مقدمة سريعة

أظهرت الأرقام الأخيرة لأسعار المستهلكين في الولايات المتحدة أن معدل التضخم قد   ارتفع   بأكبر قدر منذ سبتمبر 2008. وهذا يثير المخاوف من أننا نتجه نحو نوبة تضخم قد تطول. 

تؤدي الزيادات السريعة في الأسعار إلى خفض القوة الشرائية للعملة، مما يقلل من كمية السلع والخدمات التي يمكنك شراؤها بالمال. 

ولكن يمكن تخفيف هذا الضرر عن طريق الاستثمار، فأن الأصول توفر مستويات مختلفة من الحماية ضد التضخم. 

ويمكن أن يكون التضخم مفيد لأصحاب الأصول، إذا ارتفعت قيمهم بشكل أسرع من المستوى العام للتضخم. ولكنه يمكن أن يكون ضار لأي شخص لديه دخل ثابت. 

لذلك فإن السندات هي ضحية واضحة. يصبح التدفق الثابت لمدفوعات الفائدة أقل قيمة مع تسارع التكلفة الإجمالية للسلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض أسعار السندات للتعويض. 

في المقابل، تشير عدد من الأبحاث والدراسات المالية الى ان التضخم  المتزايد  قد يكون مكان مناسب لبعض الأسهم.

 توفر الأسهم حاجز ضد التضخم لأن ارتفاع الأسعار عادة ما يقابله زيادة في أسعار الأسهم الاسمية، وبالرغم من ان أرباح الشركات قد تتأثر من التضخم بسبب زيادة التكاليف وهو ما قد يؤثر على سعر السهم في السوق ولكن سيختلف تأثير التضخم على الأرباح حسب الشركة وقدرتها على تمرير التكاليف للمستهلكين النهائيين أو حجم التكاليف بالنسبة للإيرادات. 

ما هي  الأسهم التي قد توفر مأوى ضد ارتفاع التضخم؟ 

أسهم قطاع الطاقة طبعا تأتي في المقدمة، والتي تشمل شركات النفط والغاز. وهذا بديهي إلى حد ما. عادة ما ترتبط عائدات الطاقة بأسعار الطاقة، وهي مكون رئيسي لمؤشرات التضخم. لذلك سيكون أداءهم جيد عندما يرتفع التضخم. 

قد توفر صناديق الاستثمار العقارية الحماية أيضًا. وهذا منطقي. فهي تمتلك الأصول العقارية وتوفر تحوط جزئي من التضخم عن طريق تمرير زيادات الأسعار في عقود الإيجار وأسعار العقارات. 

في المقابل، تعتبر صناديق الاستثمار العقاري، التي تستثمر في الرهون العقارية، من بين القطاعات الأسوأ أداءً. تمامًا مثل السندات، تصبح مدفوعات القسائم أقل قيمة مع زيادة التضخم. 

من ناحية أخرى، أداء المؤسسات المالية جيد نسبيا، حيث تميل تدفقاتها النقدية إلى التركيز على المدى الأقصر. لكن التضخم المرتفع يمكن أن يكون ضار لقطاعات معينة مثل البنوك، لأنه يؤدي إلى تآكل قيمة للقروض الحالية التي سيتم سدادها في المستقبل. 

الجدير بالذكر ان التداول يحتوى على مخاطر، وان الأداء الماضي قد لا يتكرر في المستقبل ولا يشكل ضمانات.

 

(إعداد:  محمد طربيه، المحلل الاقتصادي بزاوية عربي و أستاذ محاضر ورئيس قسم العلوم المالية والاقتصادية في جامعة رفيق الحريري بلبنان)  

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com) 

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام