شهدت الأسواق المالية في الإمارات، يوم الاثنين، تراجعات بعد الإعلان عن شن جماعة الحوثي هجوم هو الثاني في أسبوع على الدولة الخليجية، مستهدفة العاصمة أبوظبي بصواريخ باليستية وكذلك مواقع في دبي بطائرات مسيرة، لكن وزارة الدفاع الإماراتية قالت إنها تصدت للهجوم دون خسائر.

ونصحت السفارة الأمريكية في الإمارات، في وقت لاحق الاثنين، جميع رعاياها بتوخي مستوى عالي من الوعي الأمني.

وأغلق سوق دبي المالي على تراجع بـ 1.96%، فيما تراجع سوق أبوظبي للأوراق المالية 0.186%.

ويثير تراجع الأسواق الإماراتية هذا مع تكرار الهجمات للمرة الثانية في أسبوع تساؤلات حول ما سيحدث لاحقا، في ظل تهديد الحوثيين باستهداف البلاد بمزيد من الهجمات في المستقبل.

"مرحلة اختبار"

وقال توربيورن سولفيت رئيس تحليلات المخاطر للشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى فيريسك مابلكروفت، وهي شركة متخصصة في استشارات المخاطر ومقرها في المملكة المتحدة، إن "الأيام والأسابيع المقبلة ستكون اختبار لميول المستثمرين"، مضيفا أنه "في حال اخترق صاروخ أو طائرة مسيرة أخرى الدفاعات الجوية الإماراتية، سيكون لهذا وقع سلبي على سوقي أبوظبي ودبي".

وقد أسفر هجوم الأسبوع الماضي عن مقتل 3 أشخاص هم: باكستاني وهنديين، وإصابة 6 آخرين، وقالت شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) بعدها إنها فعلت الخطط الضرورية لاستمرارية الأعمال لضمان توفير إمدادات موثوقة من المنتجات لعملائها في الإمارات وحول العالم.

وقال محللون يوم الخميس لزاوية عربي إن الهجمات قد تؤثر على الاقتصاد الإماراتي المعتمد على الأجانب إذا تكررت.

لقراءة التحليل، أضغط هنا: الاقتصاد الإماراتي قد يدفع ثمن هجمات الحوثيين 

وأكد سولفيت ذلك في حديثه لزاوية عربي يوم الاثنين، أن هجوم الأسبوع الماضي كان أثره محدود حتى الآن، لكنه قال في الوقت نفسه إنه "إذا رأينا تحول (في النهج) إلى هجمات أكثر تكرارا فسيصعُب معها أن يبقى الاقتصاد بمعزل".

وقال المحلل إن "وضع الإمارات كمورد للنفط يُعتمد عليه، وكمركز للتجارة الإقليمية واللوجستيات وكمركز مالي مدعوم بما كان حتى الآن مناخ أمني مستقر وجذاب. لكن إذا تغير هذا المفهوم، فمن المحتمل أن تكون التداعيات محسوسة في السياحة، والعقارات، وأسواق الأسهم، والاقتصاد على نطاق أوسع".

هل سيتأثر زخم طروحات 2021؟

يرى سولفيت أن الزخم الذي أحدثته سلسلة الطروحات التي شهدتها الأسواق الإماراتية في 2021 سوف يستمر في 2022.

وشهد سوق أبوظبي في عام 2021 إدراج 4 شركات إحدها في السوق الثانوي، بعد غياب لأكثر من 3 سنوات، وكان أبرز هذه الطروحات وحدة شركة أدنوك للحفر، وإلياه سات، ومجموعة "ملتيبلاي" التابعة للشركة العالمية القابضة. وتخطط دبي لطرح 10 شركات حكومية في عام 2022.

غير أن المحلل قال إن  تطورات الوضع الأمني "لديها القدرة على كبح هذا الزخم"، مشيرا إلى أن التأثير سيعتمد على مدى سرعة وحجم الهجمات على مدار الأسابيع والأيام المقبلة.

ولفت إلى أن الأمر يعتمد أيضا على قدرة الأنظمة المضادة للصواريخ لدى الإمارات على التصدي للهجمات القادمة من الجنوب والشمال والشرق، موضحا أنه في حين أن تلك الأنظمة اعترضت بنجاح الصواريخ الباليستية الموجهة إلى أبوظبي صباح الاثنين، إلا أن "التصدي لصواريخ كروز والطائرة المسيرة التي تحلق على ارتفاعات منخفضة أثبت أنه أكثر صعوبة". 

وكانت جماعة أنصار الله قالت إنها شنت هجوم الأسبوع الماضي باستخدام عدد كبير من الطائرات المسيرة أو الدرون. والجماعة معروفة منذ سنوات بدأبها على استخدام الطائرات المسيرة في استهداف مواقع في السعودية.

وقال سولفيت إنه في حال ستشهد الإمارات مزيد من هجمات الحوثيين فأنها بحاجة إلى تأمين صناعة النفط لديها حتى لا تكون هدف للحوثيين وذلك عن طريق العمل على تحسين تخزين النفط وتنويع مسارات تصدير النفط، واصفا هذين الأمرين بأنهما "ملحان".

 

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل yasmine.saleh@lseg.com) 

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا

#أخباراقتصادية

© ZAWYA 2022

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام