أعلن البنك المركزي المصري مؤخراً عن تمديد أجل صفقة ال Repo التي عقدها مع مجموعة من البنوك العالمية في أكتوبر 2018، ليصبح تاريخ الاستحقاق النهائي بعد ستة أعوام بدلاً من أربعة أعوام ونصف العام.

فما هو الـ Repo؟

الـ Repo في تعريفه هو ببساطة بيع مع التزام بإعادة الشراء، وهو صورة من صور الاقتراض التي تقوم بها المؤسسات المالية، البنوك وبعض الشركات لتوفير سيولة في المدى القريب. وبالطبع، تكون إعادة شراء الأصل المباع بسعر أعلى، بعد فترة محددة من الزمن. وعادة يكون هذا النوع من الاتفاقات قصيرة المدى، بل ربما تكون على مدار ليلة واحدة. بشكل ما، يمكن اعتباره نوعاً من الاقتراض المرهون بضمان ما، ويكون هذا الضمان هو أصل معين يتم الاتفاق على بيعه ثم إعادة شرائه، وعادة ما يكون هذا الأصل هو سندات أو أذون حكومية وما نحوها (وفي حالة الاتفاق الذي ذكرناه الخاص بالبنك المركزي المصري، الأصل هو سندات دولارية).

ولا يعتبر الاتفاق المذكور هو الأول من نوعه للبنك المركزي المصري، فقد تم عقد اتفاق في نوفمبر 2016 بقيمة 2 مليار دولار، تم رفع قيمتها لاحقاً إلى 3 مليار دولار، وكان الأصل المباع هو سندات دولارية، تم إعادة شرائها في نوفمبر 2018، وذلك قبل أن يتم عقد آخر في نفس التوقيت تقريباً بقيمة 3.8 مليار دولار، بأجل 4 سنوات، وهو الاتفاق الذي تم مد مدته من أربع سنوات ونصف السنة إلى ست سنوات مؤخراً بالاتفاق بين البنك المركزي المصري والمؤسسات الدولية المشاركة في الصفقة.

وعادة ما يُنظر للريبو على أنه أداة كفء للتمويل قصير الأجل، حيث تستخدمه المؤسسات المالية لعدد من الأغراض والمزايا:

1 - تنويع قاعدة التمويل: يستخدم الريبو لتنويع قاعدة المقرضين للجهة المقترضة، وللبنك المركزي، يعني الخروج ولو جزئياً من عباءة البنوك التجارية وهي الجهة التقليدية لاقتراض الحكومة، حيث يتم التمويل من بنوك استثمارية عالمية، صناديق استثمار متعاملة في أسواق النقد، صناديق سيادية، مؤسسات تمويلية غير بنكية كمحافظ صناديق المعاشات وغيرها.

2 - زيادة مرونة سوق النقد وسوق رأس المال: يساعد تمويل الريبو بمفهومه العام على تخفيف المخاطر في تعاملات سوق النقد وسوق رأس المال ويعطيهما بعداً أكثر استقراراً، أكثر من التعاملات المالية الأخرى غير المصحوبة بضمان، حيث أن عادة الأصل الذي يتم بيعه وإعادة شرائه هو High Quality Liquid Asset HQLA أو أصل سائل عالي الجودة.

3 - مؤشر لمعدلات الفائدة في بعض الأحيان: حيث في حال كانت سوق الريبو نشطة وتتمتع بالسيولة الكافية، ممكن أن يصبح معدل الريبو مؤشراً نقدياً هاماً لقياس اتجاه السياسة النقدية، مثل معدلات الفائدة الرئيسية التي تقيس التمويل عديم المخاطرة. وقد يعتبر الريبو مقياساً لتكلفة التمويل في البنوك المركزية التي تطبق الشريعة الإسلامية، حيث أنه أسلوب تمويلي يعتمد بالأساس على وجود أصل عالي الجودة يتم بيعه للحصول على التمويل.

لقراة مقالات سابقة لإسراء: كيف أثر كورونا على سوق العمل الإماراتية؟ نظرة على بعض القطاعات

(إعداد: إسراء أحمد، وعملت إسراء سابقا كاقتصادي أول بشركة شعاع لتداول الأوراق المالية - مصر، وكذلك شركة مباشر لتداول الأوراق المالية، بالإضافة لعملها كباحث اقتصادي في عدة وزارات مصرية)

(للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي من الأحد للخميس وتستخدم لغة عربية بسيطة.

© Opinion 2020

المقال يعبر فقط عن عن أراء الكاتب الشخصية
إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى المشترك ومحتوى الطرف الثالث:
يتم توفير المقالات لأغراض إعلامية حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي نصائح أو أراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية استراتيجية أستثمارية معيّنة.

© ZAWYA 2020

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام