900 مليار دولار حجم الاستثمارات عالمياً بحلول 2023

كثيرا ما تثار تساؤلات حول كيف سيبدو «عالم الغد» على كل الأصعدة، سواء كان ذلك معيشيا أو تكنولوجيا أو اقتصاديا، ودائما ما يقترن هذا التساؤل بتقدير كيفية تغيير التكنولوجيا لكل مناحي الحياة، لاسيما مع ازدهار تكنولوجيا «إنترنت الأشياء» في عالمنا المعاصر.

منازل وشركات وحكومات

وتقدر «بيزنيس إنسايدر» تجاوز عدد الأجهزة المنزلية الذكية في الولايات المتحدة وحدها المليار جهاز بحلول عام 2023، وأن يتجاوز الإنفاق عليها 90 مليار دولار خلال الأعوام الخمسة المقبلة بمتوسط 725 دولارا للأسرة الواحدة.

أما على مستوى الأعمال، فمن المتوقع بلوغ الأنظمة الإلكترونية التي تستخدمها الشركات 6 ملايين نظام بحلول 2023 أيضا، كما من المنتظر بلوغ إنفاق الشركات على تكنولوجيا «إنترنت الأشياء» بمختلف أشكالها حوالي 450 مليار دولار سنويا خلال الأعوام الـ 5 المقبلة.

بل وستتداخل الحكومات أيضا في الاستثمار في «إنترنت الأشياء» من خلال التوسع في إقامة «المدن الذكية» التي ستعتمد على كاميرات متصلة ببعضها البعض، ونظام آلي بالكامل لحفظ المرور (ليس إشارة أوتوماتيكية فحسب بل تتغير التوجيهات وفقا لحالة الطرق أيضا)، بل وحتى في مكافحة الجريمة ورصد حالة البيئة.

ومن المتوقع وصول استثمارات الدول في هذا المجال إلى قرابة 900 مليار بحلول عام 2023، فيما يعد مضاعفة لاستثماراتها الحالية، ومحاولة من بعض الحكومات للتوافق مع عالم الأفراد والشركات الذي يتغير بالفعل من حولها.

أنظمة «الروبوت»

وترصد دراسة لـ «هارفارد» تأثير «إنترنت الأشياء» على عالم الأعمال في المستقبل بالتأكيد على أن الأنظمة «الروبوت» المرتبطة بها والتي تستخدم في المصانع والخدمات ستزيد إنتاجية الشركات التي تستخدمها 10-15% على الأقل وستحقق وفورات مختلفة في تكلفة التشغيل.

وتقدر الدراسة أن أكثر من 75% من خدمات الهاتف في الولايات المتحدة ستكون آلية بالكامل بحلول عام 2025، وسيزداد الاعتماد على خطوط الإنتاج الإلكترونية في ظل التقدم اللافت في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات الصناعية تحديدا.

وكشفت «الإيكونوميست» في وقت سابق وصول نسبة «الأنظمة الإلكترونية» التي تعتمد على «إنترنت الأشياء» بالفعل في اليابان إلى أكثر من 80% في مجال خدمة العملاء للتغلب على أزمة نقص العمالة في بلاد الشمس المشرقة.

ولذلك يتوقع أن تقود الولايات المتحدة «ثورة» في مجال الاعتماد على «إنترنت الأشياء» في الفترة المقبلة مع اتجاه الاقتصاد حثيثا نحو التشغيل الكامل، واضطرار رواد الأعمال للبحث عن بدائل للعمالة البشرية، للتخوف من نقصها مستقبلا ولتحقيق وفورات اقتصادية أيضا بطبيعة الحال.

إعادة تكيف

ويتوقع «بيزنيس إنسايدر» اضطرار الكثير من الشركات والحكومات والأفراد إلى «التأقلم» مع «ثورة إنترنت الأشياء» في ظل الوفورات التي سيحققها المنافسون بفعل اعتمادهم على تلك التكنولوجيا وستخلق حالة من عدم التوازن بين «الشركات الرائدة» وتلك «المتخلفة».

ولعل خطوة «غوغل» بعمل «الشريحة الإعجازية» التي أعلنت عن نيتها تصنيعها قريبا في يوليو الماضي توضح تأثير «إنترنت الأشياء» على مستقبل الاقتصاد.

فالشريحة التي سيتم تركيبها في الأنظمة الصناعية ستقوم بتوقع الإصلاحات التي ستحتاجها النظم والآلات، وسترصد أي اختلالات في التشغيل، وستعمل على اقتراح طرق معالجة أي خلل، فضلا عن قدرتها الفائقة على التعامل مع الأوامر - بل والأسئلة - الصوتية للمشغلين للنظام الإلكتروني.

ووفقا لموقع «نيتوورك وورلد» فقد دخلت «غوغل» في منافسة مشتعلة مع «مايكروسوفت» و«أمازون» في هذا المجال، ومن المتوقع اشتعال المنافسة بين الشركات العملاقة خلال الأعوام المقبلة بصورة أكبر مع شيوع تطبيقات «إنترنت الأشياء» بصورة أكبر بين الشركات والأفراد والحكومات على حد سواء.

© Al Anba 2018