من سنان صلاح الدين محمود، الصحفي بموقع زاوية عربي 

 

القصة التالية هي الجزء الثاني من: هل يمكن ان ينتج العراق مشاريع ناشئة ناجحة؟ والتي قمنا بنشرها يوم الاحد الماضي.

 

هل النجاح مضمون لرواد الأعمال في العراق؟

 

خلفية

في سوق مثل العراق لا يحظى رواد الأعمال دائماً بفرصة نجاح لأسباب مثل قلة التمويل أو تفضيل أصحاب الأعمال الناجحة دخول أسواق أخرى أكثر استقرارا.

ولكن الظروف الصعبة التي نتج عنها عزوف الحكومة العراقية عن التوظيف بسبب هبوط الواردات النفطية والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية التي استنزفت واردات الدولة لأكثر من ثلاث سنوات، جعلت بعض الشباب العراقي يفكرون في استنساخ مشاريع ناجحة من بلدان أخرى خاصة في مجال تطبيقات الهواتف الذكية والمواقع الإلكترونية مثل طلب وتوصيل الطعام ومتاجر البيع بالتجزئة وغيرها.

ولكن يواجه الكثير منهم صعوبات مثل البيروقراطية في تسجيل مشاريعهم وتقبل المجتمع لهذه المشاريع ومنهم من يضطر إلى إجراء بعض التعديلات لتتلاءم مع الوضع في العراق في ظل غياب البنية التحتية بسبب الحروب والوضع الاقتصادي المتردي.

علي الخطيب ،34 سنة، كان أحد الذين لم يحالفهم الحظ بالرغم من كونه الأول في إطلاق مشروع مثل مشروعه.

في عام 2016، أطلق علي تطبيق "أجرة" والذي يحاكي تطبيق "أوبر" ليتوقف بنهاية عام 2017 بسبب قلة التمويل، ومع دخول تطبيق "كريم" العراق في نهاية 2018 قُضي على آمال علي بإعادة إحياءه.

وقال علي: "كانت لدينا النية للرجوع في حال توفر التمويل ولكن دخول تطبيقات مثل كريم إلى السوق العراقية بقوة وبحجم كبير جعلت الأمر صعب جداً."

ويقدر علي خسائره ب 100 ألف دولار.

وقد أعلن "كريم" الشهر الماضي عن توسيع نشاطه لتغطية محافظة البصرة في جنوب العراق الغنية بالنفط حيث توجد بها موانئ البلاد على الخليج العربي.

وذكرت الشركة أنها ستخدم 2.5 مليون شخص في البصرة وتهدف إلى زياد هذا الرقم وخلق أكثر من 10 آلاف فرصة عمل خلال السنوات الخمس القادمة.

وبالإضافة إلى البصرة، يغطي "كريم" العاصمة بغداد ومحافظة النجف المقدسة والتي تعد واحدة من وجهات السياحة الدينية المهمة في البلاد حيث تحتوي على مزارات مهمة منها ضريح الأمام علي.

 

ما هو موقف الحكومة العراقية من المشروعات الناشئة؟

أطلقت الحكومة في عام 2016 مبادرة "تمويل" بميزانية قدرها 6 تريليون دينار عراقي (حوالي 5 مليار دولار): 5 تريليون دينار للمشاريع الكبيرة والمتوسطة وتريليون دينار للمشاريع الصغيرة.

وحسب مدير عام دائرة العمليات المالية في البنك المركزي العراقي والمشرف على المبادرة، الدكتور محمود داغر، فأنه تم صرف الى الآن ثلاثة تريليون على المشاريع المتوسطة والكبيرة و100 مليار دينار على المشاريع الصغيرة.

وحسب محمود، فأن الطلب على إجمالي القروض المقدمة للمشاريع الصغيرة أخذ بالتزايد من 16 مليار دينار في 2016 إلى 18 مليار دينار في 2017 و33 مليار دينار في 2018 ليصل إلى 35 مليار دينار منذ بداية السنة الحالية.  

وأضاف محمود أنه بالرغم من الإقبال المتزايد إلا أنه "ما زالت ثقافة الحصول على الوظيفة الحكومية مهيمنة على الكثير من الخريجين ونحتاج إلى وقت لتغير هذه الثقافة بشكل تدريجي."

 

الكلمات التي داخل قوسين مثل (حوالي 5 مليار دولار) هي مضافة من قبل الكاتب الصحفي للتوضيح.

انتظرونا في الجزء الثالث والأخير عن شكل المجتمع العراقي وأهم التحديات التي تواجه المشاريع الناشئة هناك.

 

(قام بعمل اللقاءات الصحفية وكتابة المقال: سنان صلاح الدين محمود، وقد عمل سنان سابقا مراسلا  لوكالة الأنباء الأمريكية  AP في بغداد)

(تحرير: ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2019

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا