من عبدالقادر رمضان الصحفي في موقع زاوية عربي

سجل الجنيه المصري أدنى مستوى له أمام الدولار في أكثر من 7 أشهر اليوم الخميس، مواصلا رحلة الهبوط التي بدأت منذ منتصف مايو الماضي بعد فترة من الاستقرار.

وأظهرت بيانات البنك المركزي المصري أن متوسط سعر صرف الدولار في البنوك سجل بنهاية اليوم حوالي 16.25 جنيه للبيع و16.15 للشراء.

وسعر شراء الدولار هو الذي تشتري به البنوك العملة من العملاء والبيع هو السعر الذي تبيع به.

وشهد سعر صرف الجنيه استقرار حتى منتصف مارس الماضي، قبل أن يبدأ في التراجع بشكل تدريجي، طبقا لبيانات البنك المركزي، على خلفية نقص موارد العملة الصعبة بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا، وعقب حصول مصر على تمويل طارئ من صندوق النقد الدولي لمواجهة الجائحة.

ومنذ منتصف مايو وحتى نهاية تعاملات اليوم الخميس فقد الجنيه المصري حوالي 3% من قيمته أمام الدولار، بحسب بيانات البنك المركزي.

تعليق محللة 

قالت مونيت دوس، محللة الاقتصاد الكلي وقطاع البنوك في شركة اتش سي للأوراق المالية والاستثمار المصرية، ردا على أسئلة لزاوية عربي عبر رسالة نصية، ان النزوح الكبير للأجانب من أدوات الدين المصرية، وراء انخفاض سعر صرف العملة المحلية.

وقالت مونيت: "التدفقات الكبيرة للخارج بقيمة ربما تزيد على 17 مليار دولار في الثلاثة شهور الماضية كانت السبب وراء انخفاض العملة، حيث أن القطاع البنكي تدخل لتمويل هذه الفجوة". 

"قطاع البنوك في مصر تأثر بسبب توفير الدولار من أصوله الأجنبية للمستثمرين الأجانب وتغطية خروجهم، وهو ما أدى إلى تحول مركزه المالي إلى صافي التزامات للخارج بقيمة 4.9 مليار دولار في أبريل بدلا من صافي أصول بقيمة 7.9 مليار دولار في فبراير،" بحسب مونيت. 

ما هي الأصول والالتزامات؟

والأصول الأجنبية هي إجمالي ما تملكه البنوك من النقد الأجنبي ومستحقاتها لدى الغير، والالتزامات هي الديون المطلوبة منها بنفس العملات، والفارق بينهما هو ما يعرف بصافي الأصول الأجنبية.

وقالت مونيت إن الأصول الأجنبية في البنك المركزي أيضا انخفضت سريعا إلى 7.9 مليار دولار في أبريل من 16.8 مليار دولار في فبراير، "في محاولات واضحة لدعم الجنيه المصري".

خلفية عن تراجع الاحتياطي

وكان احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي تراجع بنحو 18.6% في شهري مارس وأبريل الماضيين، وسجل حوالي 37 مليار دولار في أبريل مقابل 45.5 مليار دولار في فبراير.

وقال البنك المركزي في بيانات سابقة إنه استخدم 8.5 مليار دولار من الاحتياطي من أجل تغطية احتياجات السوق المصري من النقد الأجنبي، وتراجع استثمارات الأجانب والمحافظ الدولية، وضمان استيراد السلع الاستراتيجية، وسداد الالتزامات الدولية الخاصة بالمديونية الخارجية للدولة.

توقعات الجنيه

وقالت مونيت: "كل هذا النضوب في احتياطيات البلاد من العملات الأجنبية بالإضافة إلى ضعف توقعات السياحة وتحويلات المصريين في الخارج والصادرات خلال الفترة المتبقية من 2020، يدفعنا إلى توقع انخفاض قيمة الجنيه المصري إلى 16.35 جنيه للدولار مع نهاية العام".

وأضافت أن هذا التوقع يأتي على الرغم من حصول مصر على قرض عاجل من صندوق النقد الدولي بنحو 2.8 مليار دولار وإصدار سندات دولارية بقيمة 5 مليارات دولار، "والتي من المتوقع أن تخصص معظمها لسد عجز العملات الصعبة في القطاع المصرفي".

خلفية سريعة عن تأثير كورونا على مصر

تضررت مصر التي تأكد بها إصابة أكثر من 28 ألف مواطن بفيروس كورونا بشدة بسبب تداعيات انتشار كورونا والتي أدت لانهيار قطاع السياحة المهم لإيرادات البلاد من العملة الصعبة والتوظيف، إضافة إلى تراجع الأنشطة التجارية مع إجراءات الإغلاق وفرض حظر ليلي على التجوال.

وأظهر نشاط القطاع الخاص بعض التحسن في مايو الماضي بحسب ما أظهره مؤشر مديري المشتريات الذي أعلنته مجموعة IHS Markit  أمس الأربعاء، لكنه لا يزال يعاني من الانكماش.

(ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير: تميم عليان، للتواصل: Yasmine.Saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا