23 01 2018

جاءت دول مجلس التعاون الخليجي في صدارة الأسواق الناشئة العالمية في مجال مناخ مزاولة الأعمال والبنى التحتية وشبكات النقل، بحسب «مؤشر أجيليتي اللوجيستي للأسواق الناشئة 2018».

فعلى صعيد مناخ مزاولة الأعمال، تفوّقت كل من الإمارات، وسلطنة عُمان، والبحرين، على جميع الدول الـ 50 المشمولة بالمؤشر الذي يدرس التنافسية الاقتصادية للأسواق الناشئة العالمية، فيما تبوأت المملكة العربية السعودية المرتبة 8، والكويت المرتبة 16.

وحصدت دول المنطقة أيضاً مراكز متقدمة جداً وقريبة من الصدارة في المؤشر في جودة البنى التحتية وشبكات النقل، حيث حلت الإمارات في المرتبة الأولى، والبحرين في المرتبة الخامسة، وسلطنة عمان السادسة، أما المملكة العربية السعودية فجاءت في المرتبة السابعة.

وقال الرئيس التنفيذي لـ «أجيليتي للخدمات اللوجيستية العالمية المتكاملة» في الشرق الأوسط وأفريقيا، إلياس منعم «تتجه دول مجلس التعاون بقوة إلى تعزيز النمو الاقتصادي غير القائم على قطاع الطاقة، مع توفير مزيد من فرص العمل، واجتذاب الاستثمارات الجديدة وتطوير المنظومات الاقتصادية القائمة على المعرفة».

وأضاف «يتيح الخليج اليوم إمكانيات أسهل من أي وقت مضى لإطلاق أو شراء الشركات، والترويج والتسويق للأفكار الجيدة، والعثور على المواهب الشابة وتوظيفها، والتواصل مع الاقتصاد العالمي».

وأشار منعم إلى أن الاقتصادات الكبيرة وسريعة النمو لكل من الصين والهند تبقى دون منازع في صدارة المؤشر الذي دخل عامه التاسع، والذي يقدم نظرة موسعة للقدرة التنافسية الاقتصادية، ويتضمن استبياناً شارك فيه أكثر من 500 من المسؤولين التنفيذيين في مجال الخدمات اللوجيستية من أنحاء مختلفة من العالم، وتحليلاً قائماً على بيانات 50 من الأسواق الناشئة لتصنيفها بناءً على أحجامها، وظروف مزاولة الأعمال فيها، وبنيتها التحتية وشبكات النقل فيها.

وأفاد أنه من اللافت في مؤشر هذا العام التقدم الكبير الذي حققته مصر بعد ارتقائها 6 مراتب لتحل في المركز 14، ما يعتبر أكبر قفزة إيجابية يحققها أي سوق ناشئ في المؤشر.

وأشارت «أجيليتي» إلى أن القفزة الكبيرة التي حققتها مصر تعزى إلى تحسّن ظروف مزاولة الأعمال في البلاد، حيث سجلت ارتفاعاً بمقدار 26 مرتبة في معيار «توافق السوق»، وهي الفئة التي تعاين ظروف مزاولة الأعمال.

وأوضحت أن هذا التقدم أكبر قفزة من نوعها لأي دولة ضمن أي فئة منذ إطلاق المؤشر للمرة الأولى عام 2010، لافتة في الوقت عينه إلى أن القاهرة سجلت تحسناً بواقع 3 مراكز في الفئة التي تقيم جودة البنى التحتية وشبكات النقل.

وأفادت الشركة أن آفاق النمو في الأسواق الناشئة أكثر إشراقاً مما كانت عليه في السنوات الماضية بالنسبة للمديرين التنفيذيين في قطاع الخدمات اللوجستية الذين يرجحون أن تكون الشركات الصغيرة والمتوسطة هي المستفيد الأكبر من التسارع الذي تشهده هذه الأسواق في الآونة الأخيرة.

وبيّنت أن ما يقرب ثلثي الذين شملهم الاستطلاع يتفقون مع توقعات صندوق النقد الدولي لعام 2018 التي تشير إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للأسواق الناشئة سينمو بين 4.8 و4.9 في المئة، مؤكدة أن هذا التوسع سيكون الأسرع للأسواق الناشئة منذ عام 2013، ومعدل النمو الأكبر للسنة الثانية على التوالي للدول النامية التي شهدت تباطؤاً كبيراً منذ حققت ناتجا محليا إجماليا بنسبة 7.4 في المئة خلال عام 2010.

وأضافت أن متخصصي سلاسل الإمداد لم يجمعوا على رأي بخصوص سياسة «حافة الهاوية» التي تنتهجها إدارة ترامب في التعامل مع المكسيك وكندا في مفاوضات تحديث اتفاقية التجارة الحرة لدول أميركا الشمالية (نافتا)، مبينة أن هناك تبايناً حاداً في الآراء حول إذا ما كان توقيع اتفاقية جديدة سيساعد المكسيك (24.3 في المئة) أو سيلحق الضرر بها (21.8 في المئة) أو لن يؤدي إلى أي تغيير في النشاط التجاري (25.7 في المئة).

وذكرت الشركة أن المديرين اللوجستيين لم يبدوا أي قلق، في الوقت الحالي، تجاه تأثر الأسواق الناشئة سلباً بخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، حيث قال نحو 45 في المئة منهم إن الأسواق الناشئة لن تتأثر، في حين أفاد 25.4 في المئة بأن الأسواق الناشئة قد تكسب من هذا التخارج عبر نمو فرص الدخول إلى سوق جديدة.
وتابعت أن نحو 55 في المئة من المشمولين في الاستبيان أعربوا عن اعتقادهم بأن الشركات الصغيرة والمتوسطة (أي التي يقل عدد موظفيها عن 250 موظفا) ستكون المستفيد الأكبر من نمو الأسواق الناشئة، بينما أفاد 25 في المئة بأن الشركات الكبيرة ستكون المستفيد الأكبر.

ونوهت الشركة إلى أن جاذبية القوة العاملة الرخيصة تراجعت بصفتها دافعاً لنمو الأسواق الناشئة في أعين المختصين في مجال الخدمات اللوجستية، حيث أشار المشاركون في الاستبيان إلى أنهم يولون أهمية أكبر لعوامل النمو الاقتصادي والاستثمار الأجنبي، وحجم التبادلات التجارية، بالإضافة إلى الموقع الجغرافي والبنية التحتية لشبكات النقل.

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «ترانسبورت إنتلجنس» جون مانرز بيل «اتسمت الأسواق الناشئة خلال العام الماضي بظروف سوق مواتية بالتزامن مع نمو تجاري هو الأكثر صحية منذ سنوات عدة، ومع ذلك، هناك العديد من الوقائع التي لم تتكشف تماماً بعد، مثل ديون الصين وإعادة التفاوض على (نافتا)، والتحول السياسي والاقتصادي المستمر في الشرق الأوسط».

© Al- Rai 2018