قالت رهام مرسى مديرة الأبحاث في مركز سينرجيز للدراسات الدولية والاستراتيجية، وهو مؤسسة بحثية مقرها في مصر تعمل مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية والبعثات لتزويدها بالحلول والدعم من أجل عملية صنع القرار، إن الانكماش الذي شهده الاقتصاد السعودي في الربع الثاني من العام كان متوقع إلى حد كبير، إذ انكمش كلا القطاعين النفطي وغير النفطي خلال تلك الفترة في المملكة، متوقعة أن يشهد الربعان المتبقيان من العام انكماش أيضا.

خلفية سريعة عن البيانات الجديدة

أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء السعودية اليوم الأربعاء أن الناتج المحلي الإجمالي في المملكة تراجع في الربع الثاني من العام بنسبة 7% مقارنة بانكماش بلغ 1 % في الربع الأول، نتيجة انكماش القطاعين النفطي وغير النفطي.

ويتوقع صندوق النقد الدولي انكماش الاقتصاد السعودي بنسبة 6.8% في العام الحالي، على أن يحقق نمو بنسبة 3.1% في العام 2021، بحسب تقرير لوكالة بلومبرج اليوم.

قراءة الأرقام

أوضحت رهام في حديث مع زاوية عربي عبر الهاتف من القاهرة أنه "كان من الطبيعي رؤية انكماش القطاع النفطي في السعودية خلال الربع الثاني بسبب انخفاض أسعار النفط واتفاق أوبك+ بخفض الإنتاج".

وأضافت: "الأمر الجديد في الربع الثاني هو أن القطاع غير النفطي والخاص شهدا انكماش كبير بسبب حظر الحركة سواء حركة المواطنين الأمر الذي أثر سلبا على الطلب على كل الإنفاق الاستهلاكي، أو حظر التجارة وتوقف سلاسل الإنتاج مما خفض الإنتاج بعض الشيء".

وانكمش القطاع غير النفطي في الربع الثاني من العام في السعودية بنسبة 8.2%، مقارنة بنمو قدره 1.6% خلال الربع الأول من العام. فيما شهد الربع نفسه انكماش القطاع الخاص بنسبة 10.1% مقارنة بنمو قدره 1.4% خلال الربع الأول، بحسب بيانات الهيئة العامة للإحصاء.

توقعات 

الربع الثالث

توقعت رهام أن يشهد الاقتصاد السعودي في الربع الثالث من العام انكماش أيضا في القطاعين النفطي وغير النفطي لكنها قالت إنه سيكون أقل حدة من الربع الثاني. 

وشهد القطاع النفطي السعودي خلال الربعين الأول والثاني من العام الجاري انكماش نتيجة انخفاض الأسعار وتخفيضات الإنتاج، إذ سجل القطاع انكماش في الربع الأول بلغ 4.6% وارتفع في الربع الثاني ليصل إلى 5.3%، بحسب بيان الهيئة العامة للإحصاء اليوم.

وفي ما يتعلق بأداء القطاع النفطي خلال الربع الثالث، أرجعت المحللة توقعها بالانكماش إلى "استمرار خفض الإنتاج، إضافة إلى أن استقرار الأسعار الذي حدث لم يكن بمعدل التحسن الذي يمكن معه توقع أداء قوي". 

أما في ما يتعلق بالقطاع غير النفطي، قالت المحللة إن السعودية "بدأت تخفيف القيود المفروضة على حركة المواطنين وبالتالي سيبدأ الوضع بالتعافي قليلا"، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الربع الثالث شهد أيضا "بدء تطبيق ضريبة القيمة المضافة الجديدة التي زادت ثلاثة أضعاف من 5% إلى 15% وهو قرار على الرغم من فائدته للموازنة العامة للدولة إلا أنه سيضع ضغوط على المستهلكين وعلى تكلفة الإنتاج".

الربع الأخير

قالت المحللة إن العامل الأكثر تأثيرا على أداء الاقتصاد السعودي في الربع الأخير من 2020 هو ظهور موجة جديدة من جائحة كوفيد-19، التي بدورها تفرض احتمالية تعطل سلاسل الإنتاج مرة أخرى، وهو ما سيجعل أداء الربع الرابع سيئ للغاية، مضيفة: "لكن دون ذلك سيكون هذا الربع في الأغلب أشبه بالربع الثالث".

وتابعت: "في الأغلب سيكون الأداء العام لهذا العام مثلما توقع صندوق النقد بالسالب لأنه سيكون لدينا ثلاثة أرباع شهدت انكماش وليس انكماش عادي ولكن انكماش قوي".

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

تغطي زاوية عربي أخبار وتحليلات اقتصادية عن الشرق الأوسط والخليج العربي وتستخدم لغة عربية بسيطة.



© ZAWYA 2020

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا