* تم التحديث بتفاصيل 

بدأ عدد من وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية يوم الاثنين أولى زياراتهم للدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، بدءا من بكين، ضمن تحرك لوقف إطلاق النار في غزة، فيما يتواصل لليوم الـ 45 على التوالي القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وسط استهداف وحصار للمستشفى الإندونيسي، الذي يعتبر المستشفى الوحيد الذي يعمل جزئيا في شمال القطاع.

وبرئاسة وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، التقت اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية والمعنية ببلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة بوزير الخارجية الصيني وانغ يي في بكين. 

وانعقدت القمة في وقت سابق من نوفمبر الجاري في الرياض، وقررت بدء تحرك دولي لوقف الحرب في غزة.

وبحسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية السعودية يوم الاثنين "يأتي هذا التحرك باسم جميع الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، باتجاه الوقف الفوري لإطلاق النار على قطاع غزة والضغط من أجل عملية سياسية جادة وحقيقية لتحقيق سلام دائم وشامل... واتخاذ الإجراءات الرادعة لوقف جرائم سلطات الاحتلال الاستعمارية ضد الإنسانية، مع تأمين ممرات إغاثية عاجلة".

وبثت قناة العربية السعودية كلمة لوزير الخارجية السعودية من بكين قال فيها "لقد أتينا في مستهل جولتنا على عدد من العواصم محملين برسالة من قادة العالم العربي والإسلامي، رسالة هي واضحة أن الحرب يجب أن تتوقف فورا، لا بد أن ننتقل إلى وقف لإطلاق النار فورا، لا بد أن تدخل المواد الإغاثية والمساعدات فورا لا بد أن نتجنب المزيد من القتل".

ولاحقا قال الوزير السعودي وإلى جانبه وزيري الخارجية المصري والأردني، "لا زال الوضع في غزة خطير ولا زال الوضع يتصاعد مع الأسف في غياب تحرك دولي فاعل وفي غياب اتخاذ المجتمع الدولي المواقف اللازمة لوقف الاعتداءات المستمرة والانتهاكات المستمرة من قبل إسرائيل للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي".

وشارك في لقاء وانغ يي أعضاء اللجنة الوزارية وهم وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي ووزير الخارجية المصري سامح شكري ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي ووزيرة خارجية إندونيسيا ريتنو مارسودي والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، بحسب بيان وزارة الخارجية السعودية على إكس.

فيما أكد وزير خارجية الصين وانغ يي، بحسب رويترز أن بكين "دعمت دوما القضية العادلة للشعب الفلسطيني لإعادة حقوقهم ومصالحهم الوطنية الشرعية".

ودعا الوزير الصيني المجتمع الدولي إلى التحرك لإنهاء الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.

وسبق للصين أن عبرت عن موقفها الداعي إلى تنفيذ "حل الدولتين" وإقامة دولة فلسطين المستقلة.

وفي بيان لاحق يوم الاثنين، شدد أعضاء اللجنة على "أهمية الوقف الفوري للتصعيد العسكري، والتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة، وسرعة إدخال المساعدات الإنسانية الضرورية، لتجنب تفشي الكارثة الإنسانية في قطاع غزة".

وأعرب الوزراء، خلال اجتماعهم بوزير خارجية الصين عن "رفضهم التام لما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من حرب ضد مفهوم حل الدولتين، وضد تقرير المصير، وضد الحرية والاستقلال، وضد الوجود الفلسطيني على أرض دولة فلسطين".

يأتي هذا فيما من المقرر أن تستضيف موسكو اجتماع لوزراء خارجية بلدان من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي يوم الثلاثاء لبحث الوضع في غزة، بحسب ما نقلته رويترز الاثنين عن وكالة الإعلام الروسية.

حصار وقصف المستشفى الإندونيسي

يقترب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي بدأ في 7 أكتوبر الماضي من شهره الثاني، إثر شن حركة حماس هجوم مفاجئ على إسرائيل لترد تل أبيب بعملية عسكرية على القطاع توسعت فيما بعد لمواجهات برية.

ونقلت صحيفة تايمز أوف إسرائيل عن الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، أن جندي ثالث قتل خلال العملية البرية في شمال قطاع غزة، مما يرفع عدد القتلى في صفوف الجيش منذ بدء العملية البرية ضد حماس إلى 66.

وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) يوم الاثنين أن المدفعية الإسرائيلية قصفت المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، فجر يوم الاثنين، ما أدى إلى مقتل 12 من الجرحى الذين كانوا يتلقون العلاج فيه وإصابة اثنين من الكوادر الطبية.

وكانت وفا قد أفادت في بيان سابق بأن ما لا يقل عن 8 أشخاص قتلوا فيما أصيب عشرات آخرين، نتيجة استهداف المستشفى ومحيطه، فضلا عن "إطلاق الرصاص الحي صوب كل من يتحرك خارج باب المستشفى".

وأضافت وفا نقلا عن مصادر طبية أن المدفعية الإسرائيلية قصفت الطابق الثاني من المستشفى "ما أدى لتدمير المكان بشكل كبير".

وأدى القصف إلى انقطاع الكهرباء عن المستشفى بعد توقف مولداته الكهربائية عن العمل، بحسب وفا عن شهود عيان.

ولا يزال آلاف النازحين متواجدين داخل المستشفى، فضلا عن 150 جريح وطواقم طبية وعاملين في المستشفى، بحسب وفا عن المصادر الطبية.

ووفق وفا، تحاصر القوات الإسرائيلية المستشفى "عبر عشرات الآليات العسكرية الثقيلة والمدفعيات، في محيط أقل من كيلو متر واحد فقط"، بالإضافة إلى "انتشار القناصة على أسطح المباني القريبة من المستشفى، الأمر الذي يحول دون وصول مركبات الإسعاف إلى المستشفى لنقل الجرحى باعتباره المستشفى الوحيد الذي يعمل بشكل جزئي في شمال القطاع".

ومساء الاثنين، ذكرت قناة الحدث التابعة لقناة العربية السعودية أن يوم الاثنين شهد إجلاء عدد من الجرحى من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى ناصر، على أن يجري نقل باقي المرضى لاحقا.

وقال الجيش الإسرائيلي، في رد على سؤال لرويترز الاثنين، إن قواته ردت بإطلاق النار على مقاتلين داخل المستشفى، مضيفا: "فتح الإرهابيون أثناء الليل النار من داخل المستشفى الإندونيسي في غزة تجاه قوات الجيش التي كانت تقوم بعمليات خارج المستشفى".

وأضاف أن القوات اتخذت عدة إجراءات لتقليل الضرر على غير المقاتلين.

وفي بيان منفصل، أفادت وكالة وفا، أن المدفعية الإسرائيلية قصفت، فجر الاثنين، مدرسة الكويت، القريبة من المستشفى الإندونيسي، التي تأوي عدد من النازحين.

ووفق وفا، لم يتسن معرفة عدد القتلى والإصابات "بسبب انقطاع الاتصالات في شمال القطاع" ولتعذر مركبات الإسعاف عن الوصول إلى المكان بسبب الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية على المستشفى الإندونيسي ومحيطه.

تأتي محاصرة المستشفى الإندونيسي بعد إخلاء مجمع مستشفى الشفاء في غزة من النازحين والطواقم الطبية فيما بقي فيه المرضى العاجزين عن الحركة وعدد من الطواقم الطبية. 

وفرضت القوات الإسرائيلية حصار شديد على مجمع الشفاء على مدى أيام، وخرج عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود، وعدم السماح لسيارات الإسعاف بالخروج منه أو الدخول إليه.

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة من جراء العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 12.7 ألف قتيل، وتخطى عدد المصابين 30 ألف، بحسب ما نقلته وكالة وفا عن وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين.

استهداف تل أبيب

قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- مساء الاثنين إنها قصفت تل أبيب برشقة صاروخية، بحسب ما أوردته قناة الحركة على تطبيق تليغرام. 

وأفاد مراسل قناة الحدث بأن قصف تل أبيب مساء الاثنين هو أكبر استهداف صاروخي لها منذ بدء الحرب الحالية.

وبثت القناة مقطع فيديو يظهر تل أبيب أثناء دوي صفارات الإنذار، والقبة الحديدية وهي تعترض صواريخ في سماء المدينة.

الأطفال الخدج 

قال مصدران أمنيان أحدهما متواجد في معبر رفح إن شاحنتي وقود محملتان بنحو 48 ألف لتر عبرت المعبر إلى القطاع ودخل 64 مصاب من مرضى السرطان، الذين تقرر نقلهم إلى تركيا بعد وصولهم إلى مصر. كما عبر 190 من مزدوجي الجنسية المعبر إلى مصر.  

وكانت وسائل إعلام قد أفادت يوم الأحد أنه تم نقل 31 طفل خدج إلى المستشفى الإماراتي في رفح بعد إجلائهم من مجمع الشفاء.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر حسابه على إكس يوم الاثنين، أن طواقم الإسعاف التابعة له انطلقت من أمام المستشفى الإماراتي في رفح، لنقل 28 طفل من الأطفال الخدج إلى معبر رفح، تمهيدا لنقلهم لتلقي العلاج في مستشفيات مصر، وذلك بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وبثت قناة القاهرة الإخبارية المصرية عبر صفحتها في فيسبوك مشاهد من لحظة وصول عدد من الأطفال الخدج إلى معبر رفح. 

وقال مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر منصة إكس مساء الاثنين، إن 12 رضيع ممن أُدخلوا إلى العريش تم نقلهم جوا إلى القاهرة.

وأضاف أن جميع الرضع يعانون من حالات عدوى خطيرة وأمراض أخرى، ويحتاجون إلى رعاية طبية متخصصة، مشيرا إلى أن 3 أطفال خدج بقوا في المستشفى الإماراتي في جنوب قطاع غزة لتلقي العلاج.

لبنان

قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر منصة إكس، إن الجيش أغار الاثنين على "خلية مخربين حاولت إطلاق قذائف مضادة للدروع في منطقة قرية مروحين (في جنوب لبنان)… وعلى بنى تحتية إرهابية لحزب الله داخل لبنان ردا على إطلاق القذائف من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية".

وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، الاثنين، أن قصف مدفعي إسرائيلي استهدف كنيسة مار جرجس في بلدة يارون في جنوب لبنان وألحق بها أضرار كبيرة. ولم تذكر الوكالة ما إن كان أحد كان بداخل الكنيسة أم لا وقت القصف.

وتزداد التوترات بين جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران المعادية لإسرائيل والجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان منذ بداية الصراع مع حماس.

الحوثيون
نشر يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران، مساء الاثنين عبر منصة إكس، مقطع فيديو يظهر عملية استيلاء الجماعة على سفينة في البحر الأحمر قالت إنها إسرائيلية، وأعلنت احتجازها الأحد، واقتيادها لساحل اليمن ردا على الحرب الإسرائيلية على غزة.

وأظهر المقطع طائرة هليكوبتر تهبط على سطح سفينة ويخرج منها أفراد مسلحون ينتشرون على سطح السفينة ويسيطرون على غرفة التحكم بمن فيها. وظهر بالفيديو اسم السفينة وهو "غالاكسي ليدر"، والتي ذكرت وسائل إعلام يوم الأحد أنها مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي. 

وقبل الاستيلاء على السفينة، كانت جماعة الحوثيين حذرت، الأحد، من أنها ستستهدف كل السفن التي ترفع علم إسرائيل أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية، وطالبت جميع الدول بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنب الشحن على متن هذه السفن أو التعامل معها.

وفي أعقاب هذا الحادث، أوردت رويترز الاثنين نقلا عن بيانات شحن وشركة أمبري البريطانية للأمن البحري أن سفينتين تجاريتين غيرتا مسارهما في البحر الأحمر وخليج عدن، وهما مرتبطتان بنفس الشركة التي استولى الحوثيون على سفينة تابعة لها الأحد.

اتفاق الرهائن والهدنة 

نقلت رويترز يوم الاثنين عن الرئيس الأمريكي جو بايدن قوله إنه يعتقد أن التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس في غزة بات قريبا.

وتتوسط قطر من أجل التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل يتعلق بأسرى اقتادتهم حركة حماس إلى قطاع غزة أثناء هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ويصل عددهم -وفق إسرائيل- إلى 240 شخص.

وكثرت مؤخرا التصريحات والأنباء بشأن قرب التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل، لكن لم يصدر تصريح رسمي من أي من الجانبين عن التوصل إلى اتفاق بينهما حتى الآن. 

وقال مسؤول مكتب الشهداء والأسرى والجرحى في حركة حماس زاهر جبارين، في تصريحات مساء الاثنين، إن إسرائيل ما زالت "تماطل" في ما يخص الهدنة، مضيفا: "حددنا إطار عام لتطبيق أي اتفاق وهو وقف إطلاق النار و(هو) شرطنا لإتمام الهدنة وتطبيقها بشكل كامل".

وأضاف جبارين، وفق قناة حماس على تليغرام، أن إسرائيل خرقت التزاماتها مع الوسطاء مرات عديدة.

تداعيات خارجية 

استدعت إسرائيل الاثنين سفيرها لدى جنوب إفريقيا -التي تنتقد العملية الإسرائيلية على غزة- في أعقاب تصريحات صدرت مؤخرا من جنوب إفريقيا، وفق ما نقلته صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن وزارة الخارجية الإسرائيلية. 

وبحسب رويترز، فقد قال حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم في جنوب إفريقيا إنه سيدعم تحرك برلماني يدعو لإغلاق السفارة الإسرائيلية في البلد. جاء هذا بعدما كان البلد استدعى سابقا دبلوماسييه من إسرائيل.

وكان وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين قال قبل أكثر من أسبوعين إن الضغط الدولي على بلاده سيزداد فيما يتعلق بالعمليات العسكرية في غزة، متوقعا أن إسرائيل أمامها أسبوعين أو ثلاثة قبل تنامي الضغوط الدولية عليها.
 

(إعداد: جيهان لغماري وأحمد حسن، تحرير: مريم عبد الغني، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا