لا تزال العلاقات التجارية العالمية متوترة والتي من المرجح أن تزداد حدتها، بعد أن جهزت أوروبا خطة مفصلة من شأنها رفع الرسوم على ما قيمته 300 مليار دولار من المنتجات الأميركية وذلك في حال فرض الرئيس «ترامب» رسوما جديدة على السيارات الأوروبية المستوردة.

ولقد زادت هذه النزاعات من حدة المخاطر وتسببت في زعزعة الأسواق، إذ ولدت الكثير من الضغوط السلبية على سوق الصين للأوراق المالية وعملتها «الرنمينبي»، حيث شهدت الصين ارتفاعا ملحوظا في خروج رؤوس الأموال من أسواقها، وهي بذلك ليست إلا جزءا من حركة خروج متنامية شملت الأسواق الناشئة.

وقد استمر المستثمرون في سحب أموالهم من الاقتصادات الناشئة، وتسارعت هذه السحوبات في يونيو على إثر ارتفاع الفائدة وقوة الدولار والتوتر التجاري. وحسب معهد التمويل الدولي فإن قيمة الاستثمارات التي سحبت من هذه الأسواق وتوجهت نحو الأسواق الآمنة قد ارتفعت إلى 8 مليارات دولار في يونيو من 6.3 مليارات دولار في مايو.

وتوقع التقرير ان تستمر التدفقات إلى الخارج في الأشهر المقبلة في رد فعل للتشدد في السياسة النقدية المتوقع في أميركا.

كما أن الارتفاع في قيمة الدولار سيزيد من عبء دين الأسواق، وسيزداد هذا الأثر أيضا بعد الرفع المحتمل في الفائدة من قبل هذه الأسواق في محاولة لتعويض الخسائر الرأسمالية.

تحسن اقتصادات الخليج

بدأت الآفاق الاقتصادية للمنطقة بالتحسن في ظل ارتفاع أسعار النفط وبرامج الحكومات للتحفيز الاقتصادي، حيث تشير بيانات نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للربع الأول من العام 2018 إلى أن قطاع السعودية غير النفطي قد حقق نموا بواقع 1.6% على أساس سنوي في الربع الأول من 2018، وارتفاعه في الكويت بواقع 3.1% وفي قطر بواقع 5% على أساس سنوي. أما في الإمارات، فقد ضاعفت السلطات جهودها لتحسين بيئة الأعمال المحلية وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر. بدورها، أعلنت السلطات في أبوظبي تقديم حزمة لإنعاش الاقتصاد والنمو بقيمة 13.6 مليار دولار.

الاقتصاد الأميركي يحافظ على قوته

وذكر التقرير أن الاقتصاد الأميركي حافظ على قوة نموه بعد الضعف الذي شهده في الربع الأول حسب بيانات الربع الثاني المشجعة، مع تسجيل مؤشرات الاقتصاد لشهري مايو ويونيو مستويات جيدة. حيث ارتفع التضخم في أسعار المستهلك إلى 2.9% في شهر يونيو، مسجلا الارتفاع السادس له على التوالي.

وزادت احتمالية رفع الفائدة من قبل مجلس الاحتياط الفيدرالي نتيجة قوة الأداء الاقتصادي واقتراب التضخم من بلوغ هدفه.

وتوقع التقرير أن يرفع الفيدرالي الفائدة مرتين إضافيتين قبل نهاية العام وقد يرفعها في العام 2019 لـ 3 مرات إضافية.

تأثر سوق الصين وعملتها

تأثرت عملة الصين الرينمينبي سلبا بعدة عوامل في يونيو ومطلع يوليو، مما أدى إلى تدخل البنك المركزي الصيني لدعم استقرار السوق، فقد سجلت العملة أسوأ أداء لها على الإطلاق في يونيو بعد أن تراجعت بواقع 3.3% مقابل الدولار، حيث واجهت ضغوطا نتجت عن قوة الدولار، والسياسة النقدية المحلية الميسرة واستمرار المخاوف من حرب تجارية مع أميركا.

© Al Anba 2018