18 02 2018

بدأ جيل جديد من رجال الأعمال يتولى مناصب قيادية وإدارية في الغرف التجارية في السعودية، حيث استطاعت لجنة شباب الأعمال في مجلس الغرف، تأهيل أربعة من شبابها لإدارة غرف تجارية وصناعية في مناطق مثل الجوف، وحائل، ومكة، وينبع، وسكاكا.

وتعد المرة الأولى منذ تاريخ الغرف التجارية تولي شباب أعمال جدد مناصب قيادية، وهو ما يؤكد شفافية ووضوح الأنظمة التي منحت الفرصة للجميع.

وقال لـ "الاقتصادية" مراد العروي، رئيس غرفة ينبع، "إن دخول رجال أعمال جدد يعد مؤشرا قويا على صحة وقوة وتعافي اقتصادنا الذي يعتبر ضمن مجموعة الدول الـ 20 الأكبر اقتصادا على مستوى العالم، ويفتح الفرص والأبواب لإيجاد مزيد من الاستثمارات الجديدة ولإيجاد مزيد من الوظائف وتعظيم حجم الاقتصاد والناتج الإجمالي".

وأضاف أن "تميز الجيل الجديد بأفكار خلاقة وحيوية وروح المبادرة وقيادة الأعمال بروح وأسلوب العصر، يأتي مواكبا لـ "رؤية 2030" التي شددت على مساهمة أكبر للقطاع الخاص في التنمية الوطنية وتطوير المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورفع مساهمتها في الاقتصاد الوطني، ما فتح الباب أمام الرياديين وشباب الأعمال من الجنسين لدخول للسوق بمشروعات جديدة ومبتكرة تسهم بقوة في تنوع الاقتصاد".

من جانبه قال المهندس ماجد الرويلي، رئيس الغرفة التجارية والصناعية في الجوف، "إن هيكلة الأنظمة منحت شباب الأعمال فرصة تولي مناصب قيادية"، موضحا أن "أربع غرف تجارية أصبح رؤساؤها من شباب الأعمال، وهو ما يوضح أن شفافية الأنظمة ووضوحها أعطت المجال للشباب، وذلك للدخول بفكر جديد يتواكب مع متغيرات العصر، وهو ما يعطي ثقة ببدء تطبيق "رؤية 2030" التي هدفت إلى تنمية الموارد البشرية، وضخ دماء جديدة في سوق العمل".

وتوقع الرويلي، دخول أجيال جديدة خلال الفترات المقبلة لتولي المناصب القيادية، مرجعا ذلك إلى أن 68 في المائة من المواطنين من فئة الشباب، إضافة إلى أن الشباب يتطلع إلى المستقبل والاطلاع على الأفق الخارجي لنقل خبرات وطرح أفكار استثمارية جدية بعيدة عن النمط القديم من الاستثمارات.

بدوره، أوضح ثامر الفرشوطي، رئيس لجنة رواد ورائدات الأعمال في غرفة جدة، أن ظهور جيل جديد من شباب الأعمال أمر طبيعي، موضحا أنه للمرة الأولى يستطيع الشباب بمختلف فئاتهم تولي مناصب قيادية، مشيرا إلى أن فئة الشباب تنقسم إلى قسمين: شباب أعمال متوارثون الأعمال من جيل إلى آخر، وهم من كانت محصورة عليهم قيادات الغرف التجارية، وفئة الشباب ممن بدأ بناء نفسه دون الاعتماد على أجيال سابقة.

وقال الفرشوطي، "إن عدم السماح لأعضاء مجلس الإدارة بتولي المنصب لأكثر من دورتين، منح فرصة كبيرة للشباب، وهو ما لمسناه في الانتخابات الأخيرة لعدد من الغرف، حيث إن النظام الجديد يعمل وفق شفافية ويعزز فرص المنافسة، كما يجدد الأعمال بدمج أفكار جديدة مع خبرات سابقة، ليظهر جيل متمكن قادر على مواكبة التطورات الحاصلة".

من جهته، أوضح الدكتور حمدان بن عبدالله السمرين، رئيس مجلس الأعمال السعودي الأردني نائب رئيس مجالس الغرف السعودية سابقا، أن ظهور أجيال جديدة من شباب الأعمال أمر طبيعي وواقع صحي للخروج من الاقتصاد النمطي إلى الاقتصاد المتجدد والمتنوع الذي يعتمد على الدماء الشابة المتحمسة التوّاقة لعمل ينعكس على جودة المخرج وحسن الأداء.

وقال السمرين، "إن التنافسية في سوق العمل تجعل من طريقة التفكير في النجاح طريقة مختلفة تماماً عن طرق التفكير السابقة، ولا تتوافر هذه الطرق الحديثة إلا في جيل شباب ورواد الأعمال، لأنهم بالضرورة يتجهون في أعمالهم إلى التركز أكثر على تطور وسائل الحياة المعرفية والتقنية وكذلك تطور أساليب البيع والتسويق ووسائل العرض الحديثة وغيرها من المحفزات التي تجعل من ظهور جيل جديد من رجال الأعمال أمر مهم وحتمي".

© الاقتصادية 2018