من شريف ماهر, صحفي بموقع زاوية عربي

 

 

المكان:

ولاية فرجينيا، الولايات المتحدة الأمريكية

 

خلفية:

بدأ عام 2019 بتوقعات بحدوث كساد معززا ببيانات غير مشجعة بشأن التوظيف في الولايات المتحدة وتوجه من البنك المركزي الأمريكي برفع أسعار الفائدة أربع مرات خلال العام الماضي وكان أخرها في ديسمبر 2018، عندما زاد معدل الفائدة إلى مستواه الحالي بين 2.25%  و2.5%.

وكان قد رفع المركزي الأمريكي سعر الفائدة عدة مرات بين عامي 2016 و2018 من نسبة بين 0.25 % و0.5% حتى مستواها الحالي.

 البنك المركزي الأمريكي عمد إلى زيادة أسعار الفائدة للتحكم في معدلات التضخم وعدم التسبب في فقاعة اقتصادية يتسبب فيها انخفاض تكلفة الحصول على القروض والذي قد يؤدي إلى تكون أزمة اقتصادية.   

توقعات حدوث كساد عالمي جاءت أيضا بسبب الحرب التجارية التي نشأت بين الولايات المتحدة والصين والتي بدأت في مارس من عام 2018 عندما فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعريفات جمركية على كل واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومينيوم، أعقبها قرار من الحكومة الصينية بفرض رسوم على ما يوازي 3 مليارات دولار من الصادرات الأمريكية للصين.

أهم تطورات الأزمة التجارية بين الولايات المتحدة والصين:

(المصدر: تقارير صحفية)

-  مارس 2018 : الرئيس الأمريكي يوقع قرارا بفرض رسوم على واردات الولايات المتحدة من الصلب والألومينيوم من كل الدول بما فيها الصين.

- أبريل 2018 : الصين تفرض رسوما على صادرات أمريكية بقيمة 3 مليارات دولار ردا على القرار الأمريكي.

- مايو 2018 : بدء المحادثات الثنائية بين الولايات المتحدة والصين والتي أنتهت بانهيار الاتفاق الأولي بين البلدين حول رفع متبادل للتعريفات الجمركية.

- يونيو 2018: الولايات المتحدة تفرض تعريفات على 50 مليار دولار من الصادرات الصينية للولايات المتحدة والصين ترد بإجراء مماثل.

- سبتمبر 2018 : الولايات المتحدة تفرض تعريفات جمركية على صادرات صينية بقيمة 200 مليار دولار والصين ترد بفرض تعريفات جمركية على صادرات أمريكية بقيمة 60 مليار دولار.

- ديسمبر 2018 : الولايات المتحدة و الصين يوافقان على هدنة لمدة 90 يوم وعودة للمفواضات. أمريكا تؤجل زيادة مقررة للتعريفات الجمركية على بضائع صينية بقيمة 200 مليار دولار والصين تستأنف شراء منتجات أمريكية.

-  يناير  2019: بدء محادثات بين البلدين بقيادة نائب رئيس الوزراء الصيني ونائب الممثل التجاري الأمريكي.  

- أبريل 2019 : الولايات المتحدة تتفق مع الصين على إنشاء مكاتب للتحقق من تنفيذ الاتفاقات التجارية بين البلدين.

       

وكذلك أظهرت البيانات الرسمية في الولايات المتحدة استمرار الاقتصاد في خلق المزيد من الوظائف مما عزز نسبة بطالة منخفضة ومستقرة عند 3.8 %  في آخر تقرير للبطالة .

معدل البطالة  في الولايات المتحدة في الربع الأول من العام الجاري:

يناير                  4.0  %

فبراير                 3.8 %

مارس                 3.8%

(المصدر:  موقع وزارة العمل الأمريكية www.bls.gov)

 

آراء وتوقعات محللين اقتصاديين

 ينظر مديرو محافظ مالية ومخططون ماليون بحذر للارتفاع الأخير في سوق الأسهم المالية في الولايات المتحدة.

 ويرون أنه من المبكر الحكم على أوضاع الاقتصاد في ظل عدم اليقين بشأن توجه السوق التي تباينت نتائجه خلال الربع الأول من العام.

 وقد عوض  مؤشر ستاندرد أند بورز 500 للأسهم الرئيسية خسائره التي بلغت 9.6 %  في شهر ديسمبر بزيادة قدرها 7.9 % في يناير. واستمر الارتفاع بشكل أكثر تواضعا  في شهري فبراير  بنسبة 3%  ومارس بنسبة 1.8 %، حسب تقارير صحفية لموقع  CNBC.

وعن هذا تقول فيرجينيا هاندلي، مستشارة مالية في مجموعة بليسك المالية لإدارة الأصول و المحافظ المالية في ولاية فيرجينيا بالولايات المتحدة: "من المهم النظر للتطورات الأخيرة في الأسواق بحذر دون الكثير من التفاؤل أو التشاؤم".

واعتبرت فيرجينيا انخفاض نسبة البطالة مؤشرا على نمو الاقتصاد حيث قالت: "أدت البيانات الأخيرة إلى حالة تفاؤل كبيرة ولفتح شهية المستثمرين للمزيد من المخاطرة ما انعكس أيضا في ارتفاع السوق خلال الأسابيع الأخيرة".

أستاذ الاقتصاد في الجامعة الامريكية في العاصمة الأمريكية واشنطن غياث النقشبندي رأى أن: "سوق العمالة مازال جيدا ومعدلات البطالة منخفضة والعمالة تعني استمرار حركة السوق بشكل جيد".

ونظر محللون لقرار إبقاء المركزي الأمريكي على نسبة سعر الفائدة الحالية بأنه من مسببات تأخير وقوع كساد كان متوقعا في بداية العام عن طريق طمأنة السوق على عدم رفع سعر الفائدة مما أدى إلى فتح شهية المستثمرين وتثبيت سعر الحصول على التمويل على المدى القصير والمتوسط. وقد عزز التفاؤل بأنباء حول قرب التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة والصين في الحرب التجارية بين البلدين.

غياث النقشبندي أشاد بقرار البنك قائلا: "البنك المركزي الأمريكي يقوم بهذه التحركات من أجل التعامل مع السيولة النقدية المتوفرة في البلاد وصحيح أن القرار بعدم رفع سعر الفائدة أدى إلى تهدئة المخاوف".

"في الظرف العالمي الحالي ليس هنالك مكان معزول لكن تقوم جهات إدارة الأموال بشكل دوري بتوزيع استثماراتهم لتوزيع المخاطر".

 

(قام بعمل اللقاءات الصحفية وكتابة المقال شريف ماهر. وقد عمل شريف صحفيا في عدة مؤسسات صحفية، منها البي بي سي والحرة)

(تحرير ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2019