أكثر من نصف مليار شخص ربما تم التعدين في حواسيبهم أو هواتفهم ... من دون علمهم

«البتكوين» سترفع ثاني أكسيد الكربون بـ 16 ألف كيلو طن سنوياً

أفاد تقرير نشرته المنصة البريطانية لمقارنة أسعار الطاقة «Power Compare» بأن 53 في المئة من الكهرباء المستخدمة في الكويت توازي الاستهلاك العالمي لتوليد «البِتْكُويْن» أو ما يعرف بعمليات الـ «MINNING» البالغ ما يقارب 33 تيراواط سنوياً، وذلك مقارنة مع بيانات استهلاك الطاقة الكهربائية في البلاد عام 2014، والتي تبلغ 54 تيراواط.

ويشير هذا الرقم الكبير في استخدام الطاقة الكهربائية إلى طبيعة عملية التعدين التي تتطلب تشغيل حواسيب ذات قدرات عالية تحتاج إلى طاقة كهربائية أكثر مما تستخدمه الأجهزة العادية، وهو الأمر الذي يستنزف طاقة كهربائية هائلة تنذر بوقوع أزمات قد تؤثر على ديمومتها.

وسجلت «بتكوين»، أمس، مستوى قياسياً مرتفعاً جديداً فوق 17750 دولاراً، مرتفعة 8 في المئة عن اليوم السابق وسط مخاوف متنامية إزاء مخاطر الاستثمار في العملة شديدة التقلبات والمضاربة بعد الصعود الفلكي للعملة المشفرة بأكثر من 1700 في المئة منذ بداية العام.

وبحسب توقعات خبراء، فإن شبكة الكهرباء التي تحتاجها عملية تعدين أو توليد «البِتْكُويْن» ستتطلب استخدام كل الطاقة المنتجة حالياً حول العالم من أجل دعم هذه العملية خلال 3 سنوات، مؤكدة في الوقت نفسه أن حجم الطاقة الضرورية لدعم «البتكوين» ازدادت بشكل كبير خلال الأشهر الأخيرة، لاسيما مع تعرض هذه العملية لطفرة كبيرة على مستوى السعر.ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «نيوزويك»، فإن عملية التعدين التي تقدم عائداً موثوقاً من المال خلقت لدى الكثيرين الرغبة الكبيرة بتشغيل الآلات المتعطشة للطاقة للحصول على العملة الرقمية، وخلال السنوات الماضية تسبب ذلك بزيادة هائلة جداً في نسبة استهلاك الطاقة، بلغت ما يقارب 25 في المئة خلال الشهر الماضي.

وأشار إلى أن استمرار هذا الاستهلاك في النمو من شأنه أن يبلغ في مستواه ما تحتاجه الولايات المتحدة الأميركية من الطاقة خلال 2019، بل إنه أيضاً سيضاهي إجمالي الطاقة العالمية المستخدمة بحلول عام 2020. 

ويحتاج تعدين «البتكوين» عدداً من الإجراءات لتوليد وحدات جديدة من العملة من خلال توثيق معاملات العملة الرقمية عبر محفظة شبكية تسمى «blockchain»، وهي تتطلب قدرة حاسوبية كبيرة تستخدم لحل أحجيات رياضية معقدة تستخدم في عملية التعدين. وقد صممت هذه المسائل الرياضية على أن تكون أكثر تعقيداً كلما زاد عدد الحواسيب المشاركة في شبكة العملة المشفرة.

وأضاف التقرير «إن تحليل كمية الطاقة المتطلبة حالياً لعملية التعدين تشير إلى أنها أكبر من الطاقة المستهلكة حالياً في 159 دولة منفردة، من ضمنها أيرلندا والأوروغواي ونيجيريا.

ووفقاً لمؤشر «البتكوين» في استهلاك الطاقة «Bitcoin Energy Consumption Index» والذي نشره موقع «Digiconomist» المتخصص بالعملات الرقمية، فإن استخدام الطاقة في عملية التعدين يوازي ما يتم استخدامه في الدنمارك والبالغ 33 تيراواط /‏‏‏‏‏ ساعة من الطاقة الكهربائية سنوياً، مقارنة مع 30 تيراواط خلال العام الماضي.

وأوضح التقرير أن مثل هذه التوقعات تعتمد على الجانب النظري المستند على المعطيات الحالية، ولكن لإدراك ذلك بشكل دقيق فإن الأمر يتطلب أن يستمر البتكوين في نموه الملحوظ مع بقاء إنتاج الطاقة العالمي ثابتاً عند مستواه الحالي، لافتاً إلى أن هناك دراسة أخرى أجراها «ZeroHedge» في نوفمبر الماضي توقّعت أن يبلغ مستوى الطاقة المستخدمة لتعدين «البتكوين» ما يوازي إجمالي الطاقة العالمي خلال فبراير 2020، إلا أن ذلك جاء في وقت شهدت فيه البتكوين نمواً حاداً.

ويتوقع «Digiconomist» أن يؤثر «البتكوين» على ارتفاع مستوى الكربون السنوي بما يقارب 16 ألف كيلو طن من ثاني أكسيد الكربون، ويرجع ذلك إلى شبكة «البتكوين» التي تغذيها في الغالب محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم في الصين.

وفي الوقت الذي توجد فيه مزارع خوادم الحاسوب في مستودعات خاصة تستخدم في عملية التعدين، فإن مجرمي الإنترنت تحولوا نحو استخدام الـ botnets من أجل استغلال قوة المعالجة لحواسيب الضحايا.

وكشفت دراسة حديثة أن أكثر من نصف مليار شخص ربما تمت عمليات التعدين في حواسيبهم أو هواتفهم الذكية دون علمهم، إذ وجدت برامج متخفية مدمجة في 220 موقعاً مشهوراً، تبلغ إجمالي زوارها أكثر من 500 مليون شخص، واستطاعت أداة التعدين مهاجمة وحدة المعالجة المركزية في الحاسوب واستخدامها لتشغيل برنامج التعدين المتخفي. وكان من ضمن المواقع التي احتوت على مثل هذه البرامج «Showtime» و«PirateBay».

© Al- Rai 2017