13 01 2018

مؤكداً أن تلبية الطلب ستكون من خلال مزيج متنوع من المصادر

أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» ومجموعة شركاتها، أن النمو المتوقع في الاقتصاد العالمي - ولا سيما في الدول غير الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية - سيؤدي إلى رفع الطلب على الطاقة إلى مستويات لا يمكن تلبيتها عبر مصدر واحد بل من خلال مزيج متنوع من المصادر.

وقال معاليه - خلال الكلمة التي ألقاها في الدورة الثانية من منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي - إن «الهدف الأساسي لقطاع الطاقة العالمي هو توفير إمدادات آمنة وموثوقة ومستقرة خاصة مع التغيرات التي تشهدها الأسواق وزيادة معدلات استهلاك الطاقة المتوقع أن ترتفع بنسبة 25 في المئة بحلول عام 2040».

وأضاف: «نجتمع في دورة هذا العام من المنتدى بالتزامن مع انتعاش الاقتصاد العالمي إلى مستويات هي الأفضل خلال العقد الماضي، وسيسهم هذا النمو الاقتصادي في زيادة الطلب على الطاقة والمتوقع أن يرتفع بنسبة لا تقل عن 25 بحلول عام 2040 وهذا يعني أنه لا يمكن تلبية هذا الطلب من خلال مصدر واحد وإنما سيتم الاعتماد على مزيج متنوع من مصادر الطاقة، وستستمر الموارد الهيدروكربونية في القيام بدور حيوي في تلبية هذا الطلب، حيث من المتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي على النفط وحده -مع نهاية العام الحالي- 100 مليون برميل يومياً».

استراتيجية جديدة

وأشار معالي الدكتور الجابر إلى استجابة «أدنوك» للمتغيرات التي تشهدها أسواق الطاقة بالقول «تنفيذاً لتوجيهات القيادة، وضعت (أدنوك) استراتيجية جديدة تركز على الاستفادة من نموذج عمل الشركة المرن والبناء عليه وتطويره لتعزيز الأداء وإحداث نقلة نوعية قائمة على النمو الذكي وتعزيز القيمة وتحسين هيكلية رأس المال، حيث أصبحت تقدم نموذجاً جديداً في منهجية عمل شركات النفط الوطنية».

وبين معاليه أن استراتيجية أدنوك 2030 للنمو الذكي تهدف إلى الاستفادة من النمو الاقتصادي العالمي المتوقع وارتفاع الطلب على النفط والمنتجات البتروكيماوية، ولا سيما في الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، موضحاً أنه في الوقت الذي تستجيب فيه الشركة لديناميكيات السوق المتغيرة، ستواصل «أدنوك» توسيع شراكاتها الاستراتيجية وتعزيز العائد الاقتصادي والسعي إلى زيادة الوصول إلى الأسواق الحالية والجديدة.

وتشمل استراتيجية «أدنوك» للنمو الذكي إنشاء أكبر موقع متكامل للتكرير والكيماويات على مستوى العالم في دولة الإمارات الذي سيسهم في زيادة قدرة التكرير الخام بنسبة 60% وزيادة إنتاج البتروكيماويات بأكثر من 3 أضعاف.

وعند اكتمال مشروع التوسعة ستقوم أدنوك بتحويل 20% من النفط الخام إلى مواد كيميائية وتنويع مجموعة منتجاتها عالية القيمة للحد من تأثير تغيرات أسعار النفط.

تسارع الابتكارات

وقال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر في كلمته إنه مع تسارع وتيرة الابتكارات الجديدة يجب أن يتحلى قطاع الطاقة بمزيد من المرونة والذكاء والقدرة على الاستجابة والاستفادة من هذه الابتكارات وأن يتعاون مع شركاء من خارج القطاع لتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات العالم المتنامية من الطاقة.

وأضاف معاليه: «نحن ندخل حقبة من الزمن أصبحت فيها التكنولوجيا قادرة على توفير ميزة استباق الفرص والبقاء في الطليعة، حيث بدأ الذكاء الاصطناعي بالفعل في تحويل آليات العمل في قطاعات متنوعة مثل الصناعة وتجارة التجزئة والخدمات المالية، والآن يتم تطبيق الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة».

ولفت معاليه إلى الدور الذي يلعبه الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في النقلة النوعية التي تشهدها أدنوك بالقول «نعمل على استكشاف الطرق التي يمكن للذكاء الاصطناعي من خلالها المساهمة في رفع الكفاءة وتعزيز المرونة والارتقاء بالأداء وكذلك إمكانية الاستفادة من تحليل البيانات لتكوين معرفة دقيقة عن العمليات سواء فوق سطح الأرض أو تحتها».

توجهات القطاع

وفي ختام كلمته، أشاد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر بمنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي ودوره في تسليط الضوء على توجهات قطاع الطاقة العالمي وفي توفير منصة تجمع الأطراف الفاعلة على مستوى العالم لمناقشة أهم المواضيع المرتبطة بالقطاع وكذلك في توفير منصة مثالية تجمع قيادات وشخصيات مؤثرة للتباحث والخروج بأفكار تسهم في تقدم قطاع الطاقة.

وينعقد المنتدى لمدة يومين بالتعاون مع وزارة الطاقة والصناعة وشركات «أدنوك» و«مبادلة» و«آيبيك» و«مصدر» ويشارك في فعالياته أكثر من 350 متحدثاً يمثلون أكبر الشركات والمؤسسات الفاعلة في قطاع الطاقة على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتم إطلاق المنتدى في عام 2017 كجزء من أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي يضم عدداً من الفعاليات الرئيسة مثل الاجتماع السنوي للجمعية العامة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة «آيرينا» والقمة العالمية لطاقة المستقبل.

منصة مثالية

يشكل المنتدى منصة مثالية تسهم في تحديد أجندة الطاقة لعام 2018 وتعزيز التفاهم حول أسواق الطاقة وتحفيز الجهود الرامية إلى ابتكار التقنيات الحديثة في مجال الطاقة وتحقيق التنمية المستدامة.

ويقع المقر الرئيسي للمجلس الأطلسي في العاصمة الأميركية واشنطن، حيث يمثل مؤسسة بحثية تعنى بتعزيز الشراكات وتشجيع النقاشات البناءة حول المواضيع والقضايا الدولية الملحة.

© البيان 2018