زار ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان آخر الشهر الماضي تركيا في أول زيارة له منذ 2012. وأثناء الزيارة تم الإعلان عن توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف القطاعات وتأسيس صندوق بقيمة 10 مليار دولار لدعم الاستثمارات في تركيا تركز على الطاقة والصحة والغذاء.   

نحلل سريعا هنا هذه الزيارة، العلاقة بين أثنين من أهم الدول المحورية في المنطقة وماذا يمكن ان يحدث بعدها من خلال سؤال وجواب مع سيريل وايدرشوفن؛ المتخصص في قضايا الشرق الأوسط  ومؤسس مكتب "فيروسي" للاستشارات. 

  س: هل بإمكانك تفسير ديناميكية العلاقة بين تركيا والإمارات؟ 

ج: لا تزال "لعبة السلطة" الإقليمية مستمرة اذ دعمت الإمارات الدول المنتمية الى "منتدى غاز شرق المتوسط" التي تشمل إسرائيل ومصر واليونان وقبرص في خلافها مع تركيا على المشاريع البحرية للغاز الطبيعي وترسيم الحدود البحرية. وتركيا هنا هي وحيدة ضد تكتل دول شرق المتوسط للغاز الذي انضمت اليه الإمارات كمراقب في ديسمبر من العام الماضي.

وأضاف وايدرشوفن أن دعم أردوغان الكامل للإخوان المسلمين في مصر وحماس وحتى بعض المعارضين في دول مجلس التعاون الخليجي لم يتم مناقشته بشكل رسمي وهو أمر عالق ايضاً. 

وليست التطورات الأخيرة مبنيه فقط على اعتبارات شخصية (من قبل الشيخ محمد بن زايد) أو سياسة القوة الإقليمية ولكنها أيضا حول الفرص الاقتصادية الرئيسية. 

س: هل تتوقع بأن تقوم السعودية بخطوة مماثلة؟ 

ج: السعودية منخرطة في علاقات مماثلة فالوزراء الاتراك والوفود التجارية والمستثمرون يزورون السعودية بشكل منتظم. رسيماً لا تزال الصعوبات القوية موجودة ولكن مثل أي مكان في العالم المال والسياسة لا يسلكان الطريق نفسه. وقد يكون هناك تحرك من قبل السعودية لاستئناف المحادثات مع تركيا على أعلى المستويات ولكن اشعر بأن الأمير محمد بن سلمان ينتظر تقارير الشيخ محمد بن زايد. وبالنسبة الى المملكة العربية السعودية؛ الاعتبار الآخر متعلق بالإخوان المسلمين أو موقف مصر. 

س: جرت زيارة الإمارات بعد زيارة مماثلة الى سوريا هل ترتبط هاتين الزيارتين في ما بينهما وإلامَ تشير؟ 

ج: بالتأكيد هناك ارتباط بين هاتين الخطوتين لأن إعادة دمج سوريا هو أمر يفكر فيه معظم القادة العرب كما هو واضح. والدعوة الى عودة دمشق الى القمة العربية هي خطوة تدعمها السعودية والإمارات وعلى ما يبدو مصر. وبالتأكيد سوريا كانت على طاولة الحوار بين الشيخ محمد بن زايد والرئيس أردوغان. 

س: لقد شهدنا اعلان صفقات اقتصادية بين الإمارات وتركيا خلال الزيارة، أين ترى التعاون الاقتصادي وفي أي مجالات في المستقبل؟ 

ج: في الوقت الحاضر لن تكون تركيا الطرف الذي يستثمر لأن الاقتصاد مضطرب. لا تزال الليرة التركية تشهد تراجعات في قيمتها ومعدل التضخم والبطالة مرتفع. على الاقتصاد التركي ان يحظى بدعم مادي ضخم من الخارج. 

وبالنسبة للإمارات وأبو ظبي هي صفقة مربحة لأنها فرصة لتعزيز تأثير الإمارات في أنقرة وأيضاً لمواجهة الموقع القوي الذي احتلته قطر لغاية الآن. فدور هيئة قطر للاستثمار في تركيا قوي.

الفرص المحتملة هي واضحة؛ في القطاع العقاري الذي تضرر بشكل كبير والبنية التحتية فتركيا بحاجة الى استثمار أجنبي مباشر للاستثمار في الطرق والموانئ كما قد يكون للإمارات دور في الصناعات الدفاعية ايضاً. 

كما بإمكانك التوقع بأن أدنوك ومبادلة وشركات أخرى تسعى الى تعاون محتمل في النفط والغاز في البحر الأسود. وبالنسبة الى تركيا انخراط ادنوك وادنوك للحفر ومبادلة هي فرصة ترحب بها ليس فقط من ناحية الاستثمارات ولكن من حيث القدرات التقنية.  

س: كلمة اخيرة؟

ج: اذا أراد الشيخ محمد بن زايد الاختيار بين صداقة أردوغان او تحالف إقليمي قوي اقتصادي-عسكري مع اليونان (استثمارات في الموانئ) ومصر وإسرائيل وحتى قبرص هذه الدول هي الأهم.  

ولا يمكن لتركيا أن تطالب بخطوات حقيقية ملموسة فاقتصادها ضعيف وجيشها منهك ومستقبل أردوغان السياسي غير واضح المعالم. سيركز أردوغان الآن على تقوية الاقتصاد واسترجاع المقترعين الذين خسرهم نتيجة التضخم والمشاكل المالية. 

 

(إعداد ريم شمس الدين، وقد عملت سابقاً في مؤسسات إعلامية شملت سي أن أن بالعربية ووكالة رويترز وداو جونز)

(تحرير: ياسمين صالح، yasmine.saleh@refinitiv.com)

#تحليلمطول

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام