زاوية عربي

من عبدالقادر رمضان، الصحفي في موقع زاوية عربي

قاد تراجع أسعار الغذاء في مصر إلى انخفاض معدلات التضخم في مايو الماضي، ويتوقع محللون أن يعاود التضخم الارتفاع مجددا بعد زيادة أسعار الكهرباء وهبوط سعر صرف الجنيه.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في بيان اليوم الأربعاء إن معدل التضخم السنوي في المدن المصرية انخفض إلى 4.7% في مايو بعد أن سجل 5.9% في أبريل.

وسجل معدل التضخم الشهري في مايو صفر بالمئة مقابل 1.3% في أبريل بحسب بيانات جهاز الإحصاء.

ما هو التضخم؟

هو معدل ارتفاع أسعار مجموعة من السلع والخدمات في دولة أو منطقة محددة، خلال فترة محددة ويتضمن الأسعار المتقلبة مثل الخضروات والفواكه.

التفاصيل

(جميع البيانات تقارن أسعار شهر مايو بشهر أبريل)

أظهرت بيانات جهاز الإحصاء أن أسعار مجموعة الطعام والمشروبات انخفضت بنحو 0.4%.

وذكر بيان جهاز الإحصاء أن أسعار الخضروات انخفضت بنسبة 4.7%، والأسماك 1.8%، والألبان والأجبان 0.2%.

في المقابل ارتفعت أسعار الفاكهة 4.7%، واللحوم والدواجن 2% والأرز 0.6%، بحسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء.

وأشار البيان إلى زيادة أسعار مجموعة الملابس بنسبة 1.3% والدخان 0.2%، والرعاية الصحية 0.1%، والنقل والمواصلات 0.5%.

أراء الخبراء

قال محمد أبوباشا، نائب رئيس قطاع البحوث ببنك استثمار المجموعة المالية هيرميس المصرية، في رسالة نصية لزاوية عربي ان "معدلات التضخم في مايو جاءت أقل من توقعاتنا نظرا للتراجع المفاجئ في أسعار الغذاء، في شهر يفترض أنه مرتبط بموسمية رمضان والعيد".

وبحسب ما قاله محمد، فإن هيرميس كانت تتوقع انخفاض معدل التضخم السنوي في مايو إلى 5.5% فقط في مايو، وهو ما يزيد بنحو 0.8% عن الأرقام المعلنة من جهاز الإحصاء.

وقالت سارة سعادة محللة الاقتصاد الكلي في بنك استثمار سي آي كابيتال المصري، في اتصال هاتفي مع زاوية عربي من القاهرة ان "ارتفاع التضخم في أبريل كان استثنائي لأنه مرتبط بدخول شهر رمضان الذي يزيد فيه الطلب والاستهلاك على الغذاء، وأيضا الزيادة الكبيرة في الشراء وتخزين السلع وخصوصا الأغذية تأثرا بالمخاوف المتعلقة بفيروس كورونا".

وأضافت أن تراجع التضخم في مايو جاء بعد هدوء الطلب على الطعام وهو ما ساهم في استقرار الأسعار على مستوى شهري وتراجع التضخم السنوي الذي يرتبط أيضا بتأثير سنة الأساس -السنة التي يتم المقارنة بها-.

توقعات التضخم

 تتوقع سارة أن يرتفع التضخم خلال الفترة المقبلة ولكن بشكل طفيف بعد زيادة أسعار الكهرباء للمنازل بمتوسط 19% اعتبارا من يوليو المقبل، وأيضا بسبب تراجع الجنيه في الأسابيع الماضية.

"الكهرباء تأثيرها في قياس التضخم منخفض لكنها بالطبع سيكون لها تأثير ولكن بسيط، خاصة أن الأسعار لم ترتفع على المصانع وبالتالي لن يؤثر على أسعار السلع،" بحسب ما قالته سارة.

خلفية عن زيادة أسعار الكهرباء

 أعلن وزير الكهرباء المصري محمد شاكر أمس الثلاثاء زيادة أسعار الكهرباء للاستخدامات المنزلية بمتوسط 19%، كما أعلن مد خطة تحرير أسعار الكهرباء 3 سنوات لتنتهي في عام 2024-2025 بدلا من عام 2021- 2022، وذلك لتخفيف الأعباء عن المواطنين في ظل أزمة كورونا.

وقال الوزير في مؤتمر صحفي إن الحكومة خفضت سعر الكهرباء 10 قروش للمصانع وتثبيت أسعارها لهذا القطاع لمدة خمس سنوات.

للمزيد: مصر ترفع أسعار الكهرباء على المنازل وتخفضها للمصانع

تأثير انخفاض الجنيه

وقالت سارة إن حركة الجنيه أمام الدولار في الأسابيع الماضية سيكون لها تأثير بسيط على معدلات التضخم في الشهور المقبلة.

وبحسب بيانات البنك المركزي المصري فإن الجنيه المصري تراجع لأدنى مستوياته أمام الدولار في نحو 7 أشهر، وذلك على خلفية تراجع موارد البلاد من العملة الصعبة نتيجة أزمة كورونا التي ضربت قطاع السياحة وأضرت بالأنشطة التجارية في البلاد.

ويبلغ متوسط سعر صرف الجنيه في البنوك المصرية حوالي 16.23 جنيه/الدولار بحسب بيانات البنك المركزي.

للمزيد: الجنيه المصري يواصل التراجع أمام الدولار بسبب توابع أزمة الكورونا

توقعات التضخم في 2020

يتوقع بنك استثمار هيرميس أن يبلغ متوسط التضخم خلال العام الجاري حوالي 6%، بحسب ما قاله محمد لزاوية عربي.

وتوقعت محللة سي أي كابيتال أن يتراوح متوسط معدل التضخم السنوي في 2020 بين 6%و7%.

وتوقعت رضوى السويفي رئيسة قسم البحوث في بنك استثمار فاروس المصري، في رسالة نصية لزاوية عربي، أن يرتفع التضخم السنوي في مصر فوق 6% في يونيو بسبب تأثير سنة الأساس، على أن يعود إلى حدود 5.5% في يوليو وأغسطس، ثم يرتفع إلى 6.5% في سبتمبر وأكتوبر، ويتراوح بين 7 و7.5% في نوفمبر وديسمبر.

ويستهدف البنك المركزي المصري معدل تضخم بنسبة 9% (بزيادة أو انخفاض 3%) في الربع الأخير من 2020.

(ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير تميم عليان، للتواصل yasmine.saleh@refinitiv.com) 

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا