ارتفع متوسط أسعار الفائدة بين المصارف العاملة في السعودية "السايبر" "متوسط ثلاثة أشهر" إلى 2.8052 في المائة بنهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، مقابل 2.7386 في المائة بنهاية تشرين الأول (أكتوبر) السابق له.

ووفقا لتحليل لوحدة التقارير في صحيفة "الاقتصادية"، استند إلى بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، فإن متوسط أسعار الفائدة بين المصارف السعودية خلال تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، نما للشهر الـ13 على التوالي الذي بدأ منذ شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2017 مسجلا حينها 1.8078 في المائة.

وسجل متوسط أسعار الفائدة بين المصارف العاملة في السعودية "متوسط ثلاثة أشهر" أو ما يعرف بـ"السايبر"، بنهاية شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 2018، أعلى مستوياته منذ شهر كانون الأول (ديسمبر) 2008 "نحو عشر سنوات أو 120 شهرا".

وكان السبب الرئيس في ارتفاع متوسط أسعار الفائدة بين المصارف في السعودية "متوسط ثلاثة أشهر" أو ما يعرف بـ"السايبر"، زيادة معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي" الصادر من مؤسسة النقد العربي السعودي "ساما"، الذي صعد بسبب ارتفاع الفائدة الأمريكية الصادر عن البنك الفيدرالي الأمريكي.

وبحسب الوحدة يتوقع أن يواصل معدل الفائدة بين المصارف "السايبر" ارتفاعه في عام 2019، لسببين، الأول لارتفاع أسعار الفائدة على اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي" المرتبط بقرار الفائدة الصادر من البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
وكلما ارتفع معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس تتراجع الفوائض المالية لدى المصارف لتوجه لإقراض البنك المركزي لإقراضه مقابل سعر فائدة "الريبو العكسي"، والمصارف تتوجه للبنك المركزي لعامل الأمان حيث إنها جهة حكومية.
والسبب الآخر لارتفاع الفائدة بين المصارف "السايبر" هو الفوائض المالية الزائدة على احتياطياتها الإلزامية حيث إن هناك فترات في عام 2018 ثبتت "ساما" سعر الريبو العكسي ولكن "السايبر" واصل نموه وذلك يعود لتراجع الفوائض المالية لدى المصارف.
وتتبع مؤسسة النقد دائما البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أو خفض أسعار الفائدة، لأن سعر صرف الريال أمام الدولار الأمريكي ثابت لا يتغير.
ويعرف معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي"، بأنه عندما يكون لدى مصرف ما فوائض مالية ولا يستطيع إقراضها يتوجه للبنك المركزي أو للبنوك الأخرى لإقراضها مقابل فائدة معينة وهو ما يسمى سعر أو معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي".
أما معدل اتفاقيات إعادة الشراء "الريبو" عندما يحتاج مصرف ما على نقود يتوجه للبنك المركزي أو أي بنك آخر للاقتراض منه بسعر فائدة معين وهي ما تعرف بفائدة اتفاقيات إعادة الشراء.

في حين يعرف "السايبر" بأنه سعر الفائدة التي تقترض بها المصارف بين بعضها، وعادة من احتياطياتها الزائدة، وليس شرطا أن يكون "السايبر" أقل من سعر فائدة اتفاقيات إعادة الشراء "الريبو"، ولكنه "السايبر" لا بد أن يكون أعلى من سعر الفائدة في اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي".

وقرار رفع الفائدة الأمريكية خلال العام الماضي 2018، تم أربع مرات من 1.50 في المائة بنهاية 2017 إلى 1.75 في المائة في أواخر شهر آذار (مارس) 2018، ثم إلى 2.00 في المائة في منتصف شهر حزيران (يونيو) 2018، وإلى 2.25 في المائة بنهاية شهر أيلول (سبتمبر) 2018، و2.50 في المائة في أواخر شهر كانون الأول (ديسمبر) 2018.

ورفعت الفائدة في 2017 أيضا ثلاث مرات من 0.75 في المائة في أواخر شهر كانون الأول (ديسمبر) 2016 إلى 1.00 في المائة في منتصف شهر آذار (مارس) 2017، ثم إلى 1.25 في المائة في منتصف شهر حزيران (يونيو) 2017، وإلى 1.5 في منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) 2017.

وعلى أثرها رفعت مؤسسة النقد معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي" من 1.5 في المائة إلى 1.75 في المائة، ثم إلى 2.00 في المائة، وإلى 2.25 في المائة، وآخرها في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2018 إلى 2.50 في المائة.

كما رفعت المؤسسة معدل اتفاقيات إعادة الشراء "الريبو" من 2.00 في المائة إلى 2.25 في المائة، ثم إلى 2.50 في المائة، وإلى 2.75 في المائة وآخرها في شهر كانون الأول (ديسمبر) 2018 إلى 3.00 في المائة.

بالتالي أثر الرفع الذي حصل على معدل اتفاقيات إعادة الشراء المعاكس "الريبو العكسي" ومعدل إعادة الشراء "الريبو"، في أسعار الفائدة بين المصارف في السعودية.

© الاقتصادية 2019