زاوية عربي

من تميم عليان، الصحفي بموقع زاوية عربي

مقدمة

يتجه الناخبون الجزائريون لصناديق الاقتراع داخل البلاد لاختيار رئيس جديد للبلاد اليوم وغدا، حسب موقع السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات.

وقد بدأ الجزائريون المقيمون بالخارج في التصويت منذ يوم السبت الماضي وسوف يستمر التصويت في الخارج حتى اليوم. 

تأتي الانتخابات على خلفية احتجاجات بدأت في فبراير وامتدت لشهور طويلة مطالبة بالإصلاح السياسي وتغيير النخب الحاكمة ونجحت في إجبار الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة على الاستقالة في أبريل الماضي كما تم اعتقال حلفاء له بتهم فساد.

خلفية سريعة عن الوضع في الجزائر

بحسب تقارير اعلامية ومحللين، يرفض المتظاهرون الانتخابات التي يقولون أنها تتم تحت سيطرة رجال بوتفليقة وقادته العسكريين مطالبين بإبعاد الجيش عن السياسة. ويرى الجيش، الذي يقوده أحمد قايد صالح رئيس الأركان ويعد أقوى لاعب في السياسة الجزائرية، أن الانتخابات الرئاسية هي السبيل الوحيد للسيطرة على الاحتجاجات وإنهاء الجمود الدستوري الذي ساد منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ويطالب المحتجون بعزل بقية النخبة الحاكمة ومن ضمنهم الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، ورئيس الوزراء نور الدين بدوي.

تأتي هذه التطورات السياسية في ظل مصاعب اقتصادية تواجهها الجزائر التي تعتمد على إيرادات بيع الغاز والنفط على إثر التقلبات التي تشهدها الأسعار في أسواق الطاقة، ودفع الوضع الاقتصادي الحكومة الجزائرية إلى تبني بعض الإصلاحات الاقتصادية بهدف تشجيع الاستثمار وتنويع الاقتصاد.

للمزيد حول الوضع في الجزائر: ماذا يحدث في الجزائر؟

نفط وغاز الجزائر .. هل ينقذوها من أزمتها الاقتصادية الحالية؟ 

لآخر تطورات سوق النفط:

أوبك واتفاق جديد لخفض إنتاج النفط... فما هي تفاصيل رحلة خفض الإنتاج وما الجديد؟

ويتنافس في الانتخابات الجزائرية 5 مرشحون، هم الذين تم قبول أوراق ترشحهم، وشغل أغلبهم مناصب تنفيذية وتشريعية في الدولة.

نستعرض في هذا التقرير نبذة سريعة عن المرشحين الخمسة.

(المصادر: المواقع الرسمية لحملات المرشحين وتقارير إعلامية)

 

1- عز الدين ميهوبي

خلفيته

هو وزير ثقافة سابق وعمل بالصحافة وشغل مناصب في أجهزة إعلامية بالدولة، كما كان عضو بالبرلمان.

ولد عام 1959 بالعين الخضراء بولاية المسيلة في شرق الجزائر. حصل على دبلوم الإدارة العامة من المدرسة الوطنية للإدارة، وهي معهد حكومي للدراسات العليا في العاصمة الجزائر يهتم بتدريب كوادر إدارية، عام 1984.

وحصل على دبلوم دراسات عليا متخصصة في الاستراتيجيات من جامعة الجزائر عام 2007.

تولى عز الدين ميهوبي رئاسة تحرير جريدة الشعب الجزائرية اليومية المملوكة للحكومة عام 1990 ثم عمل كمدير للأخبار بالتلفزيون الجزائري عام 1996، ثم مدير عام للمؤسسة الوطنية للإذاعة عام 2006، ثم مدير عام المكتبة الوطنية الجزائرية عام 2010، ثم رئيس المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر، وهو هيئة استشارية لرئاسة الجمهورية، عام 2013 ثم وزير للثقافة عام 2015. وله عدد من المؤلفات الأدبية والشعرية.

مسيرته السياسية بدأت بالانضمام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عند تأسيسه عام 1997.

 

خلفية عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي

هو حزب مقرب من حزب جبهة التحرير الوطني، وهي التي قادت حركة التحرير ضد الاستعمار الفرنسي وجاء منها معظم الرؤساء الذين حكموا البلاد منذ جلاء الفرنسيين عام 1962.

و تحالف حزب التجمع الوطني الديمقراطي مع حزب جبهة التحرير الوطني في انتخابات نيابية سابقة وترأسه أحمد أويحيى، رئيس الوزراء الجزائري السابق الذي طالبت باسقاطه الاحتجاجات، والذي يحاكم هذا الشهر بتهم تتعلق بتبديد أموال عامة وإساءة استغلال السلطة ومنح منافع وامتيازات غير شرعية لبعض رجال العمال، حسب تقارير إعلامية.

 

وانتخب عز الدين ميهوبي نائب بالبرلمان من 1997 إلى 2002 وأصبح أمين عام للحزب عام 2019.

 

وعوده الانتخابية

يعد عز الدين بإجراء إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية لتحقيق مطالب الحراك الشعبي.

يستهدف هذا البرنامج تحقيق معدل نمو لا يقل عن 5% سنويا واستعادة توازن الاقتصاد بحلول عام 2021 ويتضمن انشاء وزارة للاقتصاد للتنسيق ووضع السياسات الاقتصادية وتطبيق إصلاحات ضريبية وتحسين إجراءات تأسيس الشركات والحد من البيروقراطية وتطوير الصناعات المحلية وتشجيع ريادة الأعمال والوصول بالكهرباء المنتجة من الطاقة الشمسية إلى 5,000 ميجاوات عام 2025 وتسريع استكشافات الغاز الجديدة.

وقالت تقارير صحفية ان عز الدين ميهوبي يحظى بدعم حزب جبهة التحرير الوطني، وهو ما قد يدعم فرصه للفوز لكنه أيضا يعرضه لإنتقادات في صفوف المحتجين نظرا لخلفية حزب جبهة التحرير الوطني ولكنه دافع عن نفسه قائلا أنه تابع للدولة وليس الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، بحسب تصريحات نقلتها وسائل الإعلام.

عبد المجيد تبون

خلفيته

هو رئيس وزراء الجزائر الأسبق في عهد الرئيس عبد العزيز بوتفليقه وتولى عدد من الوزارات في حكومات مختلفة.

ولد عام 1945 بولاية النعامة شمال غرب الجزائر. تخرج من المدرسة الوطنية للإدارة عام 1969 وتولى عدد من الوظائف بالإدارات المحلية وعين والي على ولايات "أدرار"و "تيارات" جنوب الجزائر و "تيزي وزو" في شمال شرق البلاد في 1983 و1984 و1989 بالترتيب.

 تولى أول منصب وزاري عام 1991 كوزير منتدب مكلف بالجامعات المحلية ثم شغل منصب وزير الاتصال والثقافة عام 1999 وكذلك وزارة السكن والعمران من 2001 إلى 2002 وفي عام 2012.

وشغل منصب وزير التجارة بالنيابة عام 2017 قبل أن يتم تسميته رئيس للوزراء في مايو 2017.

 

وعوده الانتخابية

يتضمن البرنامج الانتخابي لعبد المجيد تبون إصلاحات سياسية واقتصادية من ضمنها مراجعة الدستور وتعديل قوانين الانتخابات لتسهيل وصول الشباب لمناصب الحكم المحلي وإجراء إصلاحات ضريبية بإعفاء أصحاب الدخول المنخفضة من الضرائب وإلغاء الضرائب ذات المردود المنخفض وفرض ضريبة على الثروة. وكذلك تشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة واستكشافات الغاز والبترول وتشجيع القطاع السياحي وتسهيل منح التأشيرات واستبدال المنتجات المستوردة بمنتجات مصنعة محليا.

يؤكد عبد المجيد تبون دائما على انه مرشح حر، حسب تصريحاته الصحفية.

وقد تم التحقيق مع ابنه في قضية غسيل أموال، حسب وسائل إعلام جزائرية، كما استقال مدير حملته عبد الله باعلي بسبب ما أرجعته بعض التقارير الإعلامية لخلافات بينهما.

 

عبد القادر بن قرينة

خلفيته

هو وزير ونائب سابق بالبرلمان الجزائري ورئيس حركة البناء الوطني وهو صاحب توجهات سياسية ذات ميول إسلامية.

 

خلفية عن حركة البناء الوطني

هي حركة تأسست حديثا من قبل أعضاء سابقين في حركة مجتمع السلم الإسلامية وتقول انها ذات فكر إسلامي معتدل، حسب موقع الحركة وتقارير إعلامية.

خلفية عن حركة مجتمع السلم

هي حركة المجتمع الإسلامي سابقا قبل تغيير اسمها، وأسست عام 1991 و هي أكبر حزب إسلامي في الجزائر وكان لها ارتباط بجماعة الإخوان المسلمين، حسب تقارير إعلامية.

 

ولد عبد القادر بن قرينة عام 1962 بولاية ورقلة شرق الجزائر. وهو حاصل على شهادة دراسات عليا في الإلكترونيات وشهادة دراسات معمقة- نوع من شهادات الدراسات العليا- في العلوم السياسية.

هو أحد مؤسسي حركة مجتمع السلم عام 1991 وانتخب نائب بالبرلمان عام 1997 وتم تسميته وزير للسياحة في نفس العام.

وانتخب نائب في البرلمان مرة أخرى عام 2002. وعمل عبد القادر بن قرينة مع الشيخ محفوظ نحناح مؤسس حركة مجتمع السلم التي تتخذ من الإسلام مرجعية لها. وكذلك يعد من مؤسسي حركة البناء الوطني في عام 2013 وترأسها منذ مارس 2018.

 

وعوده الانتخابية

يتضمن برنامج عبد القادر بن قرينة إصلاحات سياسية تتضمن تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية مقابل تدعيم صلاحيات البرلمان وتكريس الحريات السياسية والإعلامية وتحسين أداء مؤسسات الدولة.

على المستوى الاقتصادي، تضمن البرنامج التحول من الاقتصاد المبنى على عائدات النفط والغاز، وتحقيق معدل نمو بين 5% و7% على مدى 5 سنوات عبر تنويع مصادر الدخل وزيادة الصادرات لدعم سعر صرف العملة، و رفع مساهمة القطاع الزراعي والصناعي والسياحي في الاقتصاد، وضبط المالية العامة عن طريق إصلاحات ضريبية ومراجعة برامج الدعم الحكومي.

وكذلك يهدف البرنامج إلى تنشيط القطاع المصرفي والأسواق المالية والبورصة الجزائرية وفتح بعض القطاعات أمام الاستثمار الخاص وتحسين مناخ الأعمال.

ولا يحظى عبد القادر بن قرينة بدعم حركة مجتمع السلم والتي أعلنت أنها لن يكون لها مرشحين في الانتخابات ولن تدعم أحدا بعينه، حسب تقارير إعلامية.

 

علي بن فليس

خلفيته

هو رئيس وزراء سابق ووزير للعدل ومرشح انتخابات رئاسية سابق.

ولد علي بن فليس عام 1944 بولاية باتنة شرق الجزائر. حصل على شهادة ليسانس الحقوق عام 1968 وعمل بالقضاء حتى عام 1974 ثم عمل كمحامي.

شغل منصب وزير العدل من عام 1988 إلى عام 1991 وانتخب نائب قي البرلمان عام 1997.

وأدار الحملة الانتخابية للرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في انتخابات 1999 وعين بعدها أمين عام لرئاسة الجمهورية ثم مدير ديوان رئاسة الجمهورية.

وتم تعيينه رئيس للوزراء منذ عام 2000 وحتى عام 2003. وتم انتخابه أمين عام لحزب جبهة التحرير الوطني عام 2001. وترشح علي بن فليس في الانتخابات الرئاسية عام 2004 وعام 2014 وهو رئيس حزب طلائع الحريات.

 

خلفية عن حزب طلائع الحريات

هو حزب أسسه علي بنفليس عام 2015 و لم يعلن عن أيديولوجيا معينة للحزب، حسب تقارير إعلامية.

 

وعوده الانتخابية

ووضع علي بن فليس عنوان "برنامج الاستعجال الوطني" كشعار لبرنامجه الإنتخابي والذي يتضمن إصلاحات سياسية مثل تعديل الدستور ووضعه للاستفتاء وانتخاب برلمان جديد، وإصلاحات قضائية واقتصادية تتعلق بتحسين مناخ الأعمال وتنشيط الاستثمار وإصلاح المنظومة الضريبية والتحول في مصادر الطاقة وإدماج الاقتصاد الموازي وتشجيع القطاعات الاقتصادية غير النفطية.

 

عبد العزيز بلعيد

خلفيته

هو نائب سابق في البرلمان.

ولد في عام 1963 ببلدية مروانة بولاية باتنة شرق الجزائر. حصل على شهادة الدكتوراة في الطب وليسانس في الحقوق.

انتخب رئيس للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين بين 1986 و2007.

وانتخب عضو بالبرلمان من 1997 إلى 2007. استقال عبد العزيز بلعيد من جبهة التحرير الوطني عام 2011 وأسس حزب جبهة المستقبل عام 2012.

 

خلفية عن حزب جبهة المستقبل

يقول الحزب على موقعه الرسمي أن أفكاره مستلهمة من ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي ويدعو لإحترام الحريات والحقوق وتأسيس دولة قوية.

وعوده الانتخابية

ركز برنامج عبد العزيز بلعيد على سياسات الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي عن طريق اتباع سياسات تنويع الاقتصاد بعيدا عن إيرادات الطاقة وتشجيع الاستثمار في الطاقة المتجددة والصناعات المرتبطة بالنفط والغاز وإصلاح شركات القطاع العام وتشجيع الاستثمار.

 

(وقد عمل تميم سابقا كمراسل صحفي لوكالتي بلومبرج و رويترز بالقاهرة)

(تحرير: ياسمين صالح، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

© ZAWYA 2019

إخلاء المسؤوليّة حول المحتوى الأصلي
تم كتابة محتوى هذه المقالات وتحريره من قِبل ’ ريفينيتيف ميدل ايست منطقة حرة – ذ.م.م. ‘ (المُشار إليها بـ ’نحن‘ أو ’لنا‘ (ضمير المتكلم) أو ’ ريفينيتيف ‘)، وذلك انسجاماً مع
مبادئ الثقة التي تعتمدها ريفينيتيف ويتم توفير المقالات لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقترح المحتوى أي استشارات بخصوص جوانب قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء بشأن ملاءمة أو قيمة أو ربحية أي استراتيجية معيّنة تتعلق بالاستراتيجية الأمنية أو المحافِظ أو الاستثمار.
وبموجب الحد الذي يسمح به القانون المعمول به، لن تتحمّل ’ ريفينيتيف ‘، وشركتها الأم والشركات الفرعية والشركات التابعة والمساهمون المعنيون والمدراء والمسؤولون والموظفون والوكلاء والمٌعلنون ومزوّدو المحتوى والمرخّصون (المشُار إليهم مُجتمعين بـ ’أطراف ريفينيتيف ‘) أي مسؤولية (سواءً مجتمعين أو منفردين) تجاهك عن أية أضــرار مباشــرة أو غيــر مباشــرة أو تبعيــّة أو خاصــة أو عرضيّة أو تأديبية أو تحذيريّة؛ وذلك بما يشمل على سـبيل المثـال لا الحصـر: خسـائر الأرباح أو خسارة الوفورات أو الإيرادات، سـواء كان ذلك بسبب الإهمال أو الضـرر أو العقـد أو نظريـات المسـؤولية الأخرى، حتـى لـو تـم إخطـار أطـراف ’ ريفينيتيف ‘ بإمكانيـة حـدوث أيٍ مـن هـذه الأضرار والخسـائر أو كانـوا قـد توقعـوا فعلياً حدوثهـا