لم تكد المحادثات بشأن البرنامج النووي لإيران تُستأنف، يوم الاثنين، في فيينا عندما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن طهران لن تتفاوض مع الوفد الأمريكي المشارك في الاجتماعات.

وتوقفت المحادثات قبل 5 أشهر حين كانت القوى العالمية المشاركة في المفاوضات على مقربة من التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي. 

لكن استئناف المفاوضات، التي تضم المملكة المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي وإيران، يأتي في أجواء متشائمة وتوترات من تسريع إيران سرًا لبرنامجها النووي. وتهدف المفاوضات بالأساس إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي عُقد عام 2015 قبل أن تنسحب منه الولايات المتحدة عام 2018 أثناء فترة الرئيس السابق دونالد ترامب.

ومن شأن التوصل لاتفاق جديد أن يحرر طهران من العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، وهي كارت التفاوض الأساسي الذي تستخدمه القوى الغربية بقيادة أمريكا في الضغط على إيران.

وقال سعيد خطيب زاده المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحفي يوم الاثنين، إن طهران لن تجري محادثات ثنائية مع الوفد الأمريكي في محادثات فيينا النووية.

مطالب جديدة لطهران؟

الحكومة الإيرانية تتخذ خطاً أكثر تشددًا تحت قيادة الرئيس إبراهيم رئيسي، الذي غير وصوله للحكم في أغسطس أجواء المفاوضات. فهي تقول الآن إنها لم تعد إلى طاولة المفاوضات لاستنئاف ما توقفت عنده جولات المحادثات الستة الماضية، لكن لتعرض مطالب جديدة.

وتطالب طهران، ضمن أمور أخرى، بتعويض مادي من الولايات المتحدة عن العقوبات السابقة التي كانت تفرضها عليها، كما تطلب أيضًا بضمانات من واشنطن بأنها لن تنسحب من الاتفاق مجددا مثلما فعلت إدارة ترامب. وهذا المطلب الأخير هو الأكثر إشكالية.

وأعاد الرئيس السابق ترامب فرض العقوبات الأمريكية على طهران بعد انهيار الاتفاق النووي في 2018 بانسحاب واشنطن. ورفع العقوبات هو قضية رئيسية لإيران إذ أنها تسببت في ضائقة اقتصادية للبلاد بعزلها عن العالم.

لكن الرئيس الأمريكي جو بايدن قال سابقا في تصريحات حَذِرة إنه في حال مشاركة واشنطن من جديد في اتفاق، فإنها لن تنسحب.

غير أن القوى الغربية ترى أن مطلبي إيران السابقيين غير واقعيين، وأنهما قد يُفشلا المفاوضات حال استئنافها.

ما المصير المتوقع للمفاوضات الجديدة؟

تشير المعطيات الحالية إلى أن مفاوضات فيينا أقرب للفشل منها للنجاح، إذ أن إيران والولايات المتحدة ينتظر كل منهما الآخر لإعطاء بادرة حسن النوايا؛ فطهران تسعى لحمل واشنطن على رفع عقوباتها عليها، فيما تركز الأخيرة على حمل طهران على التوقف عن تخصيب اليورانيوم.

كما أن رئيس وزراء إسرائيل -وهي خصم طهران الرئيسي- يشكل تحالف لاتخاذ إجراءات أشد صرامة ضد إيران في حال انهيار المفاوضات، إذ أن هناك شكوك بأن الضغط الاقتصادي أو السياسي الحالي على إيران ليس كافي لدفعها للانضمام لاتفاق من جديد.

ومنذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي السابق انتهكت إيران التزامات رئيسية في الاتفاق، وحققت تقدم كبير في برنامج تخصيب اليورانيوم الذي قد يفضي إلى صنع قنبلة نووية. وارتفع مخزوم إيران من اليورانيوم المخصب لأضعاف المسموح به.

ويقول الرئيس الأمريكي بايدن إن رفع العقوبات عن طهران مشروط بعودتها للالتزام بالاتفاق النووي.

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير أحمد فتيحة، للتواصل: ahmed.feteha@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

#أخبارسياسية

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام