من سنان صلاح الدين محمود، الصحفي بموقع زاوية عربي

الخلفية:

بالرغم من تمكن الحكومة العراقية من بسط سيطرتها على كامل الأراضي العراقية وتحسن الوضع الأمني، إلا أن جهود إعادة إعمار المناطق المحررة لا تزال متعثرة بسبب عدم وجود رؤية واضحة لإدارة الملف والفساد والتناحرات السياسية. وتباطؤ إعادة بناء هذه المناطق قد يغذي مخاوف استغلال سخط الأهالي من قبل الجماعات الإسلامية المسلحة لإيجاد موطئ قدم في هذه المجتمعات مجدداً.

وخلفت الحرب الأخيرة ضد تنظيم الدولة الإسلامية والذي يعرف بتنظيم داعش والتي دامت ثلاث سنوات ونصف، والتي قادتها الحكومة العراقية بدعم من تحالف دولي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، دماراً واسعاً في البنية التحتية والممتلكات الخاصة في جميع المدن التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في شمال وغرب البلاد. 

وقدرت الحكومة العراقية  فاتورة إعادة إعمار العراق ب 88.2 مليار دولار لمدة قد تتجاوز 10 سنوات. وقد أعطى البنك الدولي نفس التقديرات.

وبحسب هذه الإحصاءات فان الخسائر المباشرة التي تكبدتها سبعة محافظات: نينوى وصلاح الدين والأنبار وديالى وكركوك وبابل وبغداد من جراء الصراع تقدر بمبلغ 45.7 مليار دولار وان ما يقارب من 138 ألف بناية سكنية تضررت إما جزئيا أو دمرت بشكل كامل.

حجم الأضرار في أهم القطاعات في المحافظات السبع:

(المصدر: إحصاءات حكومية والبنك الدولي)

قطاع الأسكان: 16.1 مليار دولار.

قطاع الكهرباء: 7 مليار دولار.

قطاع الصناعة والتجارة: 5.1 مليار دولار.

قطاع النفط والغاز: 4.3 مليار دولار.

قطاع النقل: 2.8 مليار دولار.

قطاع التعليم: 2.4 مليار دولار.

قطاع الصحة: 2.3 مليار دولار.

قطاع الزراعة: 2.1 مليار دولار.

رأي المواطن:

دخلت عائلة أحمد حازم عامها الرابع في النزوح بعد مغادرة محافظة نينوى الشمالية بالعراق في أواخر عام 2015 هرباً من سلطة تنظيم الدولة الإسلامية والذي كان يسيطر في هذا الوقت على مساحة تقدر بثلثي العراق منذ منتصف عام 2014.

ولم يخطر في بال أحمد أنه لن يتمكن من الرجوع إلى مدينته حتى بعد مرور حوالي عامين على انقضاء العمليات العسكرية التي مكنت الحكومة العراقية من استعادة نينوى ومناطق أخرى من أيادي تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك بسبب تكلفة التحرير الباهظة التي حولت المحافظة إلى أطلال.

وقال أحمد في مكالمة هاتفية من مدينة أربيل الشمالية حيث يسكن مع عائلته المكونة من ستة أفراد أن "وضع محافظتنا بصورة عامة غير مؤهل للرجوع اليه بسبب عدم وجود الخدمات وإن أجزاء كبيرة من المدينة لا تزال مدمرة ولا توجد شوارع جيدة ولا خدمات صحية ولا أطباء وأيضاً الوضع الأمني هش نوعاً ما."

رأي المحلل الاقتصادي:

وقال واثق الهاشمي، رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية، وهي أحد مراكز البحوث والدراسات المستقلة العراقية والتي تتخذ من بغداد مقراً لها : "أنه منذ بدء عمليات التحرير لم تأخذ الحكومة العراقية فترة ما بعد داعش على محمل الجد حيث كان من المفروض أن تكون هناك خطة شاملة لإعادة الإعمار تواكب التحرير من داعش.

وحذر الهاشمي أن "الأجواء التي أتت بداعش من فساد ورشاوى وتهميش وإقصاء لا تزال موجودة وأن الإمتعاض لدى أهالي هذه المناطق قد يشكل أرض خصبة لاحتضان الجماعات الإرهابية مرة أخرى."

(قام بعمل اللقاءات الصحفية وكتابة المقال سنان صلاح الدين محمود. وقد عمل سنان سابقا مراسلا لوكالة الأنباء الأمريكية AP في بغداد)

(تحرير: ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2019

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع مبادئ الثقة التي تعتمدها ’ ريفينيتيف ‘.
ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا.