قال رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا السكر، أحمد أبواليزيد عبدالحافظ، إن الدولة تسعى بخطى جادة لسد الفجوة الاستهلاكية والاكتفاء الذاتى من السكر خلال الأعوام المقبلة، من خلال التوسع فى زراعة محصول بنجر السكر وليس القصب.


وأضاف أبواليزيد، فى حواره لـ«الشروق»، أن إجمالى إنتاج السكر فى مصر بلغ 2.2 مليون طن، بنسبة 1.3 مليون طن من بنجر السكر، و923 ألف طن ناتج من قصب السكر، لافتا إلى أن المساحة المزروعة من البنجر تصل إلى 523 ألف فدان، بمتوسط إنتاج من 17 إلى 19 طنا للفدان.

وإلى نص الحوار:

* فى البداية حدثنا عن إنتاج شركة الدلتا للسكر السنوى؟

ــ تعتمد شركة الدلتا للسكر على محصول البنجر فى استخراج السكر، وتم إنشاء الخط الأول للشركة عام 1981، لإنتاج 100 ألف طن سكر سنويا، كما تمت مضاعفة الإنتاج بإنشاء خط ثانٍ بطاقة إنتاجية 125 ألف طن سكر سنويا، فى حين يبلغ إجمالى الطاقة الإنتاجية للمصنع بالكامل 310 أطنان سكر أبيض، و300 ألف طن من السكر المكرر، و125 ألف طن من العلف المجفف، و120 ألف طن من مولاس البنجر، و10 آلاف طن من السكر المكعبات الفاخر، كما يتم تصدير 100% من إجمالى إنتاج العلف المجفف بالمصنع سنويا.

* ما حجم زراعة محصولى البنجر والقصب عالميا؟

ــ بلغت مساحات زراعة قصب السكر عالميا نحو 67.5 مليون فدان، تنتج 2.2 مليار طن، بمتوسط 35 لـ 40 طنا للفدان كمستوى عالمى، يستخلص منه سكر صافى بنحو 114.5 مليون طن، حيث يساهم محصول القصب بحوالى 67% من إجمالى السكر المتوفر على مستوى العالم، كما أن أكبر الدول المنتجة للقصب هى البرازيل والهند وتايلاند والصين، ومساحة زراعتها جميعا تصل لـ44 مليون فدان، والتى تشكل 65% من المساحة الإجمالية المنزرعة عالميا.

بالنسبة للبنجر، فإن مساحات زراعة بنجر السكر عالميا نحو 10.5 مليون فدان، تنتج نحو 255 مليون طن بنجر، بمتوسط 24 طنا للفدان، يستخلص منه سكر صافى بنحو 56 مليون طن، ويساهم محصول البنجر بحوالى 33% من إجمالى السكر المتوفر عالميا، وأكبر البلدان مساحة فى زراعته دول الاتحاد الأوروبى منها فرنسا وهولندا وإسبانيا وبلجيكا.

* وما حجم زراعة المحصولين محليا؟

ــ إجمالى إنتاج السكر فى مصر يبلغ 2.2 مليون طن، يساهم فيه البنجر بنسبة 1.3 مليون طن، والقصب بنسبة 923 ألف طن سكر، حيث تصل المساحة المزروعة من بنجر السكر إلى 523 ألف فدان، بمتوسط إنتاج 19 طنا للفدان، وتعد أعلى المحافظات إنتاجا هى كفرالشيخ والدقهلية، ويختلف الإنتاج من محافظة إلى الأخرى، وبالنسبة لمحصول القصب فإن المساحة المنزرعة به تبلغ نحو 340 ألف فدان، بإنتاجية تصل لـ 40 إلى 50 طنا للفدان.

* خطة الدولة تدعم زيادة محصول القصب أم البنجر؟

ــ خطة الدولة تعتمد على حوكمة الزراعة من خلال التوسع فى زراعة بنجر السكر وليس القصب، وذلك لأن محصول البنجر أقل فى استهلاك المياه، كما أنه يجود فى أراضٍ عديدة، وتستخلص منه منتجات إضافية مثل العلف، خاصة ومصر بها فجوة علفية، ويُعطى كل طن علف 4 أطنان أخرى عند إضافة بعض المكونات إليه، وهذا العلف يستخدم للمواشى «الحلابة» من أبقار وجاموس وماعز، لأنه يساعد على در اللبن، بجانب أنه يتم استخلاص «المولاس» من البنجر أيضا يدخل فى صناعات تحويلية عديدة منها الكحول والخميرة وغيرهما.

* حجم استهلاك مصر من السكر سنويا؟

ــ تستهلك مصر نحو 3.2 مليون طن سكر سنويا، باستثناء بعض المواسم التى يزيد فيها السحب على السلعة من جانب المواطنين مثل شهر رمضان، نوفر منها 2.2 مليون طن محليا، على أن يتم استيراد باقى الاحتياجات من الخارج، كما أن عملية الشراء تعتمد على السعر العالمى للسكر، الذى يبلغ فى الوقت الحالى 350 دولارا للطن.

* كم عدد العاملين والمستفيدين من صناعة السكر فى مصر، وحجم استثماراتها؟

ــ مزارعو قصب السكر والبنجر فى مصر عددهم 800 ألف مزارع، منهم 300 ألف يزرعون القصب، و500 ألف يزرعون البنجر، ويعمل فى صناعة السكر أكثر من 30 ألف مهندس وفنى وعامل، فضلا عن أكثر من 300 ألف يعملون بصفة موسمية أثناء التصنيع، والاستثمارات الموجودة فى صناعة السكر الوطنية، تقدر بنحو 50 مليار جنيه، يصل عائدها السنوى 13 مليار جنيه.

* هناك مطالبات بتقليص مساحة زراعة القصب كما حدث مع الأرز توفيرا للمياه. ما رأيك؟

ــ القصب يختلف وضعه عن الأرز، وذلك لأنه زراعة مُعمرة وليس موسميا مثل الأرز، ويقوم على عام الغرس وتظل 5 سنوات أخرى تستخرج منه محصولا بعد اقتلاعه، كما أن القصب صناعة وزراعة عريقة لها تاريخ، ومن أكبر المصانع على مستوى العالم فى الصعيد صُنعت من أجل التخديم على صناعة السكر من القصب فقط، والدولة تقوم بدور كبير فى تحديث زراعة قصب السكر بإدخال أصناف عالية الإنتاجية، قد ترفع إنتاجيته إلى 55 أو 60 طنا للفدان، من خلال زيادة الوحدة الإنتاجية لقدرة الأرض والمياه، وذلك من خلال الأصناف والهجن الجديدة.

* لماذا سعر توريد القصب أعلى من البنجر رغم مطالبتكم بزيادة مساحات زراعته؟

ــ هناك سياسة تتبع فى تسعير محصول بنجر السكر، لا يعرفها كل المواطنين أو التجار، حيث إن هناك ما يطلق عليه «علاوة تبكير» لمزارعى البنجر تبلغ 125 جنيها دعما لهم على كل طن توريد، كما أن المزارع يحصل على «التقاوى» مُدعمة، لأن سعر كيلو تقاوى البنجر يصل إلى 120 جنيها، ويحصل عليه المزارع بـ30 جنيها فقط، كما أن مزارعى البنجر متعاقدون مع المصانع، التى تعطيهم دعما فى التقاوى أو لحرث الأرض أو دواء لرش مجانى، فالمصنع يخدم المزارعين ليحصل على المحصول منه عند التوريد.

* هل تسعى مصر للاكتفاء الذاتى من السكر وعدم اللجوء إلى الاستيراد؟

ــ بالتأكيد، فإن خطة الدولة تهدف إلى التوسع فى زراعة بنجر السكر من خلال وزارة الزراعة ومركز البحوث الزراعية، لزيادة أطنان السكر المنتج، ومن الصعب تحديد احتياجنا من الزراعة لكم فدان، فالمساحة الآن تقترب من نصف المليون فدان من البنجر.

وتوجد خطة طموحة حتى 2019 تهدف إلى رفع المساحة إلى 650 ألف فدان، لتصل إلى 750 ألف فدان فى عام 2020، والخطة أيضا تعتمد على تحسين الانتاجية من 16 إلى 19 طنا للفدان، والعمل على زراعة الأصناف وحيدة الأجنة التى تزيد الإنتاجية إلى 30 طنا للفدان، وبدل من أن تعطى 1.2 مليون طن سكر من البنجر، نوصلها 1.9 مليون طن سكر، هذه الخطة لو حدثت سوف تقلل كثيرا من نسبة الاستيراد، بسبب زيادة السكر، وبذلك نقلل الفجوة الاستهلاكية، حيث إننا نستورد ما يقرب من مليون طن، وخطة الدولة تهدف إلى خفض تلك الكمية إلى نصف مليون طن فقط استيراد خلال الفترة المقبلة.

© الشروق 2018