* تم التحديث بتفاصيل

تواصل الأحد لليوم الـ 44 على التوالي القصف الإسرائيلي على قطاع غزة، موقعا قتلى وجرحى، مع استمرار الجهود الدولية الرامية لإنهاء القتال القائم، فيما توعدت جماعة الحوثي اليمنية باستهداف السفن الإسرائيلية ردا على الحرب على غزة.

وأوردت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن 15 فلسطيني قُتلوا فجر الأحد إثر قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية لمنزلين في مخيم النصيرات وخان يونس في قطاع غزة.

ووفق الوكالة، فقد سقط العشرات بين قتيل وجريح إثر استهداف القصف الإسرائيلي لمدرسة عمرو بن العاص في حي الشيخ رضوان بشمال مدينة غزة مساء الأحد.  

يأتي هذا بعدما كان الجيش الإسرائيلي استهدف السبت مدرستي الفاخورة -التابعة للأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا"-  وتل الزعتر بقطاع غزة.

وعلى صعيد المستشفيات المحاصرة من القوات الإسرائيلية في القطاع، وصفت منظمة الصحة العالمية السبت مستشفى الشفاء بأنه "منطقة موت"، بعدما زار فريق من المنظمة المستشفى لتقييم الوضع به.

وقالت المنظمة إن فريقها وصل إلى المستشفى السبت بعدما أخلى 2500 نازح -هم من تبقى من اللاجئين بالمستشفى- وعدد من المرضى وعاملون طبيون المستشفى إثر صدور أوامر من الجيش الإسرائيلي في وقت سابق من اليوم بإخلاء لمن تبقى بالمشفى. 

وفرضت القوات الإسرائيلية حصار شديد على مجمع الشفاء على مدى أيام، وخرج عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي ونفاد الوقود، وعدم السماح لسيارات الإسعاف بالخروج منه أو الدخول إليه.

ويقع مستشفى الشفاء في قلب مدينة غزة. وسبق أن اتهم الجيش الإسرائيلي حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) باستخدامه محور لأنشطتها، وهو ما تنفيه حماس. وكان المستشفى مأوى لآلاف المرضى والنازحين من الأطفال والنساء وكبار السن.

ومساء الأحد، قال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي، عبر منصة إكس (تويتر سابقا) مساء الأحد في بيان أرفقه بمقاطع فيديو، إن قوات الجيش عثرت على نفق بطول حوالي 55 متر وبعمق حوالي 10 أمتار تحت مستشفى الشفاء.

وأضاف أدرعي أن فتحة النفق تحتوي على وسائل حماية مختلفة منها باب محصن "حيث تستخدم منظمة حماس الإرهابية الباب لصد قدرة دخول قواتنا إلى مقرات القيادة والمنشآت التحت أرضية التابعة للمنظمة".

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، عبر صفحته على فيسبوك، إن طواقمه تمكنت الأحد بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية من إجلاء 31 من الأطفال الخدج (المولودون مبكرا) من مستشفى الشفاء إلى جنوب القطاع، تمهيدا لنقلهم إلى مستشفى الإمارات في رفح.

وفي وقت لاحق الأحد، قال مراسل قناة القاهرة الإخبارية المصرية، المقربة من الدولة، من عند معبر رفح إنه يتم إدخال سيارات الإسعاف للمعبر تمهيدا لاستقبال عدد من الأطفال الفلسطينيين حديثي الولادة.

وقال أدرعي، عبر منصة إكس الأحد، إن عمليات الجيش في قطاع غزة تتواصل جوا وبحرا وبرا، مضيفا أن الطائرات المقاتلة التابعة للجيش قامت "بتدمير بنى تحتية إرهابية عديدة لحماس في جباليا والزيتون وبيت لاهيا".

 وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جنديين في قطاع غزة يوم السبت خلال القتال الدائر أثناء العملية العسكرية البرية في قطاع غزة، كما قُتل ضابط وجندي الأحد، بحسب صحف إسرائيلية.

فيما قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- عبر قناة الحركة على تطبيق تليغرام الأحد إن مقاتليها استهدفوا بقذيفتين منزل في منطقة جحر الديك في القطاع به عدد كبير من الجنود الإسرائيليين، وبعدها اقتحموا المنزل موقعين من بقى فيه بين قتيل وجريح.

ويدور القتال في قطاع غزة المحاصر منذ السابع من أكتوبر الماضي إثر شن حركة حماس هجوم مفاجئ على إسرائيل لترد تل أبيب بعملية عسكرية على القطاع توسعت فيما بعد لمواجهات برية.

وارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في قطاع غزة من جراء العملية العسكرية الإسرائيلية إلى 12.2 ألف قتيل، وتخطى عدد المصابين 29.5 ألف، بحسب ما نقلته وكالة وفا عن وزارة الصحة الفلسطينية الأحد.

وقال مراسل قناة الحدث التابعة لقناة العربية السعودية، صباح الأحد، إن مئات الجرحى سيخرجون اليوم عبر معبر رفح البري الحدودي إلى مصر ومن ثم إلى تركيا لتلقي العلاج.

فيما وجه محمد بن زايد رئيس الإمارات، السبت، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاج والرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية (وام).

وكانت الإمارات -التي تجمعها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في إطار اتفاق تطبيع- أعلنت في وقت سابق من نوفمبر الجاري أنها ستُقيم مستشفى ميداني متكامل في غزة لتقديم الدعم الطبي اللازم للفلسطينيين.

إدخال الوقود

وافق مجلس الوزراء الأمني المصغر في إسرائيل على إدخال الوقود إلى قطاع غزة، وفق ما أوردته صحف إسرائيلية الأحد. وعارض القرار وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

وكان السماح بإدخال الوقود إلى غزة محل جدل في إسرائيل، بينما كان نفاد الوقود من القطاع يتسبب في حالة شلل خاصة بالمستشفيات التي كانت في أمس الحاجة إليه.

ومنذ بدء القتال الحالي، كانت إسرائيل تمنع دخول الوقود إلى القطاع، قبل أن تسمح به قبل أيام لصالح الأمم المتحدة فقط ولأغراض محددة.

تطورات خارجية

قال يحيى سريع المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي اليمنية -المدعومة من إيران عدو إسرائيل- عبر منصة إكس الأحد إن الجماعة سوف تستهدف كل السفن التي ترفع علم إسرائيل أو تشغلها شركات إسرائيلية أو تعود ملكيتها لشركات إسرائيلية، وذلك ردا على العدوان الإسرائيلي على غزة.

وطالبت الجماعة جميع الدول بسحب مواطنيها العاملين ضمن طواقم هذه السفن، وتجنب الشحن على متن هذه السفن أو التعامل معها.

وبعدها، نقلت قناة العربية السعودية الأحد عن مصادر قولها إن جماعة الحوثيين احتجزت سفينة شحن مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي في البحر الأحمر تحمل اسم "غالاكسي ليدر" وعلى متنها 22 شخص، ليس من بينهم إسرائيليون.

لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أدرعي قال، عبر منصة إكس، إن "السفينة ليست إسرائيلية… وعلى متنها طاقم دولي دون أي إسرائيلي"، واصفا ما حدث بأنه "يعتبر حادث خطير على المستوى العالمي".

وفي وقت لاحق، أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، في بيان، الاستيلاء على "سفينة إسرائيلية" في البحر الأحمر، وقال إن السفن الحربية للحوثيين اقتادت السفينة إلى ساحل اليمن.

وعلى صعيد التوترات على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، قال الجيش الإسرائيلي، الأحد، إن طائراته قصفت ودمرت بنية تحتية لجماعة حزب الله اللبنانية في لبنان، وفق ما نقلته صحيفة تايمز أوف إسرائيل.

وأضاف الجيش أن صفارات الإنذار دوت في بلدة شلومي الحدودية بعد إطلاق 10 قذائف هاون عليها، سقطت في مناطق مفتوحة، بحسب الصحيفة.

وتزداد التوترات بين حزب الله اللبناني المدعوم من إيران المعادية لإسرائيل والجيش الإسرائيلي بالقرب من الحدود الجنوبية للبنان منذ بداية الصراع مع حماس.

اتفاق الأسرى والهدنة 

قال رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، خلال مؤتمر صحفي الأحد، إن التحديات التي تواجه التوصل لاتفاق بين حركة حماس وإسرائيل بشأن تبادل الأسرى وإقامة هدنة هي أمور عملية ولوجستية فقط، بحسب وكالة رويترز.

وأضاف رئيس الوزراء، في المؤتمر المشترك مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في الدوحة، أن ثقته في إمكانية التوصل لاتفاق تزداد.

وتتوسط قطر من أجل التوصل لاتفاق بين الجانبين يتعلق بأسرى اقتادتهم حركة حماس إلى قطاع غزة أثناء هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي، ويصل عددهم -وفق إسرائيل- إلى 240 شخص.

وتأتي تصريحات رئيس الوزراء القطري في وقت كثرت فيه الأنباء بشأن قرب التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل، وكان آخرها ما نقلته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية السبت عن مصادر مطلعة بأن الجانبين يقتربان من التوصل لاتفاق بوساطة أمريكية لإطلاق سراح عشرات النساء والأطفال المحتجزين كرهائن في غزة مقابل هدنة مدتها 5 أيام.

لكن لم يصدر تصريح رسمي من أي من الجانبين بشأن التوصل إلى اتفاق بينهما حتى الآن. 

جهود وقف الحرب

أعلن وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، السبت، أن اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية والمعنية ببلورة تحرك دولي لوقف الحرب على غزة ستبدأ أعمالها يوم الاثنين من الصين، كأول محطة لها، بحسب ما نشرته وزارة الخارجية السعودية عبر منصة إكس.

وأضاف الوزير أن اللجنة ستنتقل بعدها إلى عدد من العواصم "لإيصال الرسالة الواضحة أن لابد من وقف لإطلاق النار فورا ولابد من إدخال المساعدات والاحتياجات الإنسانية إلى غزة فورا كذلك".

وتابع أن الرسالة تتضمن أيضا ضرورة العمل "لإنهاء هذه الحرب التي تُشن على غزة في أسرع وقت".

وانعقدت القمة في وقت سابق من نوفمبر الجاري في الرياض، وقررت بدء تحرك دولي لوقف الحرب في غزة.

يأتي هذا فيما أكد ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال لقائه الأحد برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ضرورة التحرك فورا لوقف إطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية إلى هناك دون انقطاع، بحسب تدوينة للديوان الملكي على منصة إكس.

(إعداد: مريم عبد الغني، للتواصل: zawya.arabic@lseg.com)

#أخبارسياسية

لقراءة الموضوع على أيكون، أضغط هنا

للاشتراك في تقريرنا اليومي الذي يتضمن تطورات الأخبار الاقتصادية والسياسية، سجل هنا