22 02 2018

ارتفع إلى 1.13 مليار دينار خلال الأرباع الثلاثة الأولى من 2017

قال الموجز الاقتصادي لبنك الكويت الوطني ان فائض الحساب الجاري الكويتي شهد تحسناً في الربع الثالث من العام 2017 مع تراجع تحويلات العمالة الوافدة ونمو الصادرات والتي قابلت التوسع في عجز الخدمات، فقد ارتفع الفائض إلى 0.42 مليار دينار في الربع الثالث مقارنة بالربع الثاني عند 0.26 مليار دينار، ليصل بذلك إلى نسبة سنوية من الناتج المحلي الإجمالي بلغت 4.8 في المئة، وقد شهدت البيانات الأولية للحساب الجاري خلال هذا الربع تحسناً كبيراً مقارنة بمستويات العام 2016 تماشياً مع ارتفاع أسعار النفط من مستوياتها المتدنية في الربع الأول من 2016.

ومن المتوقع أن يرتفع الحساب الجاري في الربع الرابع من 2017 نتيجة ارتفاع أسعار النفط. فقد ارتفع الحساب الجاري ليصل إلى 1.13 مليار دينار خلال الثلاثة أرباع الأولى من العام 2017 بدعم من انتعاش أسعار النفط وذلك مقارنة بالعجز المسجل في الفترة ذاتها من العام 2016 البالغ 0.43 مليار دينار، وقد بلغ متوسط سعر خام التصدير الكويتي 58.2 دولاراً خلال تلك الفترة مرتفعاً بواقع 36 في المئة عن الفترة ذاتها في 2016. ومن المتوقع أن يساهم ارتفاع أسعار النفط في الربع الرابع من العام 2017 في دعم فائض الحساب الجاري ليصل الى ما يقارب 4 في المئة إلى 5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

كما أسهم ارتفاع أسعار في تحسن الفائض التجاري في الربع الثالث من العام 2017 مقارنة بالسابق ليصل إلى 1.9 مليار دينار، وسجلت إيرادات الصادرات النفطية نمواً بواقع 12.2 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 3.7 مليارات دينار في الربع الثالث من 2017 وذلك بالرغم من خفض الإنتاج بفعل اتفاقية أوبك وشركائها. كما ارتفعت إيرادات الصادرات غير النفطية بواقع 15.7 في المئة على أساس سنوي لتصل إلى 0.4 مليار دينار وذلك نتيجة ارتفاع أسعار البتروكيماويات بشكل رئيس.

واستمرت الواردات بتسجيل نمواً قوياً نتيجة قوة الطلب المحلي، مما أدى إلى الحد في ارتفاع الفائض في الميزان التجاري. فقد سجلت الواردات نمواً بلغ 13.7 في المئة على أساس سنوي في الربع الثالث من العام 2017 تماشياً مع ارتفاع الطلب على مواد البناء كالمواد الأولية والذي جاء بدوره نتيجة ارتفاع نشاط البناء والتشييد. كما ارتفع الطلب أيضاً على آلات البناء والمعدات الآلية تماشياً مع ارتفاع الطلب على الأجهزة. ولكن نظراً لارتفاع الصادرات، تحسن الميزان التجاري بنسبة 11.2 في المئة على أساس سنوي.

ونظراً لقوة الاقتصاد فقد اتسع العجز في ميزان قطاع الخدمات في الربع الثالث من العام 2017 نتيجة النمو في الإنفاق على السفر ومصروفات النقل والمواصلات، إذ استقر صافي ميزان التدفقات المالية من قطاع الخدمات عند عجز بلغ 2.0 مليار دينار في الربع، مرتفعاً بواقع 34 في المئة على أساس سنوي. وتفسر قوة الإنفاق على السفر بتعافي ثقة المستهلك، إذ حافظ الإنفاق على قوته عند نسبة 8.2 في المئة على أساس سنوي.

وقد أسهم ارتفاع الدخل الاستثماري وتراجع تحويلات العمالة الوافدة إلى الخارج في تحسن فائض الحساب الجاري في الربع الثالث من 2017 ،فقد سجل الدخل الاستثماري نمواً جيداً بلغ 16 في المئة على أساس سنوي ليصل إلى 1.5 مليار دينار في الربع الثالث من 2017. وقد شهد الدخل الاستثماري متانة خلال الفترة الأخيرة، حيث استعاد قوته بعد ضعفه في الربع الأول من 2015. في الوقت نفسه، استمرت الأصول المالية الخارجية بالارتفاع وذلك بدعم من تعافي الدخل النفطي.

وقد ساهم تراجع تحويلات العمالة الوافدة إلى الخارج في دعم الميزان التجاري أيضاً، فقد تراجعت بواقع 8.1 في المئة لتصل إلى 0.94 مليار دينار في الربع الثالث من 2017، إذ تراجعت إلى ما دون المليار دينار لأول مرة منذ العام 2012، وذلك نتيجة زيادة غلاء المعيشة بسبب خفض الدعوم وارتفاع تكاليف بعض الرسوم، وفي الوقت نفسه، ساهمت سياسة إحلال العمالة الوطنية التكويت في قطاعات العمل في التقليل من الطلب على العمالة الوافدة.

© Annahar 2018