(لإضافة اقتباسات وخلفية)

من ستيف هولاند

واشنطن 20 مارس آذار (رويترز) - أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء بمبيعات السلاح الأمريكية للسعودية ووصفها بأنها تدعم الوظائف الأمريكية وذلك على الرغم من انتقاد مشرعين لدور الرياض في حرب اليمن الذي يعاني أزمة إنسانية.

وناقش ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في محادثات في البيت الأبيض اتفاقا جرى التوصل إليه العام الماضي بشأن استثمارات سعودية مع الولايات المتحدة بقيمة 200 مليار دولار بما يشمل مشتريات عتاد عسكري ضخمة من الولايات المتحدة. وقال ترامب إن المبيعات العسكرية أسهمت في توفير 40 ألف وظيفة للأمريكيين.

والمحادثات في البيت الأبيض جزء من أول زيارة للأمير محمد إلى الولايات المتحدة منذ أن أصبح وليا للعهد في يونيو حزيران. وعزز الأمير سلطاته ومن المرجح أن يحكم لعدة عقود إذا خلف والده.

وقدم ترامب رسما توضيحيا يظهر عمليات الشراء السعودية لمعدات عسكرية أمريكية تتراوح بين السفن وأنظمة الدفاع الصاروخي والطائرات والعربات القتالية.

وقال ترامب للصحفيين خلال جلسة تصوير مع ولي العهد "العلاقة الآن ربما هي في أفضل أحوالها ولن تشهد على الأرجح سوى مزيد من التحسن. هناك استثمارات هائلة في بلادنا وهذا يعني فرص عمل لعمالنا".

وفي الوقت الذي جرت فيه المحادثات بينهما ناقش أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي قرارا يسعى لوقف الدعم الأمريكي لحملة السعودية في اليمن لاسيما بشأن الوضع الإنساني والخسائر في صفوف المدنيين.

ويقاتل التحالف الذي تقوده السعودية الحوثيين المتحالفين مع إيران والذين ينفون تلقي أي مساعدة من طهران ويقولون إنهم يخوضون ثورة ضد سياسيين فاسدين وقوى خليجية تابعة للغرب.

وعندما زار ولي العهد لندن في وقت سابق هذا الشهر وقعت السعودية مع بريطانيا خطاب نوايا لوضع اللمسات النهائية على محادثات بشأن طلبية بعدة مليارات من الدولارات لشراء 48 مقاتلة تايفون.

واحتج آلاف المتظاهرين خارج مكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي بسبب حرب اليمن.

 

* صعود سريع

توج الأمير محمد صعوده السريع إلى السلطة في يونيو حزيران الماضي عندما حل وليا للعهد محل ابن عمه الأكبر الأمير محمد بن نايف الذي كانت تربطه علاقات وثيقة مع دوائر المخابرات والدفاع الأمريكية.

وأشاد ترامب بالخطوة التي اتخذها الملك بتصعيد نجله محمد.

وقال "رأيت أن والدك اتخذ قرارا حكيما للغاية. وأنا أفتقد والدك- إنه رجل مميز".

ومن المقرر أن يزور الملك سلمان الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام.

ورغم أن الأمير (32 عاما) نال استحسان الغرب لسعيه لتخفيف اعتماد السعودية على النفط والتصدي للفساد المزمن وإصلاح المملكة المحافظة، فإن شدة حملة مكافحة الفساد التي بدأت في نوفمبر تشرين الثاني والسرية التي أحيطت بها أثارت قلق بعض المستثمرين.

وفي حديث نادر بالإنجليزية قال الأمير محمد إن تعهد المملكة باستثمار 200 مليار دولار سيصل في نهاية الأمر إلى 400 مليار دولار. وقال إن المدة الزمنية لتنفيذ الاتفاق والبالغة عشر سنوات جارية بالفعل.

وقال "هذا مؤشر على أن هناك كثيرا من الأمور التي يمكن تناولها في المستقبل القريب وكثيرا من الفرص. ولهذا نحن موجودون هنا، للتأكد من التعامل مع كل الفرص وتحقيقها وأيضا للقضاء على كل التهديدات التي تواجه البلدين".

ومن المتوقع أيضا أن يناقش الزعيمان التوتر مع إيران الخصم اللدود للرياض في المنطقة والتي انتقدها ترامب مرارا بسبب سياساتها التوسعية بالشرق الأوسط.

وتشمل رحلة الأمير زيارات لمدن نيويورك وبوسطن وسياتل ولوس انجليس وسان فرانسيسكو وهيوستون.

وأكد ترامب وولي العهد على قوة العلاقات الأمريكية السعودية التي توترت في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما. وشعرت المملكة، حليف الولايات المتحدة منذ عقود طويلة، بالتجاهل مع سعي أوباما للتوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، غريمة الرياض في المنطقة، في عام 2015.

يريد كل من ترامب وولي العهد تقييد نفوذ إيران المتزايد في الشرق الأوسط. ووصفت السعودية أمس الاثنين الاتفاق النووي الإيراني بأنه "اتفاق معيب" وأوضح ترامب أنه يعتزم الخروج من الاتفاق ما لم يتم إدخال تعديلات عليه.

وقال ترامب "سنرى ما سيحدث".

وأضاف "لكن إيران لا تتعامل مع هذا الجزء من العالم أو مع العالم نفسه بشكل مناسب. هناك الكثير من الأشياء السيئة تحدث في إيران. الصفقة ستظهر خلال شهر وسنرى ما سيحدث".

ومن المقرر أيضا أن يتناول الأمير العشاء مع جاريد كوشنر، مستشار ترامب وزوج ابنته، إلى جانب جيسون جرينبلات، وهما الرجلان في إدارة ترامب اللذان يشرفان على جهود السلام في الشرق الأوسط.

وتجمع بين الأمير محمد وكوشنر علاقة وثيقة تعرضت في بعض الأحيان لانتقادات في واشنطن بسبب تجاوزها للقنوات الدبلوماسية المعتادة.

 

 

 

 

(إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير علي خفاجي)