من شريف ماهر, صحفي بموقع زاوية عربي

 

الوضع الحالي

عندما بدأ أمجد إسماعيل المقيم في الولايات المتحدة البحث عن منزل لشرائه في منطقة وودبريدج في ولاية فيرجينيا الأمريكية قبل أكثر من عام كان قد عقد العزم على أن يلجأ لمؤسسة للتمويل الإسلامي لرغبته في عدم اللجوء للتمويل التقليدي الذي يصفه بالربوي.

وقال أمجد "الدافع الأساسي وراء لجوئي للتمويل الإسلامي هو الدافع الديني حيث إن الربا يعتبر من الكبائر في الإسلام والإنسان يحاول تجنب التعامل بهذه الطريقة".

"لكن هناك أيضا دافع اقتصادي هو ما اعتبره ميزه هو أنني إذا تعثرت في الدفع فإن البنك أو الشركة ملزمة بدفع النقود التي دفعتها أو على الأقل نسبة الأصل التي تم تقسيطها إذا تم بيع البيت وليس الاستيلاء عليه كما تفعل البنوك الأخرى."

 أغلب الهيئات التي تقدم خدمات التمويل العقاري الإسلامي في الولايات المتحدة تشترط دفع نحو 20 % من ثمن العقار في مقابل نسبة تتراوح بين 3% إلى 5% , تقسط شهريا على مدار سنة او عدة سنوات, التي تقدمها البنوك غير الإسلامية.

وقال أمجد: "الفارق أيضا هو فكرة الطرف الثالث حيث إن البنوك التقليدية تقوم بإقراض النقود لك في مقابل نسبة فائدة في حين تقوم البنوك الإسلامية بالمشاركة مع المالك بالنسبة وتطبق مبدأ البيع بالتقسيط".

 

مبادئ التمويل الإسلامي تتضمن:

مبدأ الاعتماد على الأصول: أن تكون الأرباح قائمة على إنتاج السلع أو الخدمات.  

مبدأ التشارك: لا يعني عدم فرض فوائد ألا تكون هناك زيادة في رأس المال المستثمر لكن هذا النمو يحدث من خلال التشارك في العملية الإنتاجية وليس من خلال إقراض المال بفائدة محددة مسبقا.

مبدأ الملكية: لا تبع ما لا تملكه, حيث يعرف التمويل الإسلامي بالتمويل القائم على الأصول.

( المصدر: تقرير لصندوق النقد الدولي صادر في مايو 2018)

وبحسب تقرير صندوق النقد الدولي, وصلت قيمة الأصول المالية الإسلامية الدولية إلى نحو 2 تريليون دولار.

وقد قرر صندوق النقد الدولي, بحسب هذا التقرير, تبني عدة قواعد لتنظيم التمويل الإسلامي وأضافها لاتفاقيات بازل الحاكمة للبنوك في العالم على أن يتم العمل بها رسميا بداية من يناير 2019.

                                          

 لماذا إذن لم يحدث النمو المتوقع في الولايات المتحدة؟

خلفية

رغم انطلاق خدمات التمويل الإسلامي في ثمانينات القرن الماضي في الولايات المتحدة إلا أنها لم تنمو بنفس الدرجة التي نمت بها سواء في الشرق الأوسط وآسيا أو في أوروبا حيث تقدم العديد من البنوك الكبرى خدمات التمويل الإسلامي وتصدر صكوكا إسلامية.

ويحتل التمويل الإسلامي في الولايات المتحدة نسبة هامشية من قيمة التمويل في أكبر اقتصاد في العالم.

وحسب موقع صكوك دوت كوم, المتخصص في أخبار الصكوك, ووكالة رويترز للأنباء فإن أخر اعلان عن إصدار أمريكي للصكوك الإسلامية في الولايات المتحدة كان من نصيب بنك يونيفرسيتي ومقره ولاية ميشيغان الأمريكية في عام 2016.

 وبحسب موقع شريعة بانكينغ دوت كوم المختص برصد أنشطة التمويل الإسلامي في العالم هناك نحو 25 مقدما للتمويل الإسلامي في الولايات المتحدة  في 17 ولاية أمريكية منهم فرجينيا وتكساس.

 

ما هو رأي الخبير؟

عبد الله هارون خبير التمويل الإسلامي, الذي يعمل مع  صندوق النقد الدولي والمقيم في  العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي يقول متحدثا بصفته الشخصية كخبير اقتصادي وليس باسم الصندوق, ان السبب من عدم نمو الاقتصاد الإسلامي بالشكل  المتوقع له في الولايات المتحدة قد يرجع إلى انه ليس هناك "إطار عام لتنظيم التعاملات المالية الإسلامية في الولايات المتحدة حيث تفتقر البيئة التشريعية الأمريكية لتبني فعلي للمبادئ الحاكمة للتمويل الإسلامي التي تبناها صندوق النقد الدولي".

أشاد عبد الله بإجراءات صندوق النقد الدولي حيث قال :"تم تبني هذه المبادئ الأساسية من قبل صندوق النقد وضمها لاتفاقيات بازل الحاكمة للبنوك التقليدية لكي تصبح هذه المبادئ حاكمة أيضا للتعاملات البنكية والمالية في البنوك الإٍسلامية وبينها وبين بعضها وبينها وبين البنوك التقليدية الأخرى".

وأضاف عبد الله :"اعتقادي أن جهات التمويل الإسلامية فرصها أفضل داخل الولايات المتحدة في جانب تمويل المعاملات المالية والعقارات وليس في مجال الإيداعات أو الخدمات البنكية اليومية".

 

وماذا إذن حدث مع أمجد؟

أمجد اشترى بيته قبل ما يقرب من عام ونصف وقال في نهاية حواره معنا:

"تجربة التمويل الإسلامي ضمنت لي حقوقي كمالك لعقار في أن يصبح هذا العقار استثمارا في المستقبل حتى لو تغيرت ظروفي المالية أو تأخرت في الدفع لأنه حسب شروط التعاقد لن يكون هناك غرامة تأخير."

"التجربة رغم أنها تطلبت الكثير من الإجراءات التي ربما لم تكن مطلوبة في القروض العادية إلا أنها أرضت رغبتي في تجنب كبيرة الربا."

 

(قام بعمل اللقاءات الصحفية وكتابة المقال شريف ماهر. وقد عمل شريف صحفيا في عدة مؤسسات صحفية، منها البي بي سي والحرة)

(تحرير ياسمين صالح: yasmine.saleh@refinitiv.com)

 

© ZAWYA 2019