كشف تنوع حزمة المشروعات التي دشنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع أول من أمس، عن جدية المملكة وقيادتها الرشيدة في سعيها المتواصل لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، الرامية لتحويل السعودية لنموذج عالمي رائد ومتقدم في مختلف جوانب الحياة، إذ جاءت تلك المشروعات في مجالات هامة ومطلوبة لتحقيق تلك الأهداف، كالطاقة والطب والأبحاث وصناعة الطائرات، كاشفة عن عزم المملكة على تطويع العلوم والتكنولوجيا للسير قدما في طريق تنويع مصادر دخلها وطاقتها، وكان العنصر الوطني السعودي قاسماً بارزاً ومشتركاًَ في إدارة وتشغيل تلك المشروعات ليؤكد بأن ثروة المملكة الأولى والتي لا تعادلها أي ثروة مهما بلغت هي شعبها الطموح والذي يشكل الشباب معظمه طموحٌ، معظمُه من الشباب.

مشروع الجينوم مفتاح للوقاية من الأمراض الوراثية سيوفر المليارات سنويا

يعد المختبر الوطني لـ"الجينوم البشري السعودي" الذي دشنه سمو ولي العهد، أحد مشروعات التحول الوطني المهمة في القطاع الصحي بدعم من مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية السعودي، ويرمي مشروع الجينوم السعودي إلى توثيق أول خريطة للصفات الوراثية للمجتمع السعودي، ويستهدف المختبر الكشف عن الطفرات الجينية المسببة للأمراض الوراثية، إذ أن فهم الأساس الجيني لهذه الأمراض هو المفتاح الرئيسي للوقاية منها، وتم تكوين فريق متخصص من أكثر من 150 طبيبًا وعالمًا وفنيًّا، وتم تدريبهم في مجال دراسات الجينوم واستخداماته في الطب، فيما تم حتى الآن فحص أكثر من 35.000 عينة من مختلف أنحاء المملكة وفك شفرتها الوراثية، والكشف عما يقارب 15.000 متغير وراثي مسبب للأمراض الوراثية، منها 500 متغير وراثي موجود حصريًّا في المجتمع السعودي، وتعتبر تلك المتغيرات سببًا رئيسيًّا في ارتفاع نسبة الوفيات والأمراض الوراثية في المواليد، (وتبلغ تكلفة علاج الأطفال المصابين بأمراض وراثية نتجت زواج الأقارب 6.5 مليار ريال سنوياً)، كما تم تطوير عدد من الاختبارات التشخيصية الدقيقة المبنية على المعلومات الناتجة من الدراسة، وأيضا تطوير أكثر من 13 شريحة بيولوجية تستخدم لتشخيص الأمراض الوراثية والسرطان وأمراض المناعة وأمراض الأعصاب وتحاليل زراعة الأعضاء، وطُورت شريحة بيولوجية تستطيع تحليل 384 عينة تُجرى عليها 50 ألف فحص، وبذلك يتم الحصول على 19.200.000 فحص في نفس الوقت، ويعتبر هذا سبقًا علميًّا على مستوى العالم، ويتم تجهيز المختبر لعمل تشخيص عدد كبير من الأمراض الوراثية لفحص المواليد وفحص ما قبل الزواج والحد من هذه الأمراض، والتي تزيد تكلفة علاجها على 4 مليار ريال سنويًّا.

مشروعات الطاقة الشمسية ستوفر النفط وتزيد الناتج المحلي

كما يعد تدشين سمو ولي العهد، لعدد من مشروعات الطاقة الشمسية خطوة في الطريق إلى تنفيذ "خطة الطاقة الشمسية 2030" والتي تعد الأكبر في العالم في مجال الطاقة الشمسية بحكم الإمكانات الهائلة التي تمتلكها المملكة في مجال الطاقة المتجددة والتي لا تزال غير مستعملة، وتضمنت المشروعات التي دشنها سموه محطة لتحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في الخفجي، تبلغ طاقتها 60000م3 يومياً، وخطين لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية، ومختبر لفحص موثوقية الألواح الشمسية، في العيينة.

ويأتي تدشين سمو ولي العهد لتلك المشروعات كخطوة تضاف إلى مشوار الانتقال لسوق جديد في قطاع مشروعات الطاقة الشمسية والتي تنتقل إليها المملكة عن طريق النقل التقني والبحث وتطوير المنتجات الجديدة وتدريب الأيدي العاملة السعودية على أعلى مستويات الكفاءة، ويتوقع أن تسهم "خطة الطاقة الشمسية 2030" في توفير النفط في إنتاج الطاقة بالمملكة وهذ من شأنه أن يعزز دور السعودية في إمداد أسواق العالم بالنفط كمل يقدر إسهامها بتوفير حوالي 100 ألف وظيفة بالسعودية وزيادة الناتج المحلي بما يقدر بـ12 مليار دولار أميركي بالإضافة الى توفير ما يقدر ب 40 مليار دولار أميركي سنوياً.

كما يتوقع بأن تسهم محطة تحلية المياه المالحة بالطاقة الشمسية في الخفجي التي دشنها سمو ولي العهد، عبر طاقتها الإنتاجية البالغة 60000م3 يومياً في حل مشكلة نقص المياه بالمنطقة الشرقية من المملكة عموما وخصوصا محافظة الخفجي وما يتبعها من قرى ومراكز وهجر،

ويعد تدشين سموه لخطين لإنتاج الألواح والخلايا الشمسية، ومختبر لفحص موثوقية الألواح الشمسية، في العيينة، تأكيدا على أن المملكة عازمة على التوسع في هذه النوعية من الاستثمارات في ظل تميز المملكة بوفرة مصادر الطاقة الشمسية كونها تعد من أكثر دول العالم ارتفاعا في معدل الإشعاع الشمسي.

© صحيفة الرياض 2018