رغم تراجع استخدام الهاتف الأرضى عالمياً، إلا أنه مازال يمثل للبعض نوعا من الحنين إلى الماضى بعيدا عن ضجيج التكنولوجيا المتطورة والتى أصبحت رغم أهميتها وإيجابياتها، إلا أنها أصبحت تطارد البعض ومنها الهاتف المحمول الذى يتصدر جميع اهتمامات المواطنين بداية من استخدامه الأساسى كوسيلة للاتصال، والتى زادت أكثر مع ظهور خلال شبكات التواصل الاجتماعى مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام وخدمات التراسل مثل فيسبوك ماسينجر وواتساب وغيرها، إضافة إلى إنجاز أعمال عديدة عبر التطبيقات المختلفة.

وفى مصر، تتجه شركات المحمول الثلاث "فودافون وأورنج واتصالات" لتشغيل 3 رخص جديدة للهاتف الأرضى خلال النصف الثانى من 2018، عقب الانتهاء من الاتفاقيات الفنية والتجارية مع الشركة المصرية للاتصالات والتى ستقدم الشركات الثلاث الخدمة عبر شبكتها.

وعلى الرغم من استمرار تراجع مشتركى الهاتف الثابت أمام الهواتف المحمولة، إلا أن شركات المحمول تسعى لتقديم الخدمة والتى ستمكنها من تقديم خدمات متكاملة أسوة بالشركة المصرية للاتصالات التى تحولت إلى مشغل متكامل.

وترى شركات المحمول، أن هذه الخدمة ستمكنها من تقديم عروض لخدمات متكاملة للأسر والأفراد، وزيادة مشتركى الإنترنت ADSL والذى يعتمد على الخطوط الأرضية، غير أنها ستركز على تقديم تلك الخدمات للمشتركين فى المدن الجديدة.

فيما أكد مسئول بالجهاز القومى لتنظيم الاتصالات، لـ"اليوم السابع"، أن الجهاز يبحث اعتماد أكواد جديدة للتليفون الأرضى لشركات المحمول الثلاث، والتى قد تصل إلى 3.2 مليون كود.

وطرحت الحكومة 3 رخص للهاتف الثابت لشركات أورنج وفودافون واتصالات لتقديم الخدمة إلى جانب الشركة المصرية للاتصالات المشغل الوحيد لها فى السوق المصرى، وقامت الشركات الثلاث بشراء هذه الرخص فى منتصف أكتوبر 2015، بقيمة 11.2 مليار دولار للرخصة الواحدة ضمن إطار الترخيص الموحد للاتصالات الذى كان يشمل رخص الجيل الرابع إضافة إلى رخص الاتصالات الدولية.

وبدأت خدمات التليفون الأرضى بمصر عام 1881 حيث تم إنشاء أول خط تليفون ثابت يربط بين القاهرة والإسكندرية، على الرغم من إنشاء الشركة المصرية للاتصالات فى عام 1854 وهى من أقدم شركات الاتصالات فى العالم، وكانت تسمى وقتها باسم الشركة الشرقية للتليفونات والتلغراف، وفى عام 1952 اطلق عليها اسم الهيئة المصرية للاتصالات السلكية و اللاسلكية، وتم تحويلها إلى شركة مساهمة فى عام 1998 تحت اسم المصرية للاتصالات، وقامت عام 2006 بطرح نحو 20% من أسهمها فى البورصة وتحولت إلى مشغل متكامل فى عام 2017 بعد حصولها على رخصة محمول ضمن إطار الترخيص الموحد للاتصالات وسمحت الحكومة لشركات المحمول فى السوق من تقديم خدمات الهاتف الثابت لأول مرة إلى جانب المصرية للاتصالات.

ويصل عدد عملاء الهاتف الثابت إلى  6.29 مليون مشترك فى يونيو 2017، بينما وصل عدد مشتركى الهاتف الثابت وفقا لنوع الاشتراك الحكومى نحو 2% من إجمالى المشتركين وعدد المشتركين تجارى 9% وعدد المشتركين منازل 89%، وتستمر نسبة توزيع الانترنت فائق السرعة ADSLعلى المحافظات كما هى وفقا لأخر تقرير لوزارة الاتصالات، حيث مازالت القاهرة الكبرى تستحوذ على النسبة الأكبر من مشتركى الإنترنت بنسبة 43% تليها الدلتا بنسبة 29% والإسكندرية ومطروح 11% وقبلى 11% ومدن القناة وسيناء والبحر الأحمر 6%.

© Al-Youm Al-Sabea 2018