم خدمات توصيل الوجبات. فعلى الرغم من أن شركة أوبر بدأت العمل بسيارات سوداء بلمسة زر واحدة، إلا أنها تتعامل حاليًا مع الطلب على استخدام السيارات في توصيل الوجبات، وتعمل أوبر حاليًا في 633 مدينة في جميع أنحاء العالم. وتعتبر إستراتيجية الابتكار والعلامة التجارية ومدى قوة الشركة في حماية أصول وحقوق الملكية الفكرية الخاصة بها هي الأساس في الحفاظ على مرونة الشركة وقدرتها التنافسية.

الملكية الفكرية لشركة أوبر

حصلت شركة أوبر على حماية كبيرة لشعاراتها، الرموز والتطبيق المستخدم والتصاميم؛ ويقلل ذلك من مخاطر انتهاك المنافسين وتعديهم على التصاميم والواجهات الخاصة بشركة أوبر؛ وتمتلك الشركة شعارات وعلامات تجارية مسجلة في مختلف الخدمات التي تقدمها، وكذلك العديد من تصاميم رموز الأيقونات. وحيث أن واجهة المستخدم غير مؤهلة للحماية بموجب قانون العلامة التجارية، فقد حصلت شركة أوبر على براءة اختراع لحماية التصميم الخاص بواجهات المستخدم الخاصة بها. وتساعد هذه الحماية في القضاء على ما قد يحدث للعملاء من ارتباك وتشوش، من خلال منع الشركات المنافسة من محاكاة واجهة المستخدم في تطبيق أوبر.

وقامت شركة أوبر بتغيير شعارها إلى الصورة الموجودة على اليمين في عام 2016 لتسليط الضوء على مرونة العلامة التجارية وتطورها؛ وأفادت شركة أوبر أن هذا التصميم مستوحى من اللبنات الأساسية للتكنولوجيا والعالم.

تتمثل إستراتيجية شركة أوبر الأساسية في حماية حقوق الملكية الفكرية من خلال الاستفادة من حماية براءات الاختراع؛ وتمتلك شركة أوبر في الوقت الحالي براءات اختراع لها علاقة بأساليب العمل. وقد خضعت هذه البراءات لإجراءات تدقيق ومراجعة دقيقة في إجراءات التقاضي بشأن براءات الاختراع، وفي مكتب الولايات المتحدة للبراءات والعلامات التجارية. وكانت أول براءة اختراع قدمتها شركة أوبر في الولايات المتحدة الأمريكية في شهر مارس 1996، وكان أحدث نشر لبراءة الاختراع الذي تقدمت به الشركة في الولايات المتحدة الأمريكية في 11 يوليو 2017.

في البداية تعاملت براءات الاختراع التي تقدمت بها شركة أوبر مع تعديل أسعار الخدمات بشكل حيوي، وتحديد موقع يتعلق بالخدمات عند الطلب من خلال أجهزة الكمبيوتر والحوسبة المحمولة، وتوفير معلومات حيوية عن ما سيتم نقله وإرسال هذه المعلومات لجهاز الحوسبة، وما إلى ذلك. وفي وقت لاحق، كانت براءات الاختراع التي تقدمت بها شركة أوبر تستند إلى رسوم الخدمة عند الطلب، وتحسين والاستفادة من اختيارات السائقين لطلبات النقل، وإرسال إخطارات إلى الأجهزة استنادًا إلى ظروف وأحوال الوقت الحقيقي المتعلق بالخدمة، وتخطيط الرحلة وإتمامها. ومع ذلك تركز براءات الاختراع الأخيرة التي قدمتها شركة أوبر على المركبات ذاتية القيادة التي تتوافر فيها مزايا مثل توفير المساعدات عن بُعد للسيارات ذاتية القيادة، وتشغيل السيارة ذاتية القيادة، وبها دليل المساعدة من السيارات التي يقودها الإنسان، وتوفير سيارات ذاتية القيادة مع وحدات تحكم مستقلة وعدسة ذكية لنظام الإخفاء، وغيرها من المزايا الأخرى.

وقد طرحت شركة أوبر ميزة أمنية جديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في وقت سابق من هذا العام (بعد إجراء اختبار تجريبي ناجح لها في الولايات المتحدة الأمريكية)– لحماية السائقين والمسافرين على حد سواء. حيث سيقوم نظام التحقق من السائق بدفع السائقين للتحقق من أنفسهم عن طريق تحميل "صورة شخصية/سيلفي" لهم يتم مقارنتها على الفور مع الصورة الشخصية الموجودة في ملف السائق لضمان مطابقتها. وهذه الميزة ستجعل استخدام هذه السيارات أكثر أمنًا، وتحول دون حدوث الأعمال الاحتيالية.

هذا وتتضمن بعض الابتكارات الهامة الأخرى التي قدمتها شركة أوبر: خدمة السيارات السوداء بأسعار معقولة، وتقديم خدمات السيارات "الفاخرة" و"شبه الفاخرة" عند الطلب، وتحفيز السائقين من شركة أوبر من خلال نظام تصنيف النجوم فيما يتعلق بمسائل القيادة والحفاظ على نظافة سياراتهم، ونظام "ارتفاع الأسعار/الأجور" الذي يحفز المزيد من السائقين على القيادة على الطريق في أوقات الذروة، وفكرة خدمة السيارات التي لا تسبب أي إزعاج.

وفي سبتمبر 2016، أطلقت شركة أوبر أول خدمات السيارات ذاتية القيادة في بيتسبيرغ، وذلك باستخدام أسطول من سيارات فورد فيوجن المجهزة بحوالي 20 كاميرا، وسبعة أجهزة ليزر، ونظام تتبع المواقع، ومعدات الليدار (تحديد المدى عن طريق الضوء أو الليزر)، وجهاز الرادار (تحديد المدى من خلال الصوت أو النطاق) التي تُمكّن السيارة من خلق خريطة ثلاثية الأبعاد باستخدام المعالم والمعطيات والمعلومات السياقية الأخرى لتتبع موقعها. وفي ديسمبر 2016، بدأت شركة أوبر أيضًا في استخدام سيارة الدفع الرباعي فولفو Volvo XC90 SUVs ذاتية القيادة في سان فرانسيسكو.

جهود شركة أوبر وراء التقدم في مجال النقل

من الواضح أن شركة أوبر تبذل جهودًا كبيرة لتنمية محفظة حماية حقوق الملكية الفكرة في المستقبل، وبالتالي حماية أعمالها؛ وقد تم تنفيذ العديد من المزايا والسمات التي حصلت على براءات اختراع من قبل شركة أوبر في الآونة الأخيرة.

أطلقت شركة أوبر برنامج شراء جديد حاصل على براءة اختراع يسمي UP3، وذلك لتسريع عملية شراء براءات الاختراعات من خلال نافذة على تطبيق مفتوح، وكانت نافذة هذا التطبيق مفتوحة منذ 24 أبريل 2017 حتى 23 مايو 2017. وتتمثل الفكرة من هذا البرنامج في جعل أصحاب براءات الاختراع يقدمون عن طيب خاطر الأسعار لشركة أوبر نظير براءات الاختراعات الخاصة بهم، بالإضافة إلى تفاصيل الفئة التي تنتمي إليها براءة الاختراع؛ كما يسمح البرنامج للبائعين بتقديم حافظات الأعمال الخاصة بهم، والتي قد تصل إلى خمس فئات من براءات الاختراعات في تقرير واحد إليها، ومن ثم تقرر شركة أوبر فيما بعد إذا ما كانت ستقبل أو ترفض هذا العرض (القرارات التي تم إبلاغها للبائعين في 7 يوليو 2017)؛ وبالتالي القضاء على العملية الطويلة والمعقدة لبيع وشراء حقوق الملكية الفكرية. فاعتبارًا من وقت تقديم الطلب حتى تاريخ البت فيه، تنص شركة أوبر على أن العملية برمتها يجب أن تستغرق حوالي أربعة أشهر، مما يقلل بشكل كبير من المدة الطويلة من الوقت التي عادة ما تستغرقها هذه العملية.

يبدو أن إطلاق برنامج UP3 يُشكل جزءًا من إستراتيجية شاملة لزيادة خيارات شركة أوبر في الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، وذلك من خلال الاستحواذ عليها والجهود الهندسية الخاصة بها، لحماية الشركة من الإجراءات القانونية.

مشاركة المركبات في دولة الإمارات العربية المتحدة

وقعت شركة أوبر في شهر يناير 2017 اتفاقية مع هيئة الطرق والمواصلات في دبي، يحق بموجبها لشركة أوبر نشر 14,000 سيارة في جميع أنحاء المدينة. وأعلنت هيئة الطرق والمواصلات وشركة أوبر تجربة أوبر إكس UberX في شهر أبريل 2017؛ وتوفر أوبر إكس للركاب في دبي خدمة الحصول على وسيلة سفر آمنة وميسورة. وسوف يعمل ذلك على وضع حجر الأساس لتطوير المنتجات المتقدمة مثل أوبر بول UberPool أو أوبر اليفيت UberElevate، مما يمهد الطريق لشبكة نقل آمنة ومتكاملة متعددة الوسائط والتي تقوم مدن المستقبل الذكية ببنائها.

ومنذ أن دخلت شركة أوبر في صناعة النقل، ظهرت العديد من تطبيقات سيارات الأجرة ومشاركة السيارات والمركبات في دبي؛ فقد تم إدخال العديد من المزايا الجديدة من خلال الشركات الناشئة في مجال النقل كخطوة للتغلب على والتنافس مع شركات النقل المهيمنة على هذا المجال.

هذا وقد أدخلت الشركات الناشئة في مشاركة سيارات النقل والركاب مؤخرًا مزايا صديقة للأطفال، لضمان سلامة الأطفال في سياراتهم، وتحسين وتعزيز المزايا والسمات الأخرى، بما في ذلك تقنية التعرف على الوجه للتحقق من هوية السائقين. كما قامت الشركات ببناء وإنشاء أنظمة الخرائط الخاصة بها، لكي تجعل من السهل على السائقين والعملاء تحديد الوجهات المختلفة؛ ومع ذلك، يبدو أن الابتكار لا يكفي لقيام الشركة بالحفاظ على موقفها ذو الصلة في هذه الصناعة. وفي بيئة السوق التنافسية، كما هو الحال في الوقت الحالي، تعتبر حماية الملكية الفكرية للمزايا المبتكرة أمرًا في غاية الأهمية، يساعد الشركات على الظهور والحفاظ على المزايا التنافسية.

تقنيات النقل الناشئة

كما ذكرنا من قبل، تعتبر السيارات ذاتية القيادة، أو بدون سائق، هي أحدث الابتكارات الرائدة في صناعة النقل.

يعتبر نظام نكست NEXT بمثابة نظام النقل الذكي المتقدم الذي يستند إلى مجموعة من المركبات والسيارات النموذجية ذاتية القيادة. ويمكن لكل وحدة من هذه السيارات الانضمام والانفصال مع وحدات أخرى على الطرق القياسية في المدينة؛ وعند التحاق هذه الوحدات ببعضها البعض فإنها تخلق منطقة مفتوحة بين هذه الوحدات والنماذج مثل الحافلة، مما يسمح للمسافرين بالوقوف والمشي من وحدة لأخرى.

يمكن الاتصال بهذه الوحدات من قبل المستخدمين وتحديدها باستخدام تطبيق نكست Next App للوصول إلى الوجهة المحددة. ويقوم نظام التوجيه الذكي في تطبيق نكست بقيادة المركبات والسيارات بشكل مستقل، ويجعلها قادرة على الانضمام معًا، بما في ذلك وحدات ونماذج الخدمة (البار والمتاجر والمراحيض والمطاعم) والتي تصل مباشرة وتنضم مع الوحدة المطلوبة بدون توقف. وقد تم تصميم هذا المشروع في إيطاليا، ويتيح انضمام وحدة أو أكثر، حيث يتم طي الأبواب بين الوحدات وإنشاء مساحة مفتوحة للمشي؛ ويعتبر معدل الإشغال الأمثل، وانخفاض استهلاك الطاقة، والبصمة المرورية، من بين المزايا والسمات ذات الصلة بنظام نكست.

هذا ومن بين بعض شركات شبكة النقل الرئيسية الأخرى شركة ليفت (ويقع مقرها في سان فرانسيسكو وتأسست في عام 2012) وشركة غراب (ويقع مقرها في جنوب شرق آسيا، وتأسست في عام 2012).

تعرض شركة ليفت أربعة أنواع من وسائل نقل الركاب وهي: "خط ليفت" والذي يطابق المسافرين مع الركاب الآخرين في نفس اتجاه خط السير، و"ليفت– الوحدة الأساسية" الأكثر انتشارًا، والتي تطابق المسافرين مع السائقين الآخرين، و"ليفت بلس" والتي توفر للركاب سيارات مكونة من ستة مقاعد، و"ليفت بريمير" الذي يطابق المسافرين بالسيارات الفارهة. وتعتبر كل من شركة ليفت وأوبر، وكلاهما من المنافسين الرئيسيين، من بين الشركات الناشئة الأكثر قيمة في العالم. وتشمل بعض الابتكارات التي عرضتها شركة ليفيت في سوق مشاركة السيارات فكرة إنشاء شركة لتقاسم ومشاركة السيارات الودودة، وهو نظام يطلق عليه اسم برايم تايم (مماثل لنظام زيادة الأسعار المتبع في شركة أوبر)، ويضمن هذا النظام ألا يتم زيادة أسعار شركة ليفت فوق نطاق معين، كما يتضمن خصومات مدمجة في الأوقات التي تشهد بطء الخدمات. وتتعامل براءات الاختراع الخاصة بشركة ليفت على وجه التحديد مع تحسين خبرات السائق. وتتضمن المزايا التي حصلت شركة ليفت على براءات اختراعات خاصة بها "نظام الموسيقي" الذي يختار السائق من خلاله الموسيقي المفضلة له من جهاز السائق، وكذلك نظام لإرسال السائقين، ونظام فحص السائق، بما في ذلك نظام التوجيه لتحديد إذا ما كان السائق قد تم اعتماده وقبوله في تسلسل القيادة والركوب – نظام لتنسيق ومشاركة ركوب السيارة بين مجموعة من السائقين ومجموعة من الركاب.

