قال مسؤول بوزارة الداخلية الأفغانية لرويترز، يوم الأحد، إن حركة طالبان دخلت العاصمة الأفغانية كابول، بعدما كانت الحركة سيطرت في وقت مبكر من صباح الأحد على مدينة جلال أباد الشرقية وبعد سيطرتها على 23 من عواصم الولايات من أصل 34، وذلك في الهجوم الذي بدأته بالتزامن مع انسحاب القوات الأجنبية من البلاد منذ 3 أشهر، في إطار سعيها للإطاحة بالحكومة المدعومة أمريكيا وإستعادة حكم كامل البلاد.

ومع بدء القوات الأجنبية بالانسحاب من أفغانستان في مايو الماضي، سرعان ما شن مسلحو طالبان هجوم استولوا خلاله على مساحات واسعة من المناطق الريفية دون مقاومة كبيرة، ثم تسارع تقدم الحركة بشكل كبير في الأيام الأخيرة لتستولي على العديد من المدن.

وتقول طالبان، وهي الحركة الجهادية الإسلامية التي أطاحت بها الولايات المتحدة عسكريا من الحكم عام 2001، إنها تمكنت من السيطرة على 7 منافذ حدودية وباتت تحصد ايراداتها الشهرية المقدرة ب7.3 مليار أفغاني (91 مليون دولار) شهريا، متعهدة باستخدام الموارد لتحسين الخدمات العامة للسكان.

ويتوقع أن ينتهي انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان بحلول نهاية أغسطس الجاري، الأمر الذي يثير مخاوف الدول الغربية من احتمال عودة إدارة معادية لمصالحها وراعية للإرهاب في أفغانستان مثلما ظهر ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية منه. ويقول محللون إن البلد يتوافر بها بعض العوامل التي ساهمت في صعود داعش، بحسب تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية يوم الثلاثاء. 

بينما تراها قوى أخرى مثل روسيا كالبديل الأقل شرا، حيث تعتبرها أقل دموية من تنظيم داعش، بحسب تقرير لصحيفة التايمز البريطانية الاثنين الماضي.

من جانبها، تبدو طالبان واعية بمقارنتها بداعش في الغرب، حيث بادرت بتحسين صورتها على الصعيد الدولي بإرسال بعثات دبلوماسية للمشاركة في محادثات مع كلاً من الولايات المتحدة والحكومة الأفغانية في قطر، وكذلك إلى إيران وروسيا مؤخراً لطمأنتهما بشأن اهدافها في إقامة نظام "إسلامي" ذات "علاقات إيجابية" مع "جميع دول العالم"، بحسب موقع صوت الجهاد التابع لطالبان.

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن، في دفاعه الشهر الماضي عن قرار سحب القوات، قد بدد التأكيد بأن طالبان سوف تسيطر على البلاد، مشيرا إلى أن قوام قوات الأمن الأفغانية البالغ 300 ألف هو أضعاف أعداد مقاتلي التي تقدر بـ 75 ألف.

وتتحدث تغطيات الصحافة الإقليمية والعالمية عن تفوق القوات الأفغانية جويا ولكن عدم وجود عدد كاف أو مؤهل من الجنود على الأرض.

وفي ما يلي تسلسل زمني لأبرز تحركات طالبان بأفغانستان في الأشهر ال3 الأخيرة:  

1مايو 2021: بدأت القوات الأمريكية الانسحاب من أفغانستان بناء على قرار الرئيس بايدن. 

نهاية يونيو: سيطرت حركة طالبان على بلدة شير خان بندر وهي المعبر الحدودي الرئيسي بين أفغانستان وطاجيكستان.

9 يوليو: قالت حركة طالبان إنها استولت على "إسلام قلعة"، وهو أهم معبر حدودي أفغاني مع إيران والذي يقع في ولاية هرات في غرب البلاد.

14 يوليو: سيطرت حركة طالبان على معبر سبين بولداك-شامان، وهو معبر حدودي هام مع باكستان. وبعدها أعادت القوات الباكستانية فتح المعبر، غير أنه في يوم 28 من الشهر نفسه قال سائقو الشاحنات إن كلفة الشحن البري ارتفعت بشكل كبير مع  سيطرة طالبان على المعبر وفرضها رسوم إضافية. 

6-8 أغسطس: سيطرت طالبان على 5 مدن: مدينة زارانج عاصمة ولاية نيمروز على الحدود مع إيران، وهي أول عاصمة لولاية أفغانية تسقط في أيدي طالبان منذ بدء الهجوم. وكذلك سيطرت على مدينة شبرغان عاصمة ولاية جوزجان، ومدينة تالقان عاصمة ولاية تخار، وساري بول عاصمة الولاية التي تحمل الاسم نفسه ولها أهمية اقتصادية واستراتيجية، إذ أنها غنية بحقول النفط.

كما سيطرت على مدينة قندوز الكبيرة في شمال أفغانستان وهي عاصمة ولاية قندوز التي تعتبر أهم مكسب لطالبان منذ مايو الماضي، وهي مدينة غنية بالمعادن، وتقع بالقرب من حدود طاجيكستان، إضافة إلى أنها كانت معقل شمالي رئيسي للحركة قبل عام 2001.

9 أغسطس: استولت حركة طالبان دون قتال على مدينة أيبك عاصمة ولاية سمنكان، لتصبح بذلك سادس عاصمة لولاية يسيطر عليها مقاتلو الحركة. وأحكمت طالبان سيطرتها على المباني الحكومية في مدينة آيبك عاصمة إقليم سمنكان الواقعة على الطريق الرئيسي بين مدينة مزار الشريف في الشمال والعاصمة كابول. وبهذا سيطرت الحركة على معظم شمال أفغانستان.

10 أغسطس: أعلنت حركة طالبان سيطرتها على 3 عواصم ولايات أخرى هي: مدينة فراه عاصمة ولاية فراه غربي أفغانستان، ومدينة بل خمري عاصمة ولاية بغلان التي تبعد 200 كيلومتر شمال عاصمة البلاد كابول، ومدينة فيض آباد عاصمة ولاية بدخشان في شمال البلاد.

12 أغسطس: سيطرت حركة طالبان على مدينة غزنة الاستراتيجية، وهي أقرب عاصمة ولاية من عاصمة البلاد كابول، إضافة إلى هرات ثالث أكبر مدن أفغانستان.

13 أغسطس: استولت طالبان على لشكركاه عاصمة ولاية هلمند في جنوب البلاد، كما سيطرت على مدينة بولي علم عاصمة لوغار على بعد 50 كلم من كابول، وعلى شغشران عاصمة ولاية غور. 

14 أغسطس: سيطرت حركة طالبان بعد قتال دام أيام على مدينة مزار شريف عاصمة إقليم بلخ وهي رابع كبرى مدن شمال أفغانستان ومدينة تاريخية كانت أحد دعائم سيطرة الحكومة على شمال البلاد، ما يجعل سقوطها ضربة قاسية للسلطات.

كما سيطرت الحركة على مدينة شرانة عاصمة ولاية بكتيكا شرقي أفغانستان.

15 أغسطس: سيطر مقاتلو حركة طالبان دون مقاومة على مدينة جلال أباد الشرقية وسيطروا على كل عواصم الولايات ماعدا كابول. وبعدها نقلت رويترز عن مسؤول بوزارة الداخلية الأفغانية قوله إن مقاتلي الحركة دخلوا العاصمة كابول، وقال المتحدث باسم الحركة إنها تجري محادثات مع الحكومة الأفغانية من أجل تسليم كابول سلميا.

 

(إعداد: مريم عبد الغني، وقد عملت مريم سابقا في عدة مؤسسات إعلامية من بينها موقع أصوات مصرية التابع لمؤسسة تومسون رويترز وتلفزيون الغد العربي) 

(للتواصل:yasmine.saleh@refinitiv.com)

سجل الآن ليصلك تقريرنا اليومي الذي يتضمن مجموعة من أهم الأخبار لتبدأ بها يومك كل صباح

 

© ZAWYA 2021

بيان إخلاء مسؤولية منصة زاوية
يتم توفير مقالات منصة زاوية لأغراض إعلاميةٍ حصراً؛ ولا يقدم المحتوى أي نصائح قانونية أو استثمارية أو ضريبية أو أي آراء تتعلق بملاءمة أو قيمة ربحية أو استراتيجية ‏سواء كانت استثمارية أو متعلقة بمحفظة الأعمال . للشروط والأحكام