لم يجد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون (58 عام) مفر من الاستقالة، يوم الخميس، لاحتواء التفكك المتزايد في حكومته حتى بعد اختيار وزراء جدد ليحلوا محل الوزراء المستقيلين، بعد سلسلة استقالات عصفت بحزب جونسون وحكومته.

واستقال جونسون من رئاسة الحكومة بإعلانه استقالته من منصب الرئيس التنفيذي لحزب المحافظين الحاكم، الذي يتولى السلطة منذ 12 عام.

ولن يرحل جونسون على الفور من منصبه، بل سيبقى رئيسا للوزراء حتى انتخاب بديل له بحلول أكتوبر المقبل. وكان جونسون تولى منصبه في 24 يوليو 2019، وسبق أن تولى حقيبة الخارجية من يوليو 2016 إلى يوليو 2018.

واستقال نحو 60 من أعضاء الحكومة منذ يوم الثلاثاء، وكانت البداية بوزيري المالية والصحة، مع تصاعد الغضب بشأن فضيحة الحفلات في داونينغ ستريت (مقر الحكومة) أثناء فترة الحجر الصحي. 

وحركة الاستقالات تلك كانت أحدث موجات الضغط على جونسون لمطالبته بترك منصبه بسبب مخالفته لقواعد التعامل مع جائحة كورونا والتي عرفت بفضيحة "بارتي جيت"، إضافة للضغوط الاقتصادية على الميزانية وارتفاع التضخم الذي رفع تكاليف الكهرباء والغاز الطبيعي.

وارتفع التضخم في بريطانيا خلال شهر مايو الماضي إلى أعلى مستوى منذ 40 عام ليبلغ 9.1%.

وجاء في تقرير لهيئة الرقابة المالية الحكومية أن المالية العامة تسير على "مسار غير مستدام" وإن هناك حاجة إلى زيادة الضرائب أو خفض الإنفاق، وفق بلومبرغ.

وزير مالية من أصل عراقي؟

(بحسب تقارير إعلامية)

بعد استقالة وزير المالية السابق ريشي سوناك يوم الثلاثاء، قرر جونسون في وقت لاحق من اليوم نفسه تعيين ناظم الزهاوي (55 عام)، وزير التعليم السابق في حكومته، وزير جديد للمالية في بريطانيا. 

لكن محاولة جونسون السيطرة على موجة الغضب والاستقالات بتعيين وزير جديد للمالية وآخر للصحة باءت بالفشل، إذ انضم الزهاوي فور توليه منصبه إلى صفوف مناهضي جونسون وطالبه بالاستقالة من منصب رئيس الوزراء.

ولد الزهاوي في العراق عام 1967 لأبوين كرديين، لكن مع اضطهاد الرئيس الراحل صدام حسين لجأت عائلته إلى بريطانيا عندما كان في سن التاسعة. وشغل جده منصب محافظ البنك المركزي العراقي لفترة ما.

درس الهندسة الكيميائية بكلية لندن الجامعية. وفشل في عام 1997 في أن يصبح عضو بالبرلمان.

برز كرائد أعمال بعدما شارك في تأسيس شركة أبحاث السوق الشهيرة YouGov عام 2000 المتخصصة في استطلاعات الآراء عبر الإنترنت، وأدرجت في بورصة لندن عام 2005.

ثم تحول لمجال السياسة، فعمل مستشار للروائي والنائب السابق عن حزب المحافظين جيفري آرتشر، وانتخب كمرشح لحزب المحافظين في 2010 وفاز بمقعد برلماني عن دائرة سترتفورد أبون إيفون.

وفي نوفمبر عام 2020، تولى منصب الوزير المسؤول عن لقاحات كورونا، ثم منصب وزير شؤون التعليم العام الماضي.

ويعتقد أن الزهاوي من أغنى السياسيين في البرلمان، بحسب بي بي سي.

 

(إعداد: شيماء حفظي، تحرير: مريم عبدالغني، للتواصل yasmine.saleh@lseg.com)

#أخبارسياسية

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا