15 08 2018

وضع تقرير جديد أصدرته مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب، مؤخرًا، البحرين في الفئة الثانية عالميًا في مجال الرفاهية الاجتماعية.

وأشار التقرير الذي حمل عنوان «تحقيق التوازن بين الرفاهية الاجتماعية والنمو الاقتصادي: تقييم التنمية الاقتصادية المستدامة 2018» إلى أن البحرين حققت تقدمًا على نظيراتها من الدول الخليجية في عدة مجالات مثل التعليم والتوظيف، إلا أنها شهدت تراجعًا في تصنيفها في مجالي الدخل والحوكمة.

وخلُص التقرير إلى أن الدول الأكثر ثراءً تحظى بمستويات عالية من الرفاهية، مبينًا أن مؤشر الرفاهية في دولة البحرين جيد بشكل عام ويتحسّن. وجاءت البحرين دون المتوسط العالمي فيما يتعلق بالاستفادة من الثروات لتحقيق الرفاهية. ومقارنة بالدول التي تمتلك معدلات مماثلة من الرفاهية، حلت البحرين في الفئة الثانية الخاصة بالدول التي شهدت تغيرًا ملحوظًا.

وتأتي نتائج هذه الدراسة متعارضة مع الفكرة التقليدية التي تُفيد أن على الدول إجراء مقايضة بين السياسات التي تدعم النمو الاقتصادي وتلك التي ترتقي برفاهية مواطنيها. وكشف البحث الذي استند إلى التقييم الذي أجرته مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب تحت عنوان تقييم التنمية الاقتصادية المستدامة (SEDA) الذي يُعد أداة تشخيص شاملة لتقييم معدلات الرفاهية في الدول، عن وجود صلة وثيقة بين الرفاهية والنمو، إذ إن ازدهار أحد هذين العنصرين يؤثر إيجابًا في الآخر.

تتمتع البحرين بوضع جيد للغاية وتتحسن في مجالي التوظيف والاستقرار الاقتصادي، فيما شهدت تراجعًا مع تحسن طفيف في مجالات التعليم والمساواة وبدرجة أقل في الصحة والبنية التحتية. في المقابل، تتمتع البحرين بوضع جيد مع تراجع طفيف في مجال الدخل، إلا أنها لا تزال تتفوق على نظيراتها من الدول العالمية في هذا المجال. ولكن الدراسة تظهر تسجيل البحرين تراجعًا في تصنيفها في مجالات أخرى، كالمجتمع المدني والحوكمة والبيئة.

وأفاد ألكسندر توربيتز، شريك ومدير مفوض لدى «مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب»، الشرق الأوسط: «مقارنة مع نظيراتها من دول الخليج، تتفوق البحرين في مجالي الدخل والتوظيف. وبالنسبة إلى الدول التي شهدت ارتفاعًا نسبيًا بمعدلات الرفاهية مؤخرًا، تشير تحليلاتنا إلى أهمية منح مجالي التعليم والتوظيف أولوية قصوى، إذ إن تحقيق تقدم في هذين المجالين من شأنه أن يسهم في إعداد المواطنين - والمجتمع عمومًا - بشكل أفضل لمواجهة التحديات المتمثلة بالعولمة والتحولات التكنولوجية المستمرة».

وأضاف توربيتز «حافظت البحرين على موقعها المتقدم بين نظيراتها من دول الخليج فيما يتعلق بالاستفادة من الثروات لتحقيق الرفاهية على مدى السنوات العشر الماضية، إلا أنها بقيت دون المتوسط العالمي. ومقارنة مع الدول التي حققت معدل مماثل في مجال الرفاهية، حلت البحرين في الفئة الأولى للدول التي حققت تغييرًا ملحوظًا. وبالنسبة إلى العديد من المجالات مثل التعليم والبنية التحتية والحوكمة، حققت البحرين أعلى نسبة تغيير على مدى السنوات العشر الماضية».

كما حققت البحرين تطورات ملحوظة في مجالي التعليم والبنية التحتية، مع نسبة تطور أقل في مجالي الاستقرار الاقتصادي والتوظيف، فيما شهدت تراجعًا في مجال الحوكمة.

وعلى مدى السنوات العشر الماضية، شهدت البحرين تحسنًا كبيرًا في مجالي البنية التحتية والتعليم بمعدل 20 نقطة و18 نقطة على التوالي. وبمستوى أقل، شهدت البحرين تحسنًا في مجالات البيئة عند 4 نقاط والتوظيف عند 3 نقاط والمساواة عند نقطتين والمجتمع المدني والاستقرار الاقتصادي والدخل عند نقطة لكل مجال، لكنها أظهرت نموًا سلبيًا في مجال الصحة بنقطة سلبية واحدة والحوكمة عند 10 نقاط سلبية.

© Al Ayam 2018