انتشرت في السنوات الأخيرة السندات الخضراء مع تبني حكومات العالم, بما في ذلك دول شرق أوسطية، لمفهوم الاقتصاد الأخضر وما يرتبط به من أنشطة اقتصادية منخفضة الانبعاثات الكربونية ومحدودة الأثر البيئي. ولذلك أصبح اللون الأخضر شعار لها. 

لكن هناك نوع آخر من السندات البيئية, لونها أزرق!

لماذا الأزرق؟

السندات الزرقاء تركز بالأساس على البحار والمحيطات وتنظيفها على عكس السندات الخضراء التي تركز على البيئة ككل، بحسب عمر الحسيني دكتور جامعي متخصص في الهندسة البيئية والتنمية المستدامة بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والكلية الكندية الدولية بالقاهرة.

وأضاف الحسيني، في حديث إلى زاوية عربي من القاهرة، أنه ممكن اصدار تلك السندات على خلفية أي مشروع يحافظ على التنوع الحيوي للبحار والمحيطات من كائنات بحرية وشعاب مرجانية أو المشروعات المتعلقة بنظافة الشواطئ وإزالة القمامة وتدوير مخلفات الأنشطة التي تقام على البحار.

وفي عام 2018 أصبحت جزر سيشل أول دولة في العالم تصدر السندات الزرقاء، إذ استحدثت آنذاك مع البنك الدولي سندات سيادية تهدف لأن تكون أداة مالية لدعم المشروعات البحرية ومزارع ومصائد الأسماك المستدامة، وجمعت منها 15 مليون دولار من مستثمرين دوليين، بحسب البنك الدولي.

ومنذ ذلك الحين تتركز غالبية إصدارات السندات الزرقاء في العالم على الرغم من "ندرتها" في قارة آسيا، وفق الحسيني.

وتمتلك قارة أسيا ما يزيد عن 100,000 كم من الشواطئ مما يجعل السندات الزرقاء وسيلة ملائمة لتمويل تطوير تلك المساحات الشاسعة مع حاجة القارة إلى نوع جديد من الديون المستدامة.

وباع بنك أوف تشاينا الصيني في سبتمبر الماضي سندات زرقاء بحوالي 964 مليون دولار للمساعدة في مشروعات مرتبطة بالبحار، كما باع فرع البنك الصناعي في هونغ كونغ في نوفمبر الماضي سندات شبيهة بقيمة 450 مليون دولار، وفق وكالة بلومبرغ الأمريكية.

مستقبل السندات الزرقاء 

توقع الحسنيي ألا تنتشر السندات الزرقاء مثل مثيلتها الخضراء "لأنها مرتبطة بمشروعات بعينها قد لا تكون محل اهتمام الجميع مثلها مثل البيئة ككل التي هي محور تركيز السندات الخضراء"، مشيرا إلى أن السندات الخضراء تتيح المزيد من الخيارات للمستثمرين.

وارتفعت المبيعات العالمية من السندات الخضراء خلال السنوات الخمس الماضية، وبيع منها حوالي 233 مليار دولار في 2020، بارتفاع بنسبة 13% تقريبا مقارنة بالعام الذي يسبقه، بحسب بيانات بلومبرغ.

وبالنسبة لمستقبل السندات الزرقاء في الشرق الأوسط، أشار دكتور الهندسة البيئية إلى أنه "من الممكن أن نرى إصدار السندات الزرقاء في دول مثل الإمارات ومصر على التوالي" إضافة إلى بعض دول الخليج الأخرى، لافتا إلى أن الإمارات مهتمة بالبيئة وتحاول تحسين استراتيجيتها الخاصة بالتنمية المستدامة.

أما بالنسبة لمصر، فلفت إلى أنه على الرغم من عدم انتشار السندات الخضراء بالحجم الكافي في البلد، إلا أنها تأتي في المرتبة الثانية من بين دول الشرق الأوسط الأقرب لإصدار السندات الزرقاء مستقبلا، غير أنه قال: "لكن الوقت لا يزال مبكر بعض الشيء" لمثل هذه الخطوة.

ورأى الحسيني أن بعض دول البحر المتوسط مثل إسبانيا وفرنسا من الممكن أن تلجأ للاستثمار الأزرق في المغرب، لكن قال إنه "في ظل تركز السندات الزرقاء في آسيا فمن المتوقع رؤيتها في الإمارات قبل المغرب بوقت طويل للغاية".

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي)

(تحرير أحمد فتيحة، للتواصل: yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح.

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام