أوضحت شركة المزايا القابضة، أن العالم شهد خلال السنوات القليلة الماضية، تحولاً كلياً في نمط استخدام الأدوات التسويقية ووسائل وآليات استهداف العملاء، مبينة أن الهدف يبقى واحداً مهما تغير الوقت وطال الزمن، ويتمثل في الوصول إلى أكبر عدد ممكن منهم والتأثير الآني أو المستقبلي على قراراتهم الشرائية بشكل خاص.
وأفادت الشركة أن تأثير التسويق الالكتروني على واقع ومستقبل السوق العقاري، مفتوح ويحمل الكثير على مستوى رفع وتيرة النشاط وزيادة حجم البيع إلى جانب إيصال المعلومات والبيانات، التي من شأنها توجيه المستخدم النهائي نحو اتخاذ قرار الاستثمار أو التملك الصحيح.
وأشارت إلى قيام العديد من الجهات بالاستثمار بتطوير منصات رقمية متخصصة، لعرض وبيع وتأجير الوحدات والمشاريع العقارية في مختلف دول العالم، إلى جانب توفير أدوات الكترونية متخصصة بالترويج العقاري، لافتاً إلى أن المجال مازال واسعاً وبحاجة إلى المزيد من التطوير للوصول إلى حالة من المساواة اذا ما قورن بالقطاع السياحي.
واعتبر التقرير أن العملاء اليوم باتوا قادرين على الاطلاع على آلاف الوحدات السكنية المعروضة على العديد من المواقع الإلكترونية، والتي باتت توفر لهم العديد من الخيارات وكافة التفاصيل المتعلقة بالمواقع والمواصفات الفنية والتصميمية، وبالشكل الذي يسهل من عملية البحث، والمساعدة على اتخاذ قرار الشراء أو الاستثمار.
ورأى أن التسويق الالكتروني بات الخيار الافضل للعديد من الشركات العقارية وغير العقارية، إذ إن البيانات المتداولة تشير إلى أن ما يزيد على 50 في المئة من الشركات العقارية ومكاتب التسويق العقاري باتت تعتمد على التسويق الإلكتروني، لتسويق المنتجات وتوسيع دائرة العملاء والانتشار والشهرة.
وأشارت الشركة في تقريرها الأسبوعي، إلى أن الوقت الحالي يشهد تصدر التسويق الإلكتروني خصوصاً شبكات التواصل الاجتماعي المشهد العام، ليكون منافساً رئيسياً ومكملاً لوسائل وأدوات التسويق التقليدية، على غرار الحملات الإعلانية والحملات التسويقية المباشرة والعروض الترويجية.
وأشار التقرير إلى أن منظومة التسويق ذات الأبعاد التأثيرية الشاملة، تتضمن مزيجاً من الأدوات التسويقية التي يتطلب كل منها دراية وخبرة في عملية الإعداد والتجهيز والتنفيذ.
ولفت إلى أنه غالباً ما تحال هذه المهام إلى شركات التسويق المتخصصة، والتي أصبحت تشكل اليوم واحداً من أهم القطاعات الخدمية في أي منظومة اقتصادية في مختلف دول العالم، وتتمتع بعوائد مالية تكاد توازي العوائد المتأتية لقطاعات خدمية وتجارية وصناعية رئيسية، نتيجة اعتماد غالبية القطاعات الاقتصادية على الخدمات التسويقية في الترويج لها على الرغم من اختلافها.
وأفاد أن التوقعات تشير إلى أن العام الحالي سيشهد ارتفاعاً بنحو 4 في المئة، على صعيد الصرف الإعلاني العالمي وصولاً إلى 578 مليار دولار، إذ تتوقع هذه المصادر أن يشكل الصرف الإعلاني الإلكتروني 40 في المئة من إجمالي الصرف الإعلاني العالمي، على أن تنمو هذه النسبة إلى 44 في المئة خلال العام 2020. 
وتوقع أن تستحوذ الولايات المتحدة على ما نسبته 27 في المئة من حجم الصرف الإعلاني العالمي، محتلة بذلك المرتبة الأولى، تليها الصين بنسبة 20 في المئة. 
وأضاف التقرير أن حجم الإنفاق على الإعلان الالكتروني خلال العام 2017، شكل ما نسبته 25 في المئة، بعدما كان 15 في المئة خلال العام 2016، و10 في المئة خلال عام 2015، من إجمالي حجم الانفاق الإعلاني حول العالم.
وبين أن العديد من الأسماء لمعت ضمن سوق التسويق أو الترويج الإلكتروني، إذ أصبح العالم كله يُقاد من خلال منصات إلكترونية ضخمة، تصل قيمها السوقية إلى مئات مليارات الدولارات.
وشدد التقرير على أنه ثبت وبما لا يدع مجالاً للشك، أن تأثير التسويق الإلكتروني والوصول إلى شرائح مستهدفة أصبح أكثر فاعلية بالمقارنة مع وسائل الإعلان التقليدية، لما يحمله التسويق الإلكتروني من طرق ذكية تعزز من آليات البحث والوصول والتأثير على المستهلك، إلى جانب القدرة على فهم النمط السلوكي لكل مستهلك مستهدف، والسهولة في الوصول والحصول على البيانات والمعلومات الشخصية للمستهلك، والتي تعدت حاجز الخصوصية الفردية وخصوصية المعلومات في بعض الحالات.
وأضاف التقرير أن القطاع السياحي، بات من أكثر القطاعات المستفيدة من التطور الحاصل على منظومة التسويق الإلكتروني خلال السنوات القليلة الماضية، إذ يساهم بشكل مباشر في رفع وتيرة النشاط السياحي على الرغم من حالة التراجع والكساد التي يواجهها بين فترة وأخرى. 
وكشف عن تصاعد أهمية التسويق الإلكتروني نتيجة تنامي أعداد المتعاملين مع الإنترنت على مستوى العالم يوماً بعد يوم، ما يؤدي إلى تحويل متصفح الشبكة العنكبوتية إلى زائر دائم ومن ثم إلى مستهلك، وهو ما دفع الشركات والمؤسسات إلى تعزيز تواجدها على الشبكة.
واعتبر أن هذا الأمر ساهم بشكل كبير في خلق أسواق الكترونية سهلت من دخول الشركات إلى أسواق جديدة لم تكن لتتواجد فيها ضمن الإطار التقليدي.
وأوضح أن ترويج المنتج السياحي ضمن قنوات التسويق الإلكتروني، بات مناسباً للميزانيات المنخفضة وخطط تخفيض نفقات التسويق والدعاية التي ينتهجها العاملون في القطاع، والتي أثرت بشكل كبير على تكلفة المنتج النهائي وعززت من عوامل المنافسة، إلى جانب توفير مساحة كافية لاستعراض المحتوى النصي والصوري أو الفيديو والدخول في طرق ذكية لإدارة هذا المحتوى، ولتصبح معها شبكات التواصل الاجتماعي من أهم اللاعبين في توجيه الفرد حول الوجهة السياحية أو المنتج السياحي في مختلف دول العالم.
وأكد التقرير أن التسويق التقليدي يعد ضرورياً ومكملاً لأي من الحملات التسويقية الناجحة، إلا أنه يعتبر مرتفع التكلفة إذا ما قورن بالتسويق الإلكتروني، نظراً لحاجته إلى التفاعل المباشر مع الشرائح المستهدفة بطرق تعتبر تكلفتها الإنتاجية والتشغيلية أو حتى اللوجستية مكلفة. 
وتابع أن التسويق الإلكتروني مشتق من التسويق التقليدي ويشكل حالة مستحدثة ومتطورة منه، للوصول إلى العملاء بصورة أسرع وأسهل وأقل كلفة على مدار الساعة، وقد جاء في ظل حالة التنوع الهائل بالمنتجات والاتساع الكبير في أعداد المنتجين والمنافسة واتساع رغبات واحتياجات العملاء، ولتصبح معها الحاجة أكبر إلى وجود تواصل أسهل مع شريحة جمهور أكبر.
ولفت إلى نجاح التسويق الإلكتروني، نتيجة التطور التكنولوجي الكبير الذي يشهده العالم، خصوصاً عبر طرق وأدوات التواصل والاتصال الحديثة.
وأضاف التقرير أنه على مسار آخر، فقد شكل التسويق الإلكتروني المرتكز على المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي ورسائل البريد الإلكتروني، أسواقاً غير تقليدية باتت قادرة على منح المنتج أو الخدمة مباشرة دون الحاجة إلى التنقل والذهاب إلى الموقع، إلى جانب المقدرة على تلبية تساؤلات واستفسارات العملاء والرد على العميل بسرعة، والتحاور المباشر مع الجمهور بأقل التكاليف.

© Al- Rai 2018