أهم ما جاء في الحوار:

-كان من المقرر أن يتولى تطوير العاصمة الإدارية شركة إماراتية عملاقة، لكن في النهاية شركات محلية قامت بذلك  

-تتراوح نسب التنفيذ في مشاريع المرحلة الأولى بين 65% إلى 70%  

-سينتهي العمل في الحي الحكومي بشكل كامل خلال شهور، وتتجاوز تكلفته 3 مليار دولار حتى الآن  

-حتى شهر يونيو الماضي تم بيع للمطورين حوالي 18.5 ألف فدان من أصل 24 ألف فدان صالحة للبيع في المرحلة الأولى  

-من المتوقع أن يبلغ عدد السكان في العاصمة الجديدة 500 ألف نسمة على الأقل بعد 5 سنوات  

-بالرغم من عدم وجود صفة قانونية لشركة العاصمة للتدخل بين العميل والمطور، يبقى لها دور مجتمعي  

والحوار بالتفصيل:

من المقرر أن تبدأ الحكومة المصرية في نقل موظفيها إلى العاصمة الإدارية الجديدة خلال الأشهر القليلة القادمة، على أن يكون المشروع الذي يقع على بعد حوالي 40 كيلومتر شرق القاهرة حاضنا لكل مؤسسات الدولة والمقرات الرئيسية للشركات خلال السنوات القادمة.

أجرى موقع زاوية عربي حوار مع خالد الحسيني، المتحدث باسم شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، القائمة على تنفيذ المشروع، لمناقشة كافة تفاصيل المشروع الذي تم تخطيطه ليكون محل إقامة أكثر من 7 ملايين مواطن عند اكتماله، والتالي أبرز ما جاء في اللقاء في صورة سؤال وجواب.  

*ما هي الأسباب والظروف التي أدت إلى إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة في مصر؟  

اختارت الدولة أن تبني عاصمة إدارية جديدة لمصر لأسباب كثيرة جدا، منها الزيادة السكانية، حيث تخطى عدد سكان القاهرة 10 أو 11 مليون نسمة، بالإضافة إلى الازدحام المروري الناتج عن ذلك. البنية التحتية للقاهرة أيضا تحتاج إلى تطوير لأنها غير مؤهلة لهذا العدد. فكثير من تلك المشاكل ستحل بالانتقال إلى العاصمة الجديدة.

*ما هي أهم مميزات وخصائص العاصمة الإدارية؟  

يعتبر المشروع من أكبر المشاريع العمرانية في العالم، حيث ستزيد مساحة المدينة عن 700 كيلومتر مربع أو 170 ألف فدان مع نهاية المشروع (أكثر من نصف مساحة محافظة بور سعيد المصرية). نتحدث أيضا عن 20 حي سكني سيتم تأسيسهم على 3 مراحل، بالإضافة إلى مطار داخل العاصمة الإدارية وعناصر جذب أخرى مثل المدينة الرياضية ومنطقة للأبراج. وتتصل العاصمة الجديدة بشبكة طرق كبيرة بما في ذلك طريقين دائريين.  

*ما الذي تم إنجازه في المشروع حتى الآن؟  

كان مقدر أن يتم تنفيذ المشروع بواسطة إحدى شركات التطوير العقاري الضخمة جدا على مستوى العالم، وهي إماراتية الجنسية، ولكن لسبب أو لآخر لم يتم التطوير من خلالها وتم تطوير المشروع بمعرفتنا منذ بداية العمل به منذ حوالي خمس سنوات.

وتنصب أعمال التطوير الحالية على المرحلة الأولى والبالغ مساحتها 40 ألف فدان من أصل 170 ألف للمساحة الإجمالية. وتم تنفيذ نسب تتراوح من 65% الى 70% من كل مشاريع المرحلة الأولى حتى الآن. وخلال شهور سوف ينتهي العمل في الحي الحكومي بشكل كامل والذي تتجاوز تكلفته 3 مليار دولار حتى الآن، وذلك لأن العاصمة ستستقبل 50 ألف موظف قريبا.

أيضا تم الانتهاء تقريبا من مدينة الثقافة والفنون والمدينة الرياضية في العاصمة الجديدة، والتي استضافت مباريات لكأس العالم لكرة اليد التي أقيمت العام الحالي. 

*متى يتم افتتاح المشروع؟  

انتقال الموظفين للعاصمة الجديدة سيكون بمثابة افتتاح تجريبي، لكن الافتتاح الرسمي سيكون من خلال حفل مهيب، وهو ما يتم الإعداد له حاليا وقد يتم العام القادم. 

*ما هي ترتيبات وتسهيلات نقل موظفين الحكومة إلي العاصمة الإدارية الجديدة؟  

ليس لدى شركة العاصمة دور في تسهيل انتقال الموظفين إليها، فأجهزة الدولة المختلفة هي المنوطة بذلك.

فلكل من وزارات الإسكان والنقل والتخطيط أدوار مختلفة، فوزارة الإسكان بنت بالفعل 10 آلاف وحدة سكنية لموظفي الدولة في منطقة حدائق العاصمة وهي خارج نطاق العاصمة الإدارية بكيلومترات قليلة، على أن يتم بناء المزيد من الوحدات في الفترة القادمة.

وبالتوازي، يوجد وحدات سكنية مخصصة للموظفين داخل العاصمة. وتقدم الشقق بأسعار مدعمة للموظفين بعد نزع قيمة الأرض والمرافق، بالإضافة أن الحكومة ستوفر حوافز تتراوح بين 3 و4 آلاف جنيه شهريا للموظفين المقرر نقل مقر إقامتهم الى العاصمة الإدارية. وبالنسبة للموظفين الذين لن يفضلوا نقل محل إقامتهم، سيتوفر لهم بدل سفر.

*ما هي نسب الإشغالات المتوقعة في العاصمة الإدارية الجديدة خلال السنوات الخمس القادمة؟

ترتبط نسب الإشغالات ارتباط وثيق بنسب التنفيذ. معظم المشاريع السكنية ستنتهي خلال السنوات الخمس القادمة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السكان في العاصمة في ذلك الوقت 500 ألف نسمة على الأقل. زيادة الإشغالات ترتبط أيضا بتوفير الخدمات وهو ما نعمل الآن على تحقيقه، خاصة مع اقتراب انتقال الموظفين.  

*لماذا اصدرت شركة العاصمة الإدارية بيان في شهر يوليو يفيد بعدم التدخل في العلاقة بين المطورين والعملاء؟  

البيان لم يضف جديد، هو فقط إقرار لما تم إقراره من قبل، وهو أن لا دور قانوني لنا في العلاقة التعاقدية بين العميل والمطور.

فدور الشركة الرئيسي هو إنهاء وتشطيب الحي الحكومي بالكامل. السبب في إصدار البيان في ذلك التوقيت هو حدوث بعض المشاكل، فلدينا 400 شركة تعمل على مشاريع مختلفة في العاصمة، وتعثر بعضها.

من جانبنا نحن ندرس ما يمكن أن يقدم في مثل تلك الحالات. هناك شركة تحديدا تم سحب الأرض منها للتأخير في سداد مستحقات مالية وفي نسب التنفيذ، على أن ترد لها الأرض بشرط تصحيح أوضاعها. وقد اتخذنا ضد صاحب تلك الشركة إجراءات قانونية وصدر ضده حكم من المحكمة وهو الآن خارج البلاد ويتم التواصل مع ممثله القانوني هنا في مصر للتوصل إلى اتفاق.

أصيبت الناس بحالة من القلق وهو أمر مفهوم، ولكن ما نستشفه هو أن المطور لديه رغبة حقيقية في استكمال المشروع بالإضافة إلى أنه بالفعل أنجز 40% منه.

نفس المشكلة حدثت من قبل مع مطور آخر لكن لم يسمع بها أحد لأنه تم التنسيق وإعادة الأموال المدفوعة للعملاء، فنحن بالرغم من عدم وجود صفة قانونية لنا للتدخل بين العميل والمطور، يبقى لنا دور مجتمعي في مثل هذه الحالات حتى لا يقع ضرر على المشترين.  

*كيف تم تسعير أراضي العاصمة الادارية وكيف انعكس ذلك على أسعار الوحدات؟  

هذه مهمة لجنة تسعير الأراضي، وتتكون أعضائها من هيئة المجتمعات العمرانية ومن شركة العاصمة الجديدة وهيئات أخرى، ويتم تحديد الأسعار من خلال تقديراتها التي تتم من خلال محددات معينة مثل الأسعار في مناطق مماثلة كالتجمع الخامس ونوع النشاط وشروط البناء، فالأسعار لا تحدد بشكل جزافي. وإذا كانت الأسعار غير مناسبة لن يشتريها المطورون، لأن الأمر في النهاية عرض وطلب. وحتى شهر يونيو تم بيع حوالي 18.5 ألف فدان من أصل 24 ألف فدان صالحة للبيع لمطورين في المرحلة الأولى التي تقدر إجمالي مساحتها ب40 ألف فدان.

*هل العاصمة الإدارية الجديدة مدينة للأغنياء فقط؟  

لدى الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان، مقولة شهيرة وهي أن لا يوجد مجتمع عمراني مخصص لفئة واحدة، لابد من وجود تنوع. ما نحاول أن نفعله هو توفير مساحات وأنواع مختلفة من الوحدات ومن المخطط أن يكون هناك تنوع أكبر في المرحلتين الثانية والثالثة، ولكن لنكن صرحاء، العاصمة الإدارية ليست متاحة للجميع. فهو مشروع استثماري، بمعنى أنها خارج ميزانية الدولة ويتم تنفيذها بدون اي دعم، وفي النهاية لا يعيش كل الناس في احياء الزمالك أو جاردن سيتي.  

*إلى اي مدى تمثل العاصمة الإدارية عنصر جذب للمستثمرين الأجانب؟

لدينا العديد من المستثمرين من الإمارات وكذلك من الكويت والسعودية ومن معظم دول الخليج، وهذا هو الاستثمار الرئيسي لنا. كما يتواصل معي أشخاص من دول أخرى مثل أمريكا وهولندا والمغرب. والأغلبية من العملاء في الخارج هم مصريين مغتربين لكن هناك أيضا جنسيات أخرى مهتمة بالمشروع.  

(إعداد: شريف طارق، ويعمل شريف مع أهرام اونلاين وافريكا ربورت، وهو أيضا رئيس تحرير نشرة دلتا دايجست، وقد عمل سابقا في مؤسسات إعلامية أخرى من بينها لوس أنجلوس تايمز)    

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com) 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام