PHOTO
يشهد العراق حالة من الاحتقان والتوترات منذ الأسبوع الماضي مع تصاعد الخلاف حول من سيقود الحكومة الجديدة، وهو الأمر الذي تسبب في شقاق بين الكتل الشيعية في البلاد.
ماذا يحدث؟
(بحسب تقارير إعلامية)
يرفض أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر مرشح الإطار التنسيقي -وهو تكتل شيعي يضم خصوم الصدر وساسة متحالفين مع إيران- لرئاسة الوزراء، وهو ما دفعهم لاقتحام مجلس النواب يوم السبت وإعلان الاعتصام داخله.
والصدر هو رجل دين شيعي يحظى بدعم قاعدة كبيرة في العراق، ولديه حضور سياسي قوي واشتهر بمعارضته نفوذ كل من الولايات المتحدة وإيران.
وجرت العادة، منذ الغزو الذي أطاح بصدام حسين، بأن يكون رئيس البرلمان من السنة، ورئيس الجمهورية من الأكراد، ورئيس الوزراء من التيار الشيعي، الذي يهيمن على السياسة العراقية منذ الغزو.
وفي الانتخابات التشريعية التي أجريت في أكتوبر الماضي، فازت كتلة الصدر بـ 73 مقعد من أصل 329 وأصبحت أكبر كتلة في مجلس النواب، لكن بعد تعثرها في تشكيل حكومة جديدة بفعل الفصائل المدعومة من إيران، استقال نواب كتلة الصدر من البرلمان في يونيو الماضي بطلب من الصدر.
وكان الصدر متمسك بتشكيل حكومة أغلبية وطنية (أغلبية سياسية) وفق ما أعلنه عقب الفوز في الانتخابات، ويدعم الزعيم الشيعي سيادة العراق ووضع حد للتدخلات الإقليمية في الشؤون الداخلية.
لكن بعد انسحاب نواب الصدر من البرلمان، أصبح تحالف "الإطار التنسيقي" الأكبر في البرلمان. وفي أعقاب ذلك، طرح نوري المالكي رئيس الوزراء السابق وخصم الصدر، وهو أيضا عضو في الإطار التنسيقي، نفسه لتولي منصب رئيس الحكومة، لكنه تراجع بعد انتقادات الصدر له.
وبعدها، أعلن الإطار التنسيقي ترشيح محمد شياع السوداني، ما أثار غضب أنصار الصدر لأنهم يعتبرون السوداني موالي للمالكي، وخرجوا في مظاهرات واقتحموا مبنى البرلمان وأعلنوا الاعتصام داخله.
وأمس الاثنين، تجمع الآلاف من الفصائل المعارضة للصدر في العاصمة بغداد، احتجاجا على اقتحام مبنى البرلمان.
وفي محاولة لفض الاشتباك السياسي المتصاعد منذ أيام، دعا رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يوم الاثنين، القوى السياسية إلى التهدئة والحوار ووضع خارطة طريق لإنهاء ما وصفه بـ"احتقان سياسي كبير قد ينذر… بعواقب وخيمة".
ويوم الثلاثاء، دعا التيار الصدري أنصاره لإخلاء مبنى البرلمان، ونقل اعتصامهم إلى باحته الخارجية.
وإلى جانب أزمة اختيار رئيس الحكومة الجديدة، يعيش العراق حالة من الشلل السياسي، إذ فشلت أيضا مفاوضات بين القوى السياسية الكبرى في انتخاب رئيس للجمهورية.
وتأتي تلك التوترات السياسية فيما يعاني العراق من وضع اقتصادي سيء، وعرقل الشلل السياسي في البلد إجراءات كثيرة يحتاجها العراق.
ويعاني العراقيون من انقطاع الكهرباء والمياه، إلى جانب مشاكل ارتفاع أسعار الغذاء والجفاف وتهديد تنظيم الدولة الإسلامية.
وتتولى حكومة رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي مهام تصريف الأعمال حاليا لحين تشكيل حكومة جديدة.
(إعداد: شيماء حفظي، تحرير: مريم عبد الغني، للتواصل rim.shamseddine@lseg.com)
#أخبارسياسية
للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا