17 07 2018

 

تراجع إلى حد كبير إصدار الصكوك من الشركات وكيانات البنية التحتية في منطقة الخليج في النصف الأول من هذا العام. وفي هذا التقرير سنتناول الدوافع المحتملة التي تسببت في تراجع مستويات الإصدار الإقليمي، وتوقعاتنا للفترة المتبقية من هذا العام.

هناك عدد من العوامل التي أثرت في ذلك، من ضمنها تراجع الحاجة للتمويل، لأن العديد من الشركات الخليجية تواصل نشاطها من خلال برامج استثمارية محدودة نسبياً. وفي ظل التطورات السياسية الإقليمية والدولية، نعتقد بأن مستوى تقييم المستثمرين العالميين للمخاطر في منطقة الخليج قد ارتفع خلال الشهور الـ 12 الماضية، مما دفع بعض مُصْدري الصكوك إلى تأجيل أي إصدارات محتملة في الوقت الحالي.

ولا نتوقع حدوث أي تغيّر كبير على هذا الوضع في النصف الثاني من العام. وفي حال عدم إجراء أي إصدارات كبيرة غير متوقعة، فإننا نتوقع بأن تبقى إصدارات الصكوك من قبل الشركات وكيانات البنية التحتية دون مستويات العام 2017.

كيف كان أداء إصدار الصكوك في النصف الأول من العام 2018؟

في حين جمعت الشركات وكيانات البنية التحتية في منطقة الخليج ما يزيد عن 7.6 مليار دولار أمريكي من خلال إصدار الصكوك في العام 2017، كان الإصدار محدود جداً في النصف الأول من العام 2018، حيث قام خمسة مُصْدرين بإصدار صكوك بقيمة 2.6 مليار دولار أمريكي، مما يعني تراجعاً بنسبة 60%، مقارنةً بجم الإصدارات في النصف الأول من العام 2017 والتي بلغت حينها 6.5 مليار دولار أمريكي.

وعلى مدى الشهور الـ 18 الماضية، هيمن القطاع العقاري على عدد الإصدارات، حيث بلغ عدد إصدارات هذا القطاع 10 من أصل 16 إصداراً  في تلك الفترة. وقد فسر ذلك حاجة القطاع للتمويل طويل الأجل في ظل تراجع المبيعات وانخفاض رغبة البنوك في المخاطرة، نتيجةً لاستمرار تراجع أسعار العقارات في بعض الدول الخليجية، وعلى وجه الخصوص في الإمارات العربية المتحدة وقطر.

الجدول 1

إصدارات صكوك الشركات في الأشهر 18 الماضية

المُصْدر

القطاع

الدولة

تاريخ الإصدار

العملة

المبلغ (مليون)

شركة داماك للتطوير العقاري المحدودة

العقاري

الإمارات العربية المتحدة

الربع الثاني/2018

دولار أمريكي

400

طيران الإمارات

الطيران

الإمارات العربية المتحدة

الربع الأول/2018

دولار أمريكي

600

شركة التعدين العربية السعودية (معادن)

التعدين

المملكة العربية السعودية

الربع الأول/2018

ريال سعودي

933

دار الأركان العقارية

العقاري

المملكة العربية السعودية

الربع الأول/2018

دولار أمريكي

500

شركة جولدن جروب

العقاري

عُمان

الربع الأول/2018

ريـال عُماني

130

شركة الإمارات ريت

العقاري

الإمارات العربية المتحدة

الربع الرابع/2017

دولار أمريكي

400

شركة كهرباء مزون ش.م.ع.م

خدمات

عُمان

الربع الرابع/2017

دولار أمريكي

500

مراس القابضة

العقاري

الإمارات العربية المتحدة

الربع الثالث/2017

دولار أمريكي

200

مراس القابضة

العقاري

الإمارات العربية المتحدة

الربع الثاني/2017

دولار أمريكي

400

شركة داماك للتطوير العقاري المحدودة

العقاري

الإمارات العربية المتحدة

الربع الثاني/2017

دولار أمريكي

500

شركة أرامكو السعودية

بتروكيماويات

المملكة العربية السعودية

الربع الثاني/2017

ريـال سعودي

3,000

دار الأركان العقارية

العقاري

المملكة العربية السعودية

الربع الثاني/2017

دولار أمريكي

500

مجموعة  إزدان القابضة

العقاري

قطر

الربع الثاني/2017

دولار أمريكي

500

شركة داماك للتطوير العقاري المحدودة

العقاري

الإمارات العربية المتحدة

الربع الأول/2017

دولار أمريكي

125

شركة ايكويت للبتروكيماويات

بتروكيماويات

الكويت

الربع الأول/2017

دولار أمريكي

500

مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية

استثمارية قابضة

الإمارات العربية المتحدة

الربع الأول/2017

دولار أمريكي

1,000

الإجمالي

    

7,625

المصدر: إيكون، بلومبيرغ، إس آند بي جلوبال للتصنيفات الائتمانية.

