يسعى لبنان إلى توسيع حدوده البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل، ليضيف أكثر من 1,400 كيلومتر مربع للبنان، وهي خطوة أثارت استياء إسرائيل. 

غير أن الرئيس اللبناني ميشال عون رفض، يوم الثلاثاء الماضي بحسب بيان للرئاسة اللبنانية، التوقيع على مشروع مرسوم توسيع الحدود البحرية، وقال إنه لا بد من موافقة مجلس الوزراء بأكمله على المشروع، وذلك بعدما كان رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وافق عليه يوم الاثنين. 

وموافقة الرئيس على القرارات إلزامية منذ أن استقالت الحكومة اللبنانية في أغسطس الماضي لحين مراجعتها وإقرارها من الحكومة الجديدة المنتظر تشكيلها. 

فما هدف لبنان من تلك الخطوة؟ ولماذا الآن؟ وما سبب استياء إسرائيل؟ 

ماذا يعني توسيع الحدود البحرية؟ 

قال جميل حمود، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة رفيق الحريري اللبنانية، في حديث إلى زاوية عربي، إن خطوة لبنان "ستوسع المنطقة المتنازع عليها مع إسرائيل" لتصبح 2,290 كيلومتر مربع بدلا من 860 كيلومتر مربع الحالية وهي محاذية وتتداخل مع ثلاث مناطق نفطية تعرف بأرقام  (8 و9و10). 

وأضاف حمود أن الـ 1,430 كيلومتر مربع الإضافية التي ستضاف للمنطقة المتنازع عليها ستمر  بحقل كاريش النفطي الخاضع حاليا للتطوير من قبل إسرائيل. 

ما العائد على لبنان؟ 

قال عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة رفيق الحريري إن ترسيم لبنان لحدوده البحرية سيعود على البلد بثلاثة أمور. 

أولها هو أن الحدود الجديدة ستعطي لبنان منطقة إضافية "تشير أغلب الدراسات إلى وقتنا هذا إلى أنها غنية بالنفط والغاز".  

أما العائد الثاني فهو أن الحدود البحرية الجديدة لا تجعل النزاع بين لبنان وإسرائيل يدور حول الـ 860 كيلومتر مربع التي من الممكن أن يأخذ لبنان جزء منها بالتفاوض، بل يصبح النزاع على إجمالي المساحة (2,290 كيلومتر مربع)، وفق حمود. 

وبدأ لبنان وإسرائيل في أكتوبر الماضي محادثات لمعالجة النزاع طويل الأمد حول الحدود في مياه البحر المتوسط، بوساطة أمريكية. 

وأخيرا، قال حمود إن الحدود الجديدة تبعد إمكانية مشاركة إسرائيل في الرقع النفطية (8 و9و10). 

لماذا الآن؟ 

يرجع توقيت قرار لبنان توسيع حدوده البحرية، وفق حمود، إلى عاملين: الأول هو  ان الحكومة  قد تسلمت الدراسات التي أجراها قطاع الهندسة بالجيش اللبناني عن الحدود في عام 2019، ولكن تسبب عدم توافق الأطراف في السلطة وقتها في تأخر  القرار حتى أبريل من عام 2021. 

أما العامل الثاني، فهو رغبة لبنان في استباق الأحداث قبل أن "تبدأ إسرائيل الاستثمار في حقل كاريش، حتى لا يصبح استثمار النفط في الحقل أمر واقع يفرض على لبنان من طرف واحد". 

لماذا إسرائيل غاضبة؟ 

قال حمود إن "إسرائيل ستكون بالطبع في موضع المتضرر" بقرار لبنان ترسيم حدوده البحرية. 

وأوضح أنه من ناحية فإن تل أبيب قد تخسر جزء كبير من مساحة الـ 1,430 كيلومتر مربع الإضافية التي ستصبح موضع نزاع وتفاوض، ومن ناحية أخرى فإن التفاوض على هذه المساحة يضع حقل كاريش الإسرائيلي على طاولة التفاوض بين لبنان وإسرائيل وبالتالي قد يصبح لبنان شريك في حقل كاريش. 

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز، يوم الاثنين الماضي بحسب وكالة رويترز، إن سعي لبنان لتوسيع حدوده سيخرج المفاوضات بين البلدين عن مسارها، وحذر من ان إسرائيل ستتخذ "خطوات موازية". 

 

إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي) 

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com) 

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام