من أروى جاب الله

القاهرة 16 فبراير شباط (رويترز) - يرى المصدرون المصريون للسلع الزراعية تزايدا في الطلب عليها حيث تشق طريقها إلى أسواق أجنبية جديدة بعد أشهر فقط من تحرير سعر صرف العملة المحلية وسط سعي الكثيرين لزيادة الطاقة التصديرية لتغطية ذلك الطلب.

وخسر الجنيه نحو نصف قيمته منذ أن تخلى البنك المركزي المصري في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني الماضي عن سياسة ربط سعر صرف الدولار عند 8.8 جنيه مما جعل الخضروات والفاكهة المصرية تبدو رخيصة الثمن وجذابة للمشترين الأجانب حسبما يقول مصدرون.

وقال مصطفى النجاري رئيس مجلس إدارة شركة الفواكه الطازجة التي وقعت في الآونة الأخيرة اتفاقيات للتصدير إلى الصين وتستكمل اتفاقيات أخرى مع أستراليا ونيوزيلندا وكوريا "ارتفع الطلب إلى المثلين وكل منتج من المنتجات يكتسب سوقا أو اثنتين."

وساعد تحرير سعر صرف الجنيه مصر على تأمين قرض بقيمة 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي لدعم برنامج إصلاح واسع النطاق يهدف إلى استعادة التدفقات الأجنبية وكبح عجز الموازنة.

وقادت سلسلة من الارتفاعات الضريبية وتقليص الدعم إلى جانب تخفيض قيمة العملة إلى ارتفاع التضخم إلى مستويات قياسية في بلد يعيش الملايين من سكانه على حد الكفاف. لكن في ظل قسوة إجراءات التقشف الحكومية تسجل شركات الصناعات التحويلية المحلية والشركات المصدرة زيادة في نشاطها.

ويلقي ساسة مصريون باللائمة على إتساع العجز التجاري -الذي بلغ 42.64 مليار دولار في 2016 في بلد يعتمد على الواردات - في الضغط على الجنيه. وإلى جانب الهبوط الحاد في الواردات قد يساعد ارتفاع الصادرات الزراعية في تقليص ذلك العجز.

وقال عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية إن حجم الصادرات المصرية من الخضروات والفواكه والبقوليات بلغ 2.2 مليار دولار العام الماضي ومن المرجح أن يرتفع بنحو 15 بالمئة في 2017 نتيجة لتحرير سعر الصرف.

وتشمل قائمة صادرات الخضروات الرئيسية البصل والخرشوف والفواكه ومن بينها البرتقال والفراولة.

وتأتي زيادة الاهتمام بعد عام متقلب للمنتج المصري شهد حالة قلق في أمريكا الشمالية من إصابات بالاتهاب الكبدي جرى الربط بينها وبين الفراولة المصرية وحظرا مؤقتا في روسيا -أحد أكبر المشترين من القاهرة- على استيراد الفواكه والخضروات من مصر.

لكن تجارا يقولون إن الأمر معقود الآن على مدى سرعة تغطيتهم للطلب.

وقال عماد سعيد العضو المنتدب لشركة اليابان لحلول الغذاء التي تعمل في مجال تصدير الفواكه والخضروات إن الشركة تعمل على زيادة المساحة المزروعة لديها هذا العام لتغطية زيادة في الطلب من المتوقع أن تتراوح بين 20 و30 بالمئة على خلفية الطلبيات الجديدة من أسواق في أوروبا وأمريكا الشمالية.

وقال سعيد "أرى أن هذه فرصة ذهبية للمنتج المصري للمنافسة على نحو أقوى... الأذكياء سينتهزون هذه الفرصة للدخول إلى أسواق جديدة."

وقال علاء دياب الرئيس التنفيذي لشركة الزراعة الحديثة بيكو -وتعمل هي الأخرى في التصدير- إن الشركة سجلت زيادة في الطلب بلغت 50 بالمئة من دول الخليج في الشهرين الأخيرين.

وأضاف دياب "التعويم كان جاذبا ومفيدا جدا إذ فتح أعين الكثير من المستوردين للنظر مجددا إلى مصر حيث يمكنهم إبرام صفقات أكثر تنافسية."

(إعداد إسلام يحيى للنشرة العربية - تحرير علاء رشدي)