ما هي الدوافع الرئيسية التي تقف خلف تراجع الإصدارات وتوقعاتنا لهذا العام؟

السوق لاتزال صغيرة وغير متنوعة، مما يؤدي إلى نماذج إصدار متقلبة. في حين أنه يوجد في الدول الخليجية عدد جيد من البنوك الإسلامية، والتي عادةً ما تقوم بإصدار الصكوك بشكل متكرر، إلا أن عدد الشركات التي تقوم بإصدار الصكوك قليل، وهذا يؤدي إلى تقلب الحجم السنوي لإصدار ات الصكوك. على سبيل المثال، إن أكثر من 50% من إجمالي إصدارات الشركات وكيانات البنية التحتية ، والذي بلغ 7.6 مليار دولار أمريكي العام الماضي، كان مدفوعاً من أنشطة كل من شركة أرامكو السعودية، التي قامت بإصدار صكوك بقيمة 11.25 مليار ريـال سعودي (نحو 3 مليار دولار أمريكي) ومؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، التي قامت بإصدار صكوك بقيمة مليار دولار أمريكي (انظر الجدول 1)، حيث أننا حتى الآن لم نشهد إصدارات بهذا الحجم هذا العام.

تحسن السيولة لدى البنوك. شهدنا منذ العام 2017 وحتى الآن تحسناً ملحوظاً في السيولة لدى البنوك الخليجية. إن استقرار أسعار النفط، والإصدارات الكبيرة من قبل بعض الحكومات السيادية التي قامت بضخ السيولة في النظام المصرفي المحلي، والتراجع في نمو الإقراض يفسر ذلك. ولا نتوقع تغيراً كبيراً على هذا المشهد خلال الشهور الـ 12 المقبلة، كوننا نعتقد بأن نمو الإقراض سيبقى محدوداً، وبأن تبقى السيولة المحلية قوية.

ضعف نسبي في برامج الإنفاق الرأسمالي للشركات. بالرغم من تحسن أسعار النفط، نعتقد بأن العديد من الشركات الخليجية تبقى حذرة، وهذا بدوره أدى إلى تراجع في البرامج الاستثمارية في بعض القطاعات. أدى تطبيق ضريبة القيمة المضافة، والإصلاحات في برامج دعم الطاقة، والمبادرات الحكومية لتعزيز  الإيرادات إلى تعرض بعض القطاعات لضغوط. بالإضافة إلى ذلك، إن توقعات المشاركين في السوق بأن أسعار الفائدة العالمية ستستقر عند مستويات أعلى يقود المُصْدرين أيضاً إلى تقليل الإنفاق.

ارتفاع تقييم المستثمرين الدوليين لمستوى المخاطر في الدول الخليجية

شهدت الشهور الـ 12 الماضية العديد من التطورات السياسية الدولية والإقليمية، والتي نعتقد بأنها أدت إلى تراجع رغبة المستثمرين الدوليين بالصكوك الخليجية. ومن بين هذه التطورات إعادة فرض الولايات المتحدة الأمريكية للعقوبات على إيران، واستمرار التوتر بين إيران وبعض الدول الخليجية، ومقاطعة بعض الدول الخليجية والعربية لقطر. كما نعتقد بأن الوضع الحالي للتجارة العالمية عموماً ليس في صالح أسواق رأس المال الناشئة، بما فيها منطقة الخليج. وبالتالي، فإن بعض المُصْدرين الذين كانوا بخططون للإصدار في النصف الأول من هذا العام قرروا التريث حتى تتوضح لهم الصورة. 

المسائل العالقة التي برزت بعد قضية دانا غاز. بالرغم من أن شركة دانا غاز قد توصلت إلى اتفاق لإعادة الهيكلة خارج المحكمة مع المستثمرين لديها، إلا أن هذه القضية كانت بمثابة جرس إنذار للقطاع لأنه لم يتم حتى الآن توحيد الوثائق القانونية لإصدار الصكوك وتوحيد تفسير الأحكام الشرعية. كما سلطت قضية دانا غاز الضوء على مسألة سريان القوانين القضائية الأجنبية في الأسواق الناشئة. ونعتقد بأن ذلك سيقود المستثمرين إلى الانتباه أكثر إلى محتوى الوثائق القانونية في المديين القريب والمتوسط وإلى تراجع مستوى رغبتهم في المخاطرة عندما يتعلق الأمر بالاسثمار في إصدارات الصكوك الخليجية.

بينما يدور الحديث في السوق حول عدد قليل من الإصدارات الانتقائية في النصف الثاني من العام، لا نزال نتوقع إصدارات أضعف من تلك التي شهدناها في العام 2017، إلا في حال حدوث تحسن غير متوقع في الآفاق الاقتصادية العالمية والإقليمية.

البحوث ذات الصلة

-     ما الأسباب وراء تراجع سوق الصكوك في العام 2018؟ 19/06/2018

-     إس آند بي جلوبال ترفع توقعاتها لأسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط للعام 2018 وتوقعاتها لخام برنت للعام 2019، 07/05/2018

-     البنوك الإسلامية الخليجية ستشهد استقراراً في العام 2018، 23/04/2018

-     نظرة على افتراضات التصنيف الرئيسية لمحفطة مشاريع الألواح الكهروضوئية للطاقة الشمسية، 10/04/2018

-     توقعات غير مؤكدة لإصدارات الصكوك لدى الشركات ومنشآت البنية التحتية في العام القادم رغم أنها سجلت بداية قوية هذا العام، 13/11/2017

  

العنوان الأصلي لهذا التقرير: Credit FAQ: Why Gulf Cooperation Council Corporates' Sukuk Issuance Has Dried Up

يمكنكم الاطلاع على التقرير الأصلي المنشور باللغة الإنجليزية على موقعنا الإلكتروني على شبكة الإنترنت عبر الضغط هنا

لجنة التصنيف هي الوحيدة التي تتخذ قرار تحديد التصنيفات الائتمانية وهذا التقرير لا يعتبر تصنيفاً ائتمانياً.

إنّ النسخة الرسمية لهذا التقرير هي باللغة الإنجليزية، وهي تمثّل النسخة الوحيدة ذات التأثير القانوني والسائدة دوماً. أما الترجمة فقد قدمت للمساعدة فقط.

The official version of this Report is in English, which represents the only version of legal effect and must always prevail. The translation has been produced for convenience only.

حقوق النشر والتأليف محفوظة © 2018 من قبل وكالة "ستاندرد آند بورز للخدمات المالية المحدودة". جميع الحقوق محفوظة.

لا يجوز تعديل، أو إجراء هندسة عكسية، أو إعادة إنتاج، أو توزيع أي محتوى (بما في ذلك التصنيفات، والتحليلات ذات الصلة بالائتمان، والبيانات أو التقييمات، أو النماذج، أو البرمجيات، أو التطبيقات الأخرى، أو الناتج عنها) أو أي جزء منه (المحتوى) بأي شكل من الأشكال، أو تخزينه في قاعدة بيانات، أو أنظمة استعادة البيانات دون الحصول على موافقة خطية مسبقة من قبل وكالة "ستاندرد آند بورز للخدمات المالية المحدودة" أو الشركات التابعة لها (المشار إليها مجتمعةً "إس آند بي"). ولا يجوز استخدام المحتوى لأغراض غير قانونية أو غير مصرح بها. ولا تضمن وكالة "إس آند بي" ولا أي مزود طرف ثالث، وكذلك المديرون، أو المعاملون، أو المساهمون، أو الموظفون، أو العملاء (المشار إليهم مجتمعين "أطراف إس آند بي") دقة، أو شمولية، أو حداثة، أو توافر المحتوى. ولا يتحمل "أطراف إس آند بي" أي مسؤولية عن أي خطأ، أو سهو (إهمال أو غيره)، بصرف النظر عن السبب، تجاه النتائج الحاصلة نتيجةً لاستخدام المحتوى، أو تجاه أمن وحفظ البيانات المدخلة من قبل المستخدم، ويتم تقديم المحتوى على أساس "كما هو". ويخلي "أطراف إس آند بي" مسؤوليتهم عن أي من وجميع الضمانات الصريحة أو الضمنية، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، أي ضمانات لقابلية التسويق، أو الجاهزية لغرضٍ أو استخدامٍ معين، أو الخلو من الفيروسات، أو أخطاء أو خلل في البرمجيات، أو عدم انقطاع المحتوى عن العمل، أو بأن المحتوى سيعمل مع أي تكوين من الأجهزة أو البرمجيات. ولا تتحمل "إس آند بي" بأي شكل من الأشكال المسؤولية تجاه أي طرف عن أي أضرار، أو تكاليف، أو نفقات، أو أتعاب قانونية، أو خسائر (بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، خسارة الدخل، أو خسارة الأرباح، أو تكاليف الفرص، أو الخسائر الناجمة عن الإهمال) المباشرة، أو غير المباشرة، أو العرضية، أو الرادعة، أو التعويض، أو العقابية، أو الخاصة، أو اللاحقة ذات الصلة بأي استخدام للمحتوى حتى في حال تمت الإشارة إلى إمكانية وقوع مثل هذه الأضرار.

يعتبر ما يتصل بالائتمان والتحليلات الأخرى، بما في ذلك التصنيفات، والبيانات الواردة في المحتوى تصريحات عن الرأي بتاريخ صدور هذه التصريحات وليست بيانات إثبات وقائع. ولا تعتبر آراء وكالة "إس آند بي"، وتحليلاتها، وقرارات إقرار التصنيف (المفصلة أدناه) توصيات لإجراء عمليات شراء، أو الاستحواذ، أو بيع أي سندات، أو لاتخاذ أي قرارات استثمارية، ولا تتناول صلاحية أي ورقة مالية. ولا تلتزم وكالة "إس آند بي" بتحديث محتوى المنشورات بعد النشر بأي شكل أو صيغة كانت. ولا يجوز الاعتماد على المحتوى ولا يعتبر بديلاً عن مهارات، ورأي، وخبرة المستخدم، و/أو إدارته، و/أو الموظفين، و/أو المستشارين، و/أو العملاء عند القيام بالاستثمار أو اتخاذ قرارات أعمال أخرى. لا تعمل "إس آند بي" كشركة وكيلة أو مستشار استثماري باستثناء المناطق المسجلة بها كذلك. وفيما قامت "إس آند بي" بالحصول على المعلومات من مصادر يمكن الاعتماد عليها من وجهة نظرها، إلا أنها لم تجر التدقيق والعناية الواجبة أو التحقق المستقل من أي معلومات تلقتها.

وإلى الحد الذي تسمح به السلطات الرقابية لوكالة التصنيف بإجراء إقرار لتصنيف ائتماني في اختصاص قضائي واحد صادر عن اختصاص قضائي آخر لأغراض تنظيمية محددة، تحتفظ وكالة "إس آند بي" بحق تعيين، أو سحب، أو تعليق هذا الإقرار في أي وقت بقرار مطلق منها. ولا يتحمل "أطراف إس آند بي" أي مسؤولية ناجمة عن التعيين، أو السحب، أو تعليق الإقرار، وكذلك أي مسؤولية عن أي أضرار ناجمة عما تم ذكره آنفاً.

تقوم وكالة "إس آند بي" بالفصل بين بعض أنشطة وحدات أعمالها بهدف الحفاظ على استقلالية وموضوعية نشاطاتها ذات الصلة. وبالتالي، فإن بعض وحدات أعمال "إس آند بي" تتوافر لديها معلومات لا تتوافر لدى وحدات أعمال أخرى. وتتّبع وكالة "إس آند بي" سياسات وتتخذ إجراءات للحفاظ على سرية بعض المعلومات غير العامة ذات الصلة بكل عملية تحليلية.

قد تتلقى "إس آند بي" تعويضات عن تصنيفاتها وبعض التحليلات، عادة ما تكون من جهات مُصدرة أو وكلاء تأمين للأوراق المالية أو من المدينين. وتحتفظ "إس آند بي" بحقها في نشر آرائها وتحليلاتها. تقوم وكالة "إس آند بي" بنشر التصنيفات والتحليلات العلنية على مواقعها الإلكترونية على شبكة الإنترنت: www.standardandpoors.com (بدون رسوم) http://www.ratingsdirect.com، http://www.globalcreditportal.com (اشتراك)، www.spcapitaliq.com (اشتراك)، وقد يتم نشرها بوسائل أخرى، بما في ذلك منشورات "إس آند بي" والموزعين الآخرين. للمزيد من المعلومات حول رسوم التصنيف يمكنكم زيارة الرابط الإلكتروني التالي: http://www.standardandpoors.com/usratingsfees

ستاندرد آند بورز، وإس آند بي، وريتنجزداريكت جميعها علامات تجارية مسجلة لوكالة "ستاندرد آند بورز للخدمات المالية المحدودة".

© Press Release 2018