30 12 2018

"دقت ساعة العمل" .. كان هذا شعار عام 2018، الذي انتقل الاقتصاد فيه من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التنفيذ والإنجاز، لمواكبة "رؤية 2030".

حراكا اقتصاديا تنمويا، شهده عام 2018 في السعودية، تمثل في انطلاقة مشاريع تنموية في جميع المناطق، وتطبيق قرارات وإجراءات لدعم الاقتصاد المحلي وتنويع مصادره بدءا بتدشين مشروع القدية، ومدينة الملك سلمان للطاقة، ومدينة وعد الشمال حتى إعلان أكبر ميزانية تاريخية للمملكة 1.106 تريليون.

ولعل المشاريع التنموية التي رعاها ودشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان في عدد من المناطق، تؤكد مضي الدولة في دعم نواحي الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي للمملكة.

كما سجل العام تنفيذ عديد من الإصلاحات الهيكلية وتحسين بيئة الأعمال لتدعيم دور القطاع الخاص في الاقتصاد، ومن ذلك مواصلة العمل لتطوير السوق المالية وتعزيز جاذبيتها للاستثمار، والاهتمام بقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

وفي رصد "الاقتصادية" لأبرز القرارات الاقتصادية والمشاريع لهذا العام، جاء في البداية شهر يناير بتطبيق ضريبة القمة المضافة بنسبة 5 في المائة على غالبية البضائع والخدمات، يليها صرف العلاوة السنوية للموظفين المدنيين والعسكريين وبدل الغلاء لمدة عام.

وتضمنت القرارات خلال الشهر نفسه، إعلان الدولة تحمل ضريبة القيمة المضافة عن المواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية والتعليم الخاص، وتحملها كذلك عما لا يزيد على 850 ألف ريال من سعر شراء المسكن الأول للمواطنين.

وذلك فضلا عن إطلاق الدفعة الأولى من المرحلة الثانية لبرنامج سكني 2018 بإجمالي 19481 منتجا سكنيا وتمويليا، وموافقة مجلس الوزراء على قرار آلية تسديد أقساط الدعم السكني عن الفئات التي ترعاها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية.

وخارجيا، أودعت المملكة مليار دولار في حساب البنك المركزي اليمني، ليصبح مجموع ما قدمته للبنك ثلاثة مليارات دولار، وذلك لتعزيز العملة.

وفي فبراير، جاء إطلاق الملك سلمان بن عبدالعزيز المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 32، متصدرا أحداث الشهر، فضلا عن رعايته مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل وتدشين ميدان الملك عبدالعزيز لسباق الهجن.

وتضمن أيضا، افتتاح منتدى الرياض الدولي الإنساني وتدشين منصة المساعدات السعودية لعرض الجهود الاغاثية والإنسانية، علاوة على إعلان المملكة تخصيص مليار دولار لمشاريع إعمار العراق و500 مليون دولار لدعم الصادرات السعودية للعراق خلال مؤتمر عقد في الكويت.

أما شهر مارس، فاستهله ولي العهد بتوقيع مذكرة تفاهم مع صندوق رؤية سوفت بنك لإنشاء خطة الطاقة الشمسية 2030، وافتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب، ثم زيارة ولي العهد إلى مصر وبريطانيا لتعزيز التعاون المشترك لدعم "رؤية المملكة 2030".

وانتقالا إلى أبريل، إذ بدأت أحداث الشهر الاقتصادية بانعقاد القمة العربية في دورتها 29 التي أطلق عليها "قمة القدس"، ثم وضع الملك سلمان بن عبدالعزيز حجر الأساس لمشروع القدية، ورعايته ختام تمرين "درع الخليج المشترك 1" بمشاركة 25 دولة.

ودوليا، تبرعت المملكة بنحو 150 مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس و50 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

كما تضمن زيارة ولي العهد إلى أمريكا، فرنسا، وإسبانيا، لتعزيز التعاون مع هذه الدول في عدد من المجالات المشتركة، وانعقاد مؤتمر نزاهة الدولي الثالث بعنوان النزاهة ومكافحة الفساد في برامج التخصيص.

ولم ينته الشهر قبل توقيع اتفاقية تعاون مع six flag الرائد عالميا في المتنزهات الترفيهية، لتطوير وتصميم متنزه يحمل علامتها التجارية يتخذ من القدية موقعا له، ثم إطلاق أول سينما سعودية في الرياض، وأخيرا الموافقة على السياسة الوطنية لبرنامج الطاقة الذرية السليمة.

وفي مايو، اعتمد مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برنامج تطوير القطاع المالي 2020 أحد برامج "رؤية 2030"، وجرى إطلاق برنامج جودة الحياة 2020 أحد برامج "رؤية 2030" بإجمالي إنفاق 130 مليار ريال.

كما شهد الشهر، اعتماد برامج التخصيص أحد برامج "رؤية 2030"، علاوة على نظام مطاحن إنتاج الدقيق واستراتيجية الأمن الغذائي والاستراتيجية الوطنية للبيئة.

أما شهر يونيو، فتوج بصدور قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، تلاه صدور أوامر ملكية لدعم جهود التنمية والتطوير في عدد من القطاعات الاقتصادية، وإنشاء هيئة ملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، فضلا عن إدراج "مورجان ستانلي" السعودية في مؤشرها للأسواق الناشئة.

واستهل يوليو أيامه بحدث سعودي عربي مهم، تمثل في قمة برئاسة خادم الحرمين الشريفين، بحضور أمير الكويت وملك الأردن، وولي عهد أبوظبي، أقرت تقديم مساعدات اقتصادية بقيمة 2.5 مليار دولار لدعم الاقتصاد الأردني.

كما أعلنت المملكة والإمارات اعتماد استراتيجية مشتركة للتكامل بين البلدين اقتصاديا وتنمويا وعسكريا عبر 44 مشروعا، والإعلان عن تصدر المملكة الدول المانحة لخطة الاستجابة الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن

وفي الشهر نفسه، استضافت المملكة المؤتمر الدولي للعلماء حول السلام والاستقرار في أفغانستان في مكة المكرمة، وإعلان برنامج "سكني" التابع لوزارة الإسكان عن خيار شراء الوحدات الجاهزة للمواطنين من السوق.

وانتقالا إلى شهر أغسطس، جرى تشكيل لجنة عليا لشؤون المواد الهيدروكربونية برئاسة ولي العهد، كما دخل نظام الإفلاس حيز التنفيذ، وجمدت السعودية علاقاتها التجارية والدبلوماسية مع كندا.

وشهد الشهر نفسه توقيع وزارة الإسكان اتفاقيات لضخ عشرة آلاف وحدة سكنية جديدة بالشراكة مع المطورين، فضلا تعرض إحدى ناقلات النفط السعودية غرب ميناء الحديدة لهجوم إرهابي من ميليشيا الحوثي.

وفي سبتمبر، دشن الملك سلمان مدينة وعد الشمال الصناعية، كما شهد الشهر إطلاق مشروع تطوير وادي الديسة الواقع ضمن محمية الأمير محمد بن سلمان بهدف المحافظة على البيئة والحياة الفطرية في الوادي، وإطلاق مشروع "إمالا" الوجهة السياحية فائقة النقاهة على ساحل البحر الأحمر.

وانتقالا إلى شهر أكتوبر، إذ دشن الملك سلمان قطار خادم الحرمين الشريفين وإعلان بدء رحلاته، فضلا عن تدشينه عددا من المشاريع التنموية في المدينة المنورة.

ولم يمر الشهر، إلا بتدشين منتدى مبادرة الاستثمار في الرياض بحضور الأمير محمد بن سلمان، وشركات وهيئات عالمية، إضافة إلى تدشين أعمال المحاكم العمالية.

وفي نوفمبر، دشن الملك سلمان مشاريع تنموية تعدينية وصناعية في مناطق تبوك والجوف والحدود الشمالية والقصيم وحائل، فضلا عن زيارة ولي العهد لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية شملت وضع حجر الأساس لسبعة مشاريع استراتيجية شملت الطاقة المتجددة والذرية، تحلية المياه، الطب الجيني، وصناعة الطائرات.

وأخيرا ديسمبر، إذ وضع ولي العهد حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة، ورئاسته وفد المملكة لقمة العشرين في الأرجنتين وإعلان استضافة المملكة القمة في 2020، وزيارته للإمارات، البحرين، مصر، تونس، موريتانيا، والجزائر.

كما شهد الشهر توقيع "أرامكو" 31 اتفاقية مع شركات أجنبية ومحلية لدعم برنامج اكتفاء بأكثر من 100 مليار ريال، فضلا عن انطلاق فعاليات "الفورميلا أي"، وإنشاء مجلس أعلى للتنسيق بين المملكة والجزائر لتعزيز التعاون.

كما شهد افتتاح مشروع تطوير حي الطريف التاريخي في الدرعية، وتأسيس كيان يجمع الدول المطلة على البحر الأحمر، وإطلاق مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قمرين صناعيين سعوديين.

وذلك إضافة إلى اتفاق "أوبك" بقيادة السعودية وحلفائها على خفض إنتاج النفط، وإعلان أكبر ميزانية تاريخية للمملكة بنحو 1.106 تريليون ريال.

© الاقتصادية 2018