من ستيف هولاند

واشنطن 20 مارس آذار (رويترز) - ناقش الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التوتر مع إيران والحملة العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن والتي تعرضت لانتقادات في الكونجرس أثناء اجتماعهما يوم الثلاثاء.

والمحادثات التي جرت في البيت الأبيض جزء من أول زيارة للأمير محمد إلى الولايات المتحدة منذ أن أصبح وليا للعهد في يونيو حزيران. وعزز الأمير سلطاته ومن المرجح أن يحكم لعدة عقود إذا خلف والده.

ورغم أن الأمير (32 عاما) نال استحسان الغرب لسعيه لتخفيف اعتماد السعودية على النفط والتصدي للفساد المزمن وإصلاح المملكة المحافظة، فإن شدة حملة مكافحة الفساد التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني والسرية التي أحيطت بها أثارت قلق بعض المستثمرين.

وتشمل رحلة الأمير زيارات لمدن نيويورك وبوسطن وسياتل ولوس انجليس وسان فرانسيسكو وهيوستون.

وأكد ترامب وولي العهد على قوة العلاقات الأمريكية السعودية التي توترت في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وشعرت المملكة، حليف الولايات المتحدة منذ عقود طويلة، بالتجاهل مع سعي أوباما للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، غريمة الرياض في المنطقة، في عام 2015.

وقال ترامب الذي كان يجلس جنبا إلى جنب مع الأمير محمد في المكتب البيضاوي "أصبحنا أصدقاء جيدين جدا خلال فترة قصيرة من الزمن" ووضعنا رسوما توضيحية تظهر نطاق عمليات الشراء السعودية للمعدات العسكرية الأمريكية وما قال إنه عدد الوظائف الأمريكية التي توفرها.

وقال ترامب للصحفيين خلال جلسة تصوير مع ولي العهد "العلاقة الآن ربما هي في أفضل أحوالها ولن تشهد على الأرجح سوى مزيد من التحسن. هناك استثمارات هائلة في بلادنا وهذا يعني فرص عمل لعمالنا".

وأشاد الأمير محمد، في حديث نادر باللغة الإنجليزية علنا، بالتحالف الأمريكي السعودي.

* محادثات إيران

يريد كل من ترامب وولي العهد تقييد نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط. ووصفت السعودية أمس الاثنين الاتفاق النووي الإيراني بأنه "اتفاق معيب" وأوضح ترامب أنه يعتزم الخروج من الاتفاق ما لم يتم إدخال تعديلات عليه.

وقال ترامب "سنرى ما سيحدث".

وأضاف "لكن إيران لا تتعامل مع هذا الجزء من العالم أو مع العالم نفسه بشكل مناسب. هناك الكثير من الأشياء السيئة تحدث في إيران. الصفقة ستظهر خلال شهر وسنرى ما سيحدث".

ومن المقرر أيضا أن يتناول الأمير العشاء مع جاريد كوشنر، مستشار ترامب وزوج ابنته، إلى جانب جيسون جرينبلات، وهما الرجلان في إدارة ترامب اللذان يشرفان على جهود السلام في الشرق الأوسط.

وتجمع بين الأمير محمد وكوشنر علاقة وثيقة تعرضت في بعض الأحيان لانتقادات في واشنطن بسبب تجاوزها للقنوات الدبلوماسية المعتادة.

ومن المقرر أن يلتقي ولي العهد مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي، الذين انتقد بعضهم الحملة السعودية في اليمن، ولا سيما الوضع الإنساني والخسائر في صفوف المدنيين.

وأشاد زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش مكونيل بالمملكة وانتقد اليوم قرارا ضد التدخل الأمريكي في الصراع في اليمن من المقرر طرحه للتصويت في وقت لاحق اليوم.

وقال السناتور بيرني ساندرز، أحد رعاة القرار، إن الولايات المتحدة، وهي مورد رئيسي للأسلحة إلى السعودية وتقدم الدعم الاستخباراتي واللوجستي للسعوديين في اليمن، يجب ألا تشارك في الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات وتسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

ويقاتل التحالف الذي تقوده السعودية الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين ينفون تلقي أي مساعدة من طهران ويقولون إنهم يخوضون ثورة ضد سياسيين فاسدين وقوى خليجية تابعة للغرب.

ومن المرجح أيضا مناقشة الخلاف بين المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والبحرين من جهة وقطر من جهة أخرى خلال الاجتماع.

ويقول مسؤولون أمريكيون كبار إن ترامب يريد تسوية النزاع، على الرغم من أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وصف القضية بأنها "قضية صغيرة جدا".

وواشنطن هي المحطة الأولى في زيارة ولي العهد للولايات المتحدة، حيث سيجتمع مع رجال الأعمال والصناعة في الولايات المتحدة سعيا لاجتذاب استثمارات. وتحرص إدارة ترامب على توقيع صفقات بمليارات الدولارات لصالح الشركات الأمريكية.

 

 

(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)