26 06 2017

رخصت مصفاة نفطية تابعة لشركة «إس أويل» في كوريا الجنوبية تقنية جديدة تم ابتكارها وتطويرها في معامل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعد أن نجحت في تحويل نتائج بحث علمي إلى تقنية تستخدم على مستوى صناعي في بناء معمل تكرير ضخم.

رخصت مصفاة نفطية تابعة لشركة «إس أويل» في كوريا الجنوبية تقنية جديدة تم ابتكارها وتطويرها في معامل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، بعد أن نجحت في تحويل نتائج بحث علمي إلى تقنية تستخدم على مستوى صناعي، تدر ملايين الريالات على الاقتصاد الوطني، خلال ابتكار وتطوير تقنية تحفيزية لتكسير وإنتاج النفط الثقيل HS-FCC، نفذها فريق بحثي من الجامعة بقيادة البروفيسور حليم حامد رضوي.

الأسواق العالمية

قال مدير مركز الابتكار في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الدكتور إياد الزهارنة لـ«الوطن»، إن تقنية تكسير النفط الثقيل تعد أول تقنية سعودية تغزو الأسواق العالمية، بعد تجاوزها مراحل التسجيل كبراءة اختراع، ثم الترخيص التجاري والنمذجة على مستوى صناعي ليتم استخدامها في بناء معمل تكرير ضخم، مشيرا إلى أن الجامعة نفذت بحثا علميا وحصلت على براءة اختراع وقامت بتطوير التقنية على مدى 20 عاما، وكانت البداية في مختبرات الجامعة، إذ صمم باحثو الجامعة النموذج المخبري للمصفاة الذي لم يتجاوز إنتاجه 0.1 برميل في اليوم، ثم بنت نموذجا تجريبيا خارج الجامعة وصل إنتاجه إلى 30 برميلا في اليوم، ولأخذ التقنية إلى مراحل أكثر تقدما أنشأت الجامعة تحالفا مع شركة نيبون اليابانية ونتج عن التحالف بناء نموذج وصل إنتاجه إلى 3000 برميل في اليوم، وتم ترخيص التقنية لشركة أكسنس الفرنسية كحليف جديد، وقامت شركة اكسنس بتصميم عملية المعالجة المبتكرة، ووصل حجم إنتاج التقنية إلى 30 ألف برميل، وفي نهاية المطاف تم بيع التقنية إلى شركة إس أويل الكورية ألتي انشأت معملا ضخما قائما على التقنية وصل إنتاجه إلى 76 ألف برميل في اليوم، وصولا إلى 120 ألف برميل في اليوم نهاية 2015.

المشتقات السائلة

أوضح الزهارنة أن هناك طريقة معالجة تقليدية للنفط الثقيل، لكن الزيت الثقيل جدا يصعب تكسيره بواسطة الطرق التقليدية، ولذلك ابتكرت الجامعة طريقة معالجة ميكانيكية خلاقة أسهمت في زيادة فعالية الطرق التقليدية، مما مكن من تكرير أثقل أصناف البترول، وإيجاد قيمة مضافة لأصناف من النفط لم يكن بالإمكان سابقا الاستفادة منها، وبالتالي فتحت سوقا جديدا لتقنية كما نفذت شركة أكسنس الفرنسية التصميم لخبرتها الطويلة في تصميم المصافي. 

وأوضح أن من الفوائد الرئيسية لهذه التقنية زيادة إمكان الحصول، إضافة إلى المشتقات النفطية السائلة، على الالكينات مرتفعة القيمة مثل البروبان الذي يستخدم في صناعة البروبالين والبولي بروبالين التي تعد من أهم اللقائم الصناعية في صناعة البتروكيماويات، وتستخدم في مجالات متعددة.

دورة التقنية

أما بالنسبة إلى التقنية التي تم تصديرها إلى كوريا الجنوبية، فقد اكتملت دورة التقنية وهناك مصانع يتم بناؤها على تقنية من الجامعة، وتحصل الجامعة خلالها على عوائد بالملايين.

وأضاف الزهارنة أن صناعة التكرير والبتروكيماويات في المملكة وقفت لسنوات طويلة عند مرحلة معينة، إذ تأخذ المصافي وشركات البتروكيماويات مواد خام وتحولها إلى منتجات أولية تستخدم كلقيم لصناعات أخرى في مناطق أخرى من العالم، أي أن صناعة التكرير والبتروكيماويات في المملكة تقف في مرحلة مبكرة جدا.

وقال إن وصول التقنيات السعودية إلى الأسواق العالمية، سيشكل نموذجا للتركيز على المشاريع البحثية ذات العلاقة بالاحتياجات الإستراتيجية ذات القيمة المضافة للمملكة، وتغيير نمط تفكير الباحثين، وعدم الاعتماد على السوق المحلي فقط لتسويق المنتجات والتوجه إلى الأسواق العالمية، مشيرا إلى أن ذلك يساعد في عمليات التحول الاقتصادي الذي يعد من الأهداف الإستراتيجية للمملكة. 

التقنية الجديدة

أول تقنية سعودية تعبر إلى الأسواق العالمية تقنية تحفيزية لتكسير وإنتاج النفط الثقيل تم بيعها إلى شركة إس أويل الكورية تدر ملايين الريالات على الاقتصاد الوطني.

© Al Watan 2017