25 05 2018

الخبراء يحثّون الشركات على تبنّي منهج فعال لمتابعة واصطياد التهديدات

أكد المشاركون في «مؤتمر ومعرض الخليج لأمن المعلومات» (جيسيك 2018) على أن تبنّي منهج عملٍ استباقي والشروع في متابعة وتصيّد التهديدات الإلكترونية يمثل الميزة الأبرز للحكومات والشركات التي تنشد التصدّي إلى هذه الهجمات المسببة لتعطّل وشلل منظومات العمل، والتي تكافح أيضاً للحد من الأضرار الناجمة عن الاختراقات الأمنية الكبيرة.

وفي الواقع، يتزايد عدد وشدّة الهجمات الإلكترونية كل يوم تقريباً في جميع أنحاء العالم؛ وتعتبر مناطق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إحدى أكثر المناطق تضرراً وتأثراً بتلك الهجمات.

حيث يشير تقرير أصدرته مؤخراً شركة (برايس ووترهاوس كوبرز) (PwC) إلى أن 56% من الشركات المستطلعة آراؤها في المنطقة تتكبّد خسائر تفوق قيمتها 500 ألف دولار أمريكي من جراء الهجمة الإلكترونية الواحدة، وذلك مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 33%.

وتدرك شركات القطاع الخاص الحاجة الماسّة لاتخاذ إجراءات فعالّة وناجعة في هذا المضمار؛ خصوصاً مع التوقعات ببلوغ الإنفاق على تكنولوجيا المعلومات والأمن في المنطقة 155 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية هذا العام وفقاً للإحصائيات الصادرة عن مؤسسة الدراسات والأبحاث (جارتنر)، وذلك إلى جانب ارتفاع قيمة سوق الأمن الإلكتروني في الشرق الأوسط إلى 22 مليار دولار بحلول عام 2022.

أجندة أعمال

وفي هذا الإطار، ساهم «معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات» (جيسيك 2018) في تحديد أجندة أعمال واعدة لهذا القطاع في المنطقة خلال المرحلة القادمة. إذ تمحور التركيز الأساسي خلال هذا الحدث حول تزايد اهتمام القطاعين العام والخاص في المنطقة باتخاذ خطوات جديّة لتعزيز الأمن الإلكتروني، والشروع في مبادرات لرصد وتصيّد التهديدات المحتملة.

وبحسب المعلومات الصادرة عن شركة (ريكورديد فيوتشر) السويديّة الأمريكية المتخصصة بالتهديدات الإلكترونية على مستوى الشركات والأمن الوطني، فإن نهج (اصطياد التهديدات) بدأ ينتشر في المنطقة لأنه يمثل مفهوماً جديداً نسبياً.

رصد التهديدات

بهذا السياق، قال كريس بيس، خبير دعم التكنولوجيا لدى شركة (ريكورديد فيوتشر): «تشهد الشركات في كثير من الأحيان اليوم أنشطة تقصي واسعة النطاق لرصد التهديدات المحتملة؛ الأمر الذي ينبع من سعي هذه الشركات لإيجاد الحلول الأمثل للمشكلات الحالية التي تواجهها. ويقع على عاتق الشركات اليوم لفت انتباه كوادر موظفيها دوماً حول أهمية تعزيز جدران الحماية، ورصد أي تهديدات محتملة، والسعي لاستكشاف الأشخاص أو الجهات التي تقف وراء تلك الهجمات وكذلك الأماكن التي تنطلق منها».

وتعليقاً على ذلك، قال ريك ماكلروي، المحلل الاستراتيجي بمجال الحماية لدى الشركة:»التزمت العديد من الشركات باستخدام أنظمة مكافحة الفيروسات وتطبيق أساليب الكشف والوقاية كاستراتيجية أساسية لتعزيز الأمن الإلكتروني، وذلك اعتقاداً منها بأن هذه الإجراءات تضمن لها حماية فعالة ضد أية تهديدات إلكترونية.

ولكن تلك الشركات أصبحت على يقينٍ اليوم بأنها لم تتمتع قط بأي حماية، بل اقتصر الأمر على إنفاق الأموال الطائلة سدىً وهدر الكثير من الموارد«.

وتجدر الإشارة أن فعاليات الدورة المقبلة من»معرض ومؤتمر الخليج لأمن المعلومات«(جيسيك) و»معرض إنترنت الأشياء) ستنعقد بحلول أبريل 2019 في مركز دبي التجاري العالمي.

استقطاب

استقطب «أسبوع تكنولوجيا المستقبل 2018» ما يزيد عن 7,500 من خبراء الأمن الإلكتروني وإنترنت الأشياء والمدن الذكية، وذلك بهدف التواصل وتبادل المعرفة وإبرام الصفقات، والتحاور حول أحدث الحلول والخدمات التي من شأنها تغيير طريقة معيشة وعمل الناس في المستقبل.

© البيان 2018