شركة غراب أو غراب تاكسي، المعروف أيضًا باسم "ماي تاكسي" في ماليزيا، تعرض خدمات ركوب السيارات في ماليزيا وفي الدول المجاورة لها في جنوب شرق آسيا- سنغافورة وإندونيسيا والفلبين وفيتنام وتايلاند. وتعمل شركة غراب في أكثر من 50 مدينة في أكثر من 6 دول في جنوب شرق آسيا؛ كما قامت شركة غراب مؤخرًا بإضافة خدمات السيارات الخاصة (غراب كار) وسيارات الأجرة، من خلال الدراجات النارية (غراب بايك)، والسيارات الاجتماعية (غراب هيتش)، والتسليم في الميل الأخير (غراب اكسبريس).

وهناك ميزة فريدة من نوعها في غراب كار وتتضمن عرضًا سعريًا ثابتًا للركوب بعد تحديد وإدخال مسارات نقطة الالتقاء ونقطة الوصول. وبالتالي لا تزال أجرة النقل كما هي، حتى في حالة قيام السائق بسلوك مسار أطول، أو في حالة تعطل حركة المرور. وتتعامل براءات الاختراعات الخاصة بشركة غراب تاكسي مع نظام حجز السيارات (2015)، وطريقة اختيار السائق في الجولات المتعددة (2016).

يخضع نظام نكست لحماية براءات الاختراع التي من شأنها أن تزيد من قيمة الأعمال، وتوفير ميزة تنافسية للعمل، وتقييد المنافسة، والحد من اختلاس أو استغلال التقنيات المبتكرة الخاصة بنظام نكست بدون تصريح.

أهمية الملكية الفكرية

كما يتضح من الأمثلة المختلفة التي تم مناقشتها في هذه المقالة، فإن الابتكار في صناعة النقل يتطور بسرعة كبيرة، ويتوجه نحو الحلول الأكثر كفاءة وذكاءً وأكثر أمنًا، والحلول الصديقة للمستهلكين؛ وكما هو الحال في أي صناعة أخرى، فإن الشركات العاملة في هذا المجال، ولاسيما الشركات المبتدئة، يجب أن تكون على دراية بالأهمية الحاسمة لحماية منتجاتها وعملياتها، من خلال ضمان وتأمين حقوق الملكية الفكرية، من أجل ضمان احتكار السوق في استخدام هذه الابتكارات وتعزيز القيمة التجارية للأعمال الخاصة بها.

حيازة حقوق الملكية الفكرية أمر في غاية الأهمية لاتخاذ القرارات الاقتصادية في عالم الأعمال في الوقت الحالي. وبالنظر إلى دمج الشركات أو الاستحواذ عليها أو بيعها أو حتى الاستثمار فيها، فإن الأصول والموجودات التي تتمتع بحقوق الملكية الفكرية لديها القدرة على زيادة القيمة المؤسسية للشركة بشكل كبير. ووفقًا لما ذكرته المنظمة العالمية للملكية الفكرية، تعتبر حقوق الملكية الفكرية بمثابة العنصر الأساسي في الحصول على تمويلات للمشروع (وهي شكل من أشكال التمويل المقدمة للشركات الناشئة، والشركات التي تأسست حديثًا، والتي تعتبر ذات إمكانيات نمو كبيرة،) أو التي أظهرت نموًا كبيرًا في أنشطتها. إن امتلاك مجموعة وحافظة متنوعة وقوية من حقوق الملكية الفكرية يعتبر أمرًا في غاية الأهمية، ويقدم دعمًا كبيرًا للشركات من أجل النمو والازدهار والابتكار، والقدرة على المنافسة في السوق العالمية، وتولي دور القيادة في الصناعات الخاصة بهما على وجه التحديد. 

كتبه: أحمد صالح ah.saleh@tamimi.com – دبي، الإمارات العربية المتحدة


© Al Tamimi & Company 2017