أعلنت مصر اليوم الثلاثاء عن فشل جولة المفاوضات التي بدأت الأحد الماضي في كينشاسا عاصمة الكونغو الديمقراطية بشأن سد النهضة الإثيوبي، بسبب ما وصفته بالتعنت الإثيوبي.

وقال السفير أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان اليوم الثلاثاء، أن جولة المفاوضات لم تحقق تقدم ولم تُفض إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات.

"رباعية دولية"

ذكر بيان الخارجية، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها الكونغو، التي ترأس الاتحاد الأفريقي، للتوسط بين الدول الثلاث.

وأضافت الخارجية أن "إثيوبيا رفضت كذلك كافة المقترحات والبدائل التي طرحتها مصر وأيدتها السودان من أجل تمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط بنشاط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات وطرح حلول للقضايا الفنية والقانونية الخلافية".

وقالت مصر إن ما جرى في كينشاسا: "يثبت بما لا يدع مجالاً للشك قدر المرونة والمسئولية التي تحلت بها كل من مصر والسودان، ويؤكد على رغبتهما الجادة في التوصل إلى اتفاق حول سد النهضة، إلا أن إثيوبيا رفضت هذا الطرح مما أدى إلى فشل الاجتماع في التوصل لتوافق حول إعادة إطلاق المفاوضات".

وذكر المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أن "هذا الموقف يكشف مجدداً عن غياب الإرادة السياسية لدى إثيوبيا للتفاوض بحسن نية وسعيها للمماطلة والتسويف من خلال الاكتفاء بآلية تفاوضية شكلية وغير مجدية، وهو نهج مؤسف يعيه المفاوض المصري جيداً ولا ينطلي عليه".

وقال المتحدث الرسمي، إن "مصر شاركت في المفاوضات التي جرت في كينشاسا من أجل إطلاق مفاوضات تجري تحت قيادة جمهورية الكونجو الديمقراطية وفق جدول زمني محدد للتوصل لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانوناً حول سد النهضة، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت ورفض العودة للمفاوضات، وهو موقف معيق وسيؤدي إلى تعقيد أزمة سد النهضة وزيادة الاحتقان في المنطقة".

"عدم استقرار في المنطقة"

وكانت مصر والسودان وإثيوبيا قرروا مد المفاوضات الجارية في عاصمة الكونغو الديمقراطية لليوم الثلاثاء في محاولة للتوصل لبيان ختامي مشترك.

وكانت جولة المفاوضات التي كان مقرر لها الانتهاء أمس الاثنين قد فشلت في التوصل لاتفاق حول البيان الختامي.

ويشمل الخلاف حول صياغة البيان الختامي الموقف من دور أكبر للوسطاء الذين تريدهم مصر والسودان أن يشملوا الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي بينما ترفض إثيوبيا.

وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، حذر من عدم استقرار كبير في المنطقة بسبب التحركات الآحادية لإثيوبيا التي تعتزم بدء الملء الثاني لخزان السد بدون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان.

وقال الرئيس المصري في تصريحات له الأسبوع الماضي : "محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر، وإلا هيبقى في حالة من عدم الاستقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد، ومحدش يتصور أنه يقدر يبقى بعيد عن قدرتنا،" مضيفًا: "اللي عاوز يجرب يجرب".

(إعداد عبدالقادر رمضان ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير أحمد فتيحة، للتواصل: ahmed.feteha@refinitiv.com)

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام