أكدت دراسة ميدانية أجرتها أكاديمية أكسفورد للطيران، حاجة السعودية إلى 300 طيار محترف، إضافة إلى 600 فني صيانة طائرات سنويا، لمواكبة تطور صناعة الطيران في منطقة الخليج والشرق الأوسط، الأمر الذي دفع الأكاديمية إلى اختيار المملكة لتأسيس المركز الثامن لها على مستوى العالم.

وتوقعت الدراسة أن تقوم الأكاديمية بتخريج نحو ألف طيار وفني صيانة طائرات سنويا، من خلال مدرسة الطيران، إضافة إلى مركز مختص لمشبهات الطيران لخدمة الطيران في الشرق التوسط

ووضعت أكاديمية أكسفورد للطيران خطة زمنية لتحقيق ذلك من خلال إنشاء مدرسة طيران، ومدرسة أخرى لصيانة الطائرات ومركز مختص لتدريب الأطقم الجوية على مواجهة حالات الطوارئ، ومركز دولي لمشبهات الطائرات، مرجحة اكتمال جميع هذه المراحل بنهاية عام 2020.
وقال لـ "الاقتصادية" عثمان المطيري الرئيس التنفيذي لأكاديمية أكسفورد في السعودية، "إن التشريعات والأنظمة التي تطبقها الهيئة العامة للطيران المدني، وسعيها إلى توطين التدريب المحترف للطيارين، جعل "أكسفورد" تختار المملكة لتكون مقرا لتأسيس مركزها الثامن على مستوى العالم، بعد إدراكها تطور صناعة الطيران في السعودية"، مشيرا إلى أنه وقع الاختيار لمطار الملك فهد في الدمام ليكون مقرا للأكاديمية نظر لقرب الدمام من سوق الطيران المزدهرة في الخليج. وأكد، أن اختيار اسم عالمي كأكاديمية أكسفورد للسوق السعودية تحديدا عن بقية دول الشرق الأوسط، يؤكد أن هناك تطورا كبيرا في صناعة الطيران في المملكة، مبينا أن السعودية تعتبر الخيار المفضل لأغلب شركات الطيران في العالم، إضافة إلى الجهود الجبارة التي تبذلها هيئة الطيران المدني لتذليل الصعوبات وتوفير الدعم المطلوب.

ولفت إلى أن أنظمة وتشريعات الهيئة كان لها الأثر الكبير في اختيار "أكسفورد" المملكة التي تعتبر سوقا خصبة في مجال الطيران بفضل وجود نحو 27 مطارا وخمسة خطوط طيران، إضافة إلى توفير ما يتطلب من الخدمات التدريبية وتهيئة أماكن التدريب والتأهيل للطيارين والفنيين.
وأشار إلى أن أكاديمية أكسفورد تعتبر الأولى على مستوى العالم من حيث التصنيف في مجال تدريب الطيارين وفنيي صيانة الطائرات، حيث تعد أكبر مصنع ومزود لمشبهات الطائرات المدنية في العالم، إذ تخرج سنويا من فروعها السبعة القائمة نحو ألفي طيار محترف. وتوقع المطيري أن تقوم الأكاديمية بتخريج نحو 400 طيار و600 فنيي صيانة طائرات سنويا من خلال مدرسة طيران سيوفر لها أكثر من 60 طائرة جديدة ومدرسة لتدريب فنيي الصيانة تُجهز بأحدث الإمكانات، إضافة إلى مركز مختص لمشبهات الطيران لخدمة الطيران في الشرق الأوسط.

وذكر أن الأكاديمية ستعمل على توفير احتياجات شركات الطيران الجوية من الطيارين المدربين على أحدث الأجهزة والإمكانات، وفنيي الصيانة المؤهلين تأهيلا عاليا، كما أنها تزود تلك الشركات بمشبهات الطيران الأحدث على مستوى العالم ليتم تدريب طياري الخطوط على تلك المشبهات ليحافظوا على استمراريتها والوفاء بمتطلبات التدريب المتواصل للطيارين.

وحول الفرص الوظيفية التي ستتيحها الأكاديمية للكوادر الوطنية، قال المطيري، "إن نتائج الدراسات التي قامت بها الشركات المصنعة للطائرات كـ "بوينج" و"إيرباص" عن منطقة الشرق الأوسط توصلت إلى أن دول هذه المنطقة، خاصة الخليج، لديها نمو أكثر عن باقي دول العالم في شراء الطائرات وبناء المطارات"، مبينا أن دول الشرق الأوسط لم تنتبه لأنها بحاجة إلى تدريب 60 ألف طيار و60 ألف فني خلال الـ 15 عاما المقبلة، الأمر الذي جعل "أكسفورد" تقوم بدراسة ميدانية استغرقت عامين للسوق الخليجية والشرق الأوسط حيث تم التأكد من صحة الأرقام والإحصائيات التي تحتاج إليها صناعة الطيران في الشرق الأوسط.

وأكد المطيري أن ما تعيشه المملكة من تطور في صناعة الطيران ووفقا لـ "رؤية المملكة 2030" التي تؤكد دعم وترحيب المملكة بالاستثمارات الأجنبية، فإن وجود الأكاديمية سيكون عاملا جذب لهذه الاستثمارات وشركات الطيران العالمية للاستعانة بخريجي الأكاديمية من طيارين وفنيي صيانة.

وأوضح أن مشروع الأكاديمية يتضمن عدة مراحل، تتمثل في إنشاء مدرسة طيران، حيث يتوقع بدء خطوات الطيران فيها بنهاية عام 2019، مشيرا إلى أنه قد بدأ التسجيل والقبول للسنة التحضيرية الآن من طلاب من السعودية، وألمانيا، وتركيا، وإندونيسيا، وعدد من دول الخليج.

وذكر أن من بين المراحل أيضا إنشاء مدرسة صيانة الطائرات، المقرر أن يبدأ العمل فيها العام المقبل، إلى جانب مرحلة تأسيس مركز مختص لتدريب الأطقم الجوية على مواجهة حالات الطوارئ في 2019، ومركز دولي لمشبهات طائرات الـ "بوينج" والـ "إيرباص" يشمل جميع أنواع الطائرات العاملة في المنطقة، وذلك في عام 2020، وبالتالي فإن اكتمال جميع هذه المراحل سيكون بنهاية عام 2020.

وقدر المطيري حجم الاستثمار في مشروع أكاديمية أكسفورد بنحو 300 مليون دولار، حسب دراسة الجدوى المالية المعتمدة والخطة التنفيذية للمشروع، بعد أن تمت الموافقة الاقتصادية عليه من قبل هيئة الطيران، حيث تم تخصيص 40 ألف متر مربع على المدرج الشرقي لمطار الملك فهد الدولي.
وقال "حاليا يجري تسليم مسودة المناهج الدراسية وحجز مناطق للتدريب، ونظرا إلى مستوى الأكاديمية التعليمي الذي يستدعي توافر مستوى محدد في اللغة والمواد التخصصية الأخرى المعمول بها في "أكسفورد" عالميا، تم تخصيص سنة دراسية تحضيرية ستكون سابقة دائما لبرامج تدريب الطيارين والفنيين، وقد تم التعاقد مع إحدى الجهات التعليمية في الدمام للقيام بها للسنة الأولى فقط".
وأشار إلى أنه قد بدأ التسجيل والقبول للطلاب والطالبات في مقر الأكاديمية المؤقت في صالة الركاب في المطار بعد الحصول على موافقة هيئة الطيران.

وأشار المطيري إلى أن اكتمال وصول الطائرات والمدرسين وبداية عملهم سيكون بنهاية 2019، موضحا أن وظيفة الطيار وفني صيانة الطائرات من الوظائف ذات الدخل المادي المرتفع عالميا.

وذكر أن الأكاديمية تعتبر المجال فرصة للطلاب والطالبات للالتحاق بها، خاصة أن أغلب الوظائف في هذا القطاع في منطقة الخليج سيطر عليها الأجانب، مبينا أن الفرصة الآن متاحة أمام الكوادر الوطنية لشغل تلك الوظائف بعد تأهيلهم بشكل كامل وتجهيزهم للمنافسة، بفضل جهود الأكاديمية التي سيكون لها دور مهم في تطوير قطاع صناعة الطيران، ولا سيما أن أغلب شركات الطيران العالمية تعتمد على أوروبا وأمريكا في تدريب الطيارين والفنيين.

© الاقتصادية 2018