قالت مصادر قضائية إن نيابة أمن الدولة العليا في مصر بدأت يوم الخميس التحقيق مع السياسي الإسلامي عبد المنعم أبو الفتوح في اتهامات بالاتصال بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة بعد أقل من يوم من إلقاء القبض عليه.

وألقت الشرطة القبض على أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية وأحد مرشحي انتخابات الرئاسة لعام 2012 مساء يوم الأربعاء في منزله بإحدى ضواحي العاصمة.

وقالت المصادر إن محاميين قدما بلاغين إلى النيابة العامة اتهماه فيهما بالتحريض على مؤسسات الدولة ونشر أخبار كاذبة والاتصال بجماعة الإخوان المسلمين المحظورة وأمرت نيابة أمن الدولة العليا على أثرهما بضبطه وإحضاره.

وجاء القبض عليه بعد أيام من انتقادات حادة وجهها إلى حكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي من بينها العمل على منع ترشح منافسين حقيقيين للسيسي في انتخابات الرئاسة التي تجرى أواخر مارس آذار.

وقال أبو الفتوح في مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر التلفزيونية قبل أيام إنه يرفض أن يكون الجيش طرفا في السياسة أو اقتصاد البلاد.

وقال ”أي محاولة من أي رئيس سواء كان عبد الفتاح السيسي أو من قبله أو من بعده لدفع الجيش لأن يكون طرفا في عملية سياسية أنا باعتبرها جريمة لا نقبلها نحن كمصريين“.

وكان السيسي قد قال خلال اجتماع عام إنه سيمنع أي مرشح ”فاسد“ من الوصول لرئاسة مصر. كما انتقد خلال اجتماع آخر معارضين دعوا لمقاطعة انتخابات الرئاسة ومضى قائلا ”والله أمنك واستقرارك يا مصر تمنه حياتي وحياة الجيش“.

ومع ذلك أيد أبو الفتوح عملية واسعة يقوم بها الجيش منذ يوم الجمعة الماضي بمشاركة الشرطة لمكافحة الإرهاب تتركز في محافظة شمال سيناء التي ينشط فيها متشددون موالون لتنظيم الدولة الإسلامية.

وقال أبو الفتوح إنه يتمنى أن ينجح الجيش في ”القضاء على الإرهاب قضاء مبرما إن شاء الله“. لكنه انتقد ما قال إنه ”فشل نظام السيسي في القضاء على الإرهاب“ إلى ما قبل العملية الحالية. وقال ”لعل دا علاج لفشله السابق“.

وفي مقابلته مع الجزيرة مباشر ومقابلة أخرى أذيعت ليل الأربعاء مع قناة العربي التلفزيونية انتقد أبو الفتوح ما وصفه بغياب المنافسة في انتخابات الرئاسة.

وقال للجزيرة مباشر ”غياب المنافسة في الانتخابات الرئاسية فرضه المرشح المنتهية ولايته (السيسي).. فرضه بأساليب مختلفة هو وبعض الأعوان الذين أراهم أنهم دببة يؤذون الوطن أكثر مما يساعدون عبد الفتاح السيسي“.

وكانت الشرطة قد ألقت القبض على خمسة من الأعضاء القياديين في حزب مصر القوية مع أبو الفتوح لكن نيابة أمن الدولة العليا أخلت سبيلهم. وقال مصدر قضائي ”لم يكن مطلوبا ضبطهم وإحضارهم لكن اقتيدوا مع أبو الفتوح إلى قسم الشرطة لأنهم كانوا مجتمعين معه“. وأضاف ”النيابة أمرت بإخلاء سبيلهم“.

وكان أبو الفتوح واحدا من أبرز المرشحين في أول انتخابات رئاسية تشهدها مصر بعد انتفاضة 2011 وحصل على نحو 18 في المئة من الأصوات لم يتجاوز بها الجولة الأولى.

وجاء القبض عليه بعد نحو أسبوع من إلقاء القبض على محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية الذي أمرت نيابة أمن الدولة العليا بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيق معه بتهم التحريض على مؤسسات الدولة ونشر أخبار كاذبة وبعد أيام من إلقاء القبض على الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة الذي دعا أيضا لمقاطعة انتخابات الرئاسة.

وتأتي تلك الاعتقالات قبل الانتخابات التي يسعى السيسي للفوز فيها بولاية ثانية وينافسه فيها سياسي لا يتمتع بشعبية.

كما تأتي بعد يومين من دعوة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذلك خلال أول زيارة يقوم بها لمصر.

وحظرت مصر جماعة الإخوان المسلمين في 2013 بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إليها وذلك إثر احتجاجات حاشدة على حكمه.

وترك أبو الفتوح جماعة الإخوان في 2011 ليخوض انتخابات الرئاسة مستقلا في العام التالي ونأى بنفسه عن الجماعة منذ ذلك الحين.

ونددت 13 جماعة حقوقية محلية ودولية يوم الثلاثاء بانتخابات الرئاسة قائلة إن السباق ليس حرا أو نزيها.

وقالت الجماعات في بيان مشترك ”تزعم الحكومة المصرية أنها ‘في مرحلة انتقال ديمقراطي‘، لكنها آخذة في الابتعاد عن الديمقراطية مع كل انتخابات جديدة“.

وتعهدت الهيئة الوطنية للانتخابات بإجراء الاقتراع وفقا لمبادئ الاستقلالية والشفافية والموضوعية.

وكان حزب مصر القوية قال في بيان إن جو الانتخابات الرئاسية ”أحال هذا الاستحقاق الانتخابي إلى ما يشبه الاستفتاء المحسوم النتائج سلفًا مما يضر بسمعة مصر ومكانتها أمام العالم“ داعيا المصريين لمقاطعة التصويت.

تغطية صحفية للنشرة العربية أحمد محمد حسن ومحمد عبد اللاه - تحرير منير البويطي

 

© Reuters News 2018