لا تتوقع وكالة موديز للتصنيف الائتماني العالمية فوائد اقتصادية كبيرة من اتفاق المصالحة الخليجية فيما عدا بعض الاستفادة الهامشية في حركة السياحة والتجارة وكذلك كأس العالم لكرة القدم الذي سيقام في الدوحة في 2022، بحسب مذكرة بحثية حديثة من موديز اطلعت عليها زاوية عربي.

خلفية سريعة عن المصالحة الخليجية

وقعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر الثلاثاء الماضي بيان العلا للمصالحة مع قطر في قمة خليجية عقدت بمحافظة العلا السعودية، حضرها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.

واتفق أطراف الأزمة الخليجية ومعهم مصر على استعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية وفتح الحدود الجوية والبحرية والبرية التي كانت مغلقة منذ منتصف عام 2017.

التفاصيل

(بحسب مذكرة موديز)

ذكرت موديز أن الأزمة الخليجية التي طال أمدها لأكثر من ثلاث سنوات ونصف أتاحت لقطر متسع من الوقت لبناء علاقات تجارية ومالية مع شركاء جدد من خارج دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى أن الروابط التجارية مع دول الخليج كانت محدودة قبل النزاع.

وقالت موديز إن أغلب واردات قطر من الخليج كانت قابلة للاستبدال نسبيا مثل مواد البناء وبعض المنتجات الصناعية الأساسية. كما أن قطر تحولت للاعتماد على مصادر من خارج دول مجلس التعاون الخليجي فيما يتعلق بإمدادات الغذاء.

ورغم المقاطعة استمرت قطر في توريد الغاز إلى دولة الإمارات العربية عبر خط أنابيب دولفين، بحسب ما قالته موديز.

وقالت موديز إنه رغم ذلك فإن المصالحة "سيكون لها بعض الفوائد الهامشية للسياحة والتجارة في المنطقة في وقت لا يزال كلا القطاعين يعاني من صدمة فيروس كورونا".

وأضافت موديز انه سيكون لإعادة فتح الحدود تأثير محدود على الإيرادات الحكومية والأداء المالي العام في دول مجلس التعاون الخليجي.

وقالت موديز إن النظام المالي في قطر قد يستفيد من المصالحة إذا عاد المقرضون والمودعون الذين انسحبوا عقب المقاطعة، وإن كانت البنوك القطرية نجحت بالفعل في إيجاد مصادر تمويل بديلة وقت الحصار لتحل محل الأموال التي خرجت بعد المقاطعة.

على الجانب الآخر تقول موديز إن دول مجلس التعاون الخليجي قد تستفيد من اتفاق المصالحة وخاصة دبي والسعودية مع إعادة فتح قنوات التجارة والاستثمار مع قطر لإنعاش قطاعي السياحة والعقارات. لكن هذه الفوائد المتوقعة أيضا لن تكون كبيرة إذ أن السياح القطريين يمثلون حوالي 1% فقط من زوار دبي قبل إغلاق الحدود.

وتعاني دول الخليج من تحديات اقتصادية كبيرة إثر تفشي فيروس كورونا وانخفاض أسعار البترول وانكمشت اقتصاداتها جميعا في 2020.

السياحة ستستفيد ولكن

قالت موديز إن فتح الحدود بين دول مجلس التعاون الخلجي وقطر سيسمح مرة أخرى بعودة زوار قطر من السعودية والبحرين والإمارات والذين كانوا يمثلون حوالي 40% من إجمالي الزائرين قبل المقاطعة.

ورغم ذلك فإن السياحة ليست مساهم رئيسي في الاقتصاد القطري حيث تمثل حوالي 9% فقط من الناتج المحلي الإجمالي، كما أن وباء كورونا سيحد من إمكانية عودة السياحة الخليجية بقوة في المدى القريب.

لكن على المدى المتوسط ستسمح اتفاقية المصالحة لمشجعي كرة القدم في المنطقة وخاصة من السعودية بحضور كأس العالم لكرة القدم 2022، بحسب ما قالته موديز.

وتعول قطر كثيرا على كأس العالم الذي سيعقد العام المقبل في إنعاش حركة السياحة والتجارة تستعد له بمجموعة كبيرة من المنشآت الرياضية والطرق والمواصلات العامة المتطورة.

كما سيسمح اتفاق المصالحة للخطوط الجوية القطرية باستئناف رحلاتها فوق بقية دول مجلس التعاون الخليجي، وتجنب استخدام المجال الجوي الإيراني والحد من استراتيجية قطر في الاعتماد على إيران.

للمزيد: كيف سيستفيد اقتصاد قطر والخليج من اتفاق المصالحة؟ وأيضا:

موديز: تعافي اقتصادات دول الخليج من كورونا سيستغرق من عامين إلى 3 سنوات

 

(إعداد عبدالقادر رمضان ويعمل عبدالقادر في موقع مصراوي المصري كما انه عمل سابقا في عدة مؤسسات منها، موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وجريدة البورصة المصرية، وقناة سي بي سي الفضائية المصرية)

(تحرير ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي من الأحد للخميس خلال أوقات العمل وتستخدم لغة عربية بسيطة.

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام