اعلنت اليابان امس الاثنين، تقديم دعم بقيمة 100 مليون دولار للمناطق المحررة في العراق، فيما اشترطت ان يتم تنفيذ المشاريع عن طريق منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية.

وقالت السفارة اليابانية ببغداد، في بيان تلقت “الصباح الجديد” نسخة منه، إن “مجلس النواب الياباني وافق على حزمة جديدة من الدعم الإنساني والاستقراري للعراق بقيمة نحو 100 مليون دولار اميركي، والتي قد اقترحتها الحكومة اليابانية كجزء من ميزانيتها التكميلية للسنة المالية 2017″، مشيرة الى ان “المبادرة تاتي في الوقت الذي تقرر عقد المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق في الكويت للفترة 12 – 14 من شباط”.


واضافت السفارة اليابانية في بيانها ان “الدعم سيتم تنفيذه بشكل واسع في مجالات عدة، من ضمنها الأمن الغذائي والماء والصرف الصحي والنظافة والصحة والغذاء والمأوى ومواد غير غذائية وسُبل العيش والتماسك الاجتماعي والتدريب المهني والحماية من العنف القائم على أساس النوع الأجتماعي وإزالة الالغام وإعادة إعمار البنى التحتية”، مبينة ان “المشاريع سيتم تنفيذها عن طريق منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الإنسانية والمنظمات اليابانية غير الحكومية”.


يذكر أن هذه المنحة هي جزء من التزام اليابان في مؤتمر الدول المانحة لدعم العراق في واشنطن الذي عُقد في تموز عام 2016 حيث قامت اليابان بالتعبير عن نيتها في المحافظة على مستوى الدعم للعراق في 2016 ليمتد خلال 2017 و 2018، و قدمت اليابان منح مساعدات للعراق بما يقارب 460 مليون دولار اميركي للنازحين واللاجئين والمجتمعات المستضيفة المتأثرة بعصابات داعش.


وكانت اليابان قد اعلنت اول امس الاحد، عن تمويلها مشروع لمنظمة الاغذية والزارعة “فاو” في العراق بـ 1.5 مليون دولار، مشيرة الى ان التمويل ياتي من أجل توفير الأغذية وتحسين مستوى التنوع الغذائي وتعزيز الدخل والاعتماد على الذات.


وقال سفير اليابان لدى العراق فوميو إيواي إن “اليابان قدمت دعما بمقدار 1.5 مليون دولار لمنظمة الاغذية والزارعة في العراق من اجل مساعدة الاسر الهشة في المناطق المستعادة من تنظيم داعش الوسائل المطلوبة لإنتاج الخضروات الطازجة والمغذية”، مبينا ان “الدعم سيستفاد منه ثلاثة آلاف شخص في المناطق المتضررة من النزاع في كل من محافظات الأنبار وكركوك ونينوى وصلاح الدين”.

واضاف ايواي ان “هذه الاسر سواء التي لم تغادر مناطقها أو تلك التي عادت اليها مؤخرا ستحصل على مدخلات العملية الانتاجية ومعداتها والتدريب الخاص على البستنة والانتاج الزراعي في الفناء الخلفي والبيوت الزجاجية المنتجة للمحاصيل على مدار السنة وذلك من أجل توفير الأغذية وتحسين مستوى التنوع الغذائي وتعزيز الدخل والاعتماد على الذات”.


واوضح السفير ايواي ان “نحو 1260 شخصا من الأسر الهشة غذائيا، بما في ذلك الأسر التي ترأسها النساء، سيحصلون على مجموعة الادوات الخاصة بالبستنة في الفناء الخلفي (حاويات زراعية وبذور وخضروات وأسمدة وأدوات البستنة اليدوية) بالإضافة الى التدريب الخاص بها، فيما سيحصل 1740 شخصا آخرين من خلال مجموعة البيوت الزجاجية وتزويدهم بالبذور والأدوات والأسمدة، وتدريبهم من قبل المنظمة ووزارة الزراعة على إنتاج الخضروات، بما في ذلك الحصاد والتخزين والتجهيز والتسويق، وستبقى البيوت الزجاجية ملكا للمجتمعات المحلية في نهاية المشروع”.


واشار السفير الياباني الى ان “هذه هي السنة الرابعة على التوالي منذ أن بدأت اليابان بتقديم المساعدة إلى السكان العراقيين والسوريين المتضررين من جراء اعمال داعش من خلال ميزانيتها الاضافية، لافتا الى ان “المساعدة المقدمة إلى منظمة الاغذية والزراعة للأمم المتحدة في العراق تأتي كجزء من الحزمة الجديدة والبالغة مئة مليون دولار والخاصة بدعم جهود المساعدة الإنسانية وتحقيق الاستقرار في العراق”.


وتابعت السفارة في بيان لها أن “الجانب العراقي أعرب عن امتنانه للمساعدات اليابانية الجديدة للإسهام في تحسين ظروف المعيشة للشعب العراقي وإعادة إعمار البلد”، لافتًا إلى أن “الجانب العراقي أكد التزامه باستمرار بذل الجهود في الحرب ضد الإرهاب مع الدعم الدولي، وذكر أهمية تحقيق المصالحة الوطنية مبكراً وإعادة الحياة الطبيعية الى ربوع هذا البلد آخذين بنظر الاعتبار مدة ما بعد تقدم العمليات العسكرية لتحرير الموصل”.

وأشار البيان إلى، أن “الجانب العراقي أعرب أيضاً عن توقعاته الكبيرة لزيادة حضور الشركات اليابانية في العراق، وعزمه لبذل الجهود المتواصلة لبناء علاقات ثنائية متعددة الطبقات” ، لافتا الى أن “العراق واليابان وقعا المذكرات المتبادلة بشأن مشروع إعادة تأهيل قطاع الكهرباء، المرحلة الثالثة، الذي يتضمن قرضاً ميسراً جديداً، حيث وقعه السفير الياباني في العراق، فوميو إيواي، ووكيل وزير المالية فاضل عثمان .

© الصباح الجديد 